لا أخجلُ أبدًا من شفافيةِ اِحساسي وعَلاقتهِ بجسدي، والذي يُعبّر قطعًا عن الحالة النفسية التي أحياها، فمثلًا حينَ أحزنُ لأيّ سببٍ كان، والحُزنُ واردٌ كما الفرح، هي مشاعرٌ خامدة تخرُج بالطريقةِ التي تُريحها، سواء بالضحكِ أو الدموع.
حينَ أحزنُ ألتزمُ الصمتَ في حين أنَّ جسدي يُحِدثُ ضجيجًا لا يُسمَع لهُ صوت، ولكنْ يُلاحَظ أثره؛ حيثُ بُعيض الحبوب التي تُزيّن وجنتاي على اِستحياء، أجل تُزيّن وجنتاي، هكذا قُلنَّ مَن رأينني حالَ حُزني، وكذا شَعري المُخلصُ في حُبِّهِ لي، والذي يحزنُ لحُزني فيتركَ فروةَ راسي مُتساقطًا في درعي، أيضًا عيناي اللتانِ لم تتركانِ بمُفردي، فتُخفيانِ لمعتهما السِّحرية حالَ حُزني.
أمَّا حالَ سعادتي فيكون الوضع مُختلفًا بعض الشيء، إذ أنَّ جسدي لا يُحِدثُ ذاكَ الضجيج الذي يفعلهُ في الحُزن، بل أنا مَن أُحدِثُ الضجيجَ بالإفصاحِ عن سعادتي، ورغبتي في اِسعادِ الدُّنيا مثلما أنا سعيدة.
حالَ سعادتي تودّعني بُعيضِ الحبوب التي قد ظهرتْ ضيفة على وجنتاي، وتختفي ويكأنَّها لم تَكُن، وأمَّا شَعري فيعود نابضًا بالحيويةِ والنشاط؛ ليتشبثَ براسي ويكأنَّهُ وتد، وعن عيناي فتُفرجانِ عن لمعتهما السِّحرية لتزيدَ من فتنتهما.
تفكّرتُ في كُلّ هذا فَحمدتُ رَبّي سُبحانهُ وتعالى على نعمةِ الصدق؛ فجسدي تُرجمانُ مشاعري في شتّى حالاتي.