أصابني الذهول حينَ سَمِعتُ إحداهنَّ تصف ابنتها بالمُستهترة، ليسَ هذا فحسب، بل لا تُجيد طهي الطعام وترتيب غُرفتها الخاصّة، كما أنَّها تتميز باللامسؤولية، لكنَّها ستتزوج عمّا قريبٍ وسيَصلُح حالها.
باللَّهِ أينَ العقول من كلامٍ كهذا؟
لتعلمي أيَّتُها المرأة الموصوفة بالأُمومة أنَّ وظيفتُكِ هي تربية أولادكِ، وخصوصًا إنْ كانَ من بينهم فتاة؛ فالفتاة تحتاجُ لأُمّها أكثر من أبيها في التربيةِ والتنشئة، لذا وجبَ عليكِ أنْ تَعِي أهمية دوركِ بالنسبةِ لها.
لكنْ أنْ تكوني أُمًّا بالهويةِ الشخصية وفقط، إذًا العَيبُ على مَن زوّجكِ قبلَ أنْ يُعلّمكِ كيفَ تكونينَ زوجة مُطيعة وأُمّ صالحة؟
أعودُ بالحديثِ عن تلك الأُمّ المُصابة باللامُبالاة، لتعلمي يا هذهِ أنَّ الرَجُلَ حينَ يُقرر الزواج فإنَّهُ يُريدُ بذلكَ تكوين أُسرة وما يترتب عليها من أمنٍ واستقرار، لا أنْ يأتي بأُنثى كي يُعلّمها ما لم تتعلّمهُ ببيتِ أبيها، أو ليُرّبي فيها ما ادّخرتهُ أُمّها من مجهودٍ في تربيتها.
الزواج ليسَ مدرسة لتربية وتأهيل الزوجان، بل هو تكوين أُسرة أيا عِبادَ اللَّه، ولا يصّح أنْ يُزوّجَ الأب ابنتهُ قبلَ أنْ يُرّبيها، كما لا يصّح أنْ يتزوجَ الرَجُل الغير كفئًا للزواج.
إنْ كانتْ تلك المرأة ترغب في تزويجِ ابنتها الغير مُؤهلة لذلكَ، فكيفَ سيكون ردّ فعلها إنْ تقدّمَ لمُصاهرتهم رَجُلًا إلَّا تربية وأخلاق، ورُّبما دين، وكذلكَ خِبرة؟
أتساءل: لماذا لا يكون الردّ على طلبِ الزواج: أنَّ ابنتي ليستْ كفئًا يا ولدي، لتُيسر لكَ الطريق، أمَّا عنّي فسأُرّبي ابنتي حتّى تكونَ أهلًا لذاك؟
تقوى اللَّه هي سرّ السعادة في الدارين، فاللهمَّ ارزقنا تقواك وأعنّا على طاعتك.