سُبحانَ مَن هو أرحمُ بنا من أنفسنا!
في بعضِ مناطقِ الصعيد تفعل النساء ما لم يأتِ بهِ الشارع الحنيف، فتصوم إحداهُنَّ أيَّامَ حَيضِها، صيامًا صحيحًا لا خطأ فيه، ثُمَّ تأتي قبلَ أذان المغرب بدقائقَ فتجرحَ صومها؛ حيثُ تقوم بالإفطارِ على الماءِ مثلًا وبعدها تتناول الطعام مع باقي أفراد الأُسرة.
وهذا بالطبعِ مُخالِفٌ لأمرِ اللَّهِ ورسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، بل مُحرّمٌ لِمَا فيهِ من تحميلٍ للنفسِ فوقَ طاقتها، فمن رحمةِ الرحمٰنِ ببناتِ حوّاء أنْ أسقطَ عنّا الصلاة وقتَ الحَيضِ والنِفاس، لكنَّ الصومَ يُقضى فيما بعدَ رمضان.
إذا كانَ ربّ العالمين قد أباحَ للحائضِ الفِطر، لِمَ تُحمّلوها فوقَ طاقتها أيا عجائزَ العائلة، وخَصصتُ الحائضَ بالذكرِ لأنَّ النُفساء تَطعَم وتُسقى على مرأى ومَسمَعٍ من البيت، أمَّا الحائض فليستْ كذلك، بل وتسير على غِرارِ جدّاتها ونساء القرية والقُرى المُجاورة، فتصوم وهي لا طاقةَ لها بصيامٍ ثُمَّ تجرح صيامها.
الغريب في الأمرِ أنَّ بعض البيوتاتِ تحوي بداخلها مُتفقّهٌ في الدينِ ولو بعض الشيء، أو مُقيمٌ صلواتهُ في المسجد، فسَمِعَ من إمامِ المسجد عن تحريمِ هذا الفِعل، أو قُلْ ليسَ بها هذا ولا ذاك، لكنَّ بها تلفازٌ مليءٌ بالقنواتِ الفضائية الدينية، وإذا لم يَكُن بها تلفاز فبها مذياعٌ تُعرض عليهِ إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، وبها من برامجِ الفقه ما تيسّرَ شرحه، وسَهُلُ على العامةِ اِستيعابه، أيضًا الهواتف الذكية يُمكن اِستخدامها في تَعلّمِ ما تعسّرَ من أمورِ الدين، كَالإستماعِ لفتاوى أهل العِلمِ الثِقات.
لا تُحمّلنَّ أنفسكنَّ ما لا تُطيقنَهُ، فالذي خَلَقَ الجسد أعلمُ بأنَّهُ لا يَقوى على صلاةٍ أثناء الحيض؛ نَظرًا لحالةِ الوهن التي تُصيب الجسد في هذهِ الفترة، لذا أسقطَ الصلاة عن الحائض والنُفساء، لكنَّهُ الصومَ يُقضى بعد رمضان، سواء صومٌ مُتتالي أو مُتفرّق.
كُوني رحيمة بنفسكِ، وارضي بما كتبهُ اللَّهُ عليكِ، واحمديهِ على الرُخصة.