أتعلمُ قارئ العزيز أنَّ الصدقَ في هذا العالم لا يُصدَّق، أجرَّبتَ أنْ تكونَ صادقًا في كُلِّ شيء، صادقًا وحسب، صادقًا مع نفسكَ قبلَ الآخرين، وإنْ كُنتَ قد جرَّبتَ فطبيعي تكون أيقنتَ نتيجة صدقك.
النتيجة التي صدمتكَ مرّة تلو الأُخرى، فقط لأنَّكَ صادق لا تُصدَّق، بل ورُّبما زِيدَ في إتهامكَ بالهذيان، أو الكذب البواح، ولرُّبما قُوبِلَ صدقك بعدمِ التصديق.
أراكَ تتساءل بلُغةِ الإشارة عن السبب؟
لا أدري قارئ العزيز، لأنَّ الإجابةَ على هذا السبب تتنوّع بتنوّعِ الأشخاص، فرُّبما كانَ الشخص صادقًا حتّى حَدَثَ لهُ مكروه نتيجة صدقهِ فأصبحَ لا يُصدَّق أحدًا، ولرُّبما لأنَّهُ كاذب فيَرى أنَّ الجميعَ مثله، لذا فهو لا يُصدَّق حتّى الصدق ذاته، ورُّبما لسوءٍ أصابهُ من أحدِ الكذّابين، فتركَ أثرهُ في نفسهِ حتّى جعلهُ فاقدًا للثقةِ في تصديقِ أحد.
على كُلٍّ سيُحاسَبُ كُلٌّ بمفرده، ها قد وصلنا لمنطقةِ الثانية بتوقيتِ مريم.. فعلى بَركةِ اللَّهِ نبدأ.