قديمًا وقبلَ اختراع الكهرُباء كانتْ لمبة الجاز هي وسيلة الإضاءة، لذا كانَ سعرها مُتزايد طبقًا لحاجةِ السوق لها، وكانتْ تعتمد في عملِها على الجاز الأبيض (الكيروسين).
تتميّز تلك اللمبة بقاعدة زُجاجية يُوضع بها الجاز مع وجود شريط موصول بها مُتشرب لذلك الجاز، بحيثُ نُخرج بعضهُ ثُمَّ نضع الغطاء الزُجاجي بعد أن نُشعل بهِ النار، حينها تتمّ عملية الإضاءة، ويَعُمّ الدفء المكان نظرًا للحرارة المُنبعثة من اللمبة، وتُسمّى تلك اللمبة بلمبة إفرنجي.
أيضًا هُناكَ نوعٌ ثاني وهو اللمبة الصغيرة البلدي، هي تلك التي تتميّز بالقاعدة الصاجيّة والشريط المُنغمس في الجاز دونَ غطاءٍ أو غيره، وتعمل على إضاءة مساحة محدودة.
مَرّت الأيَّام وأضحتْ الكهرُباء في مصر تُعاني كما البشر لذا فقطعها أولى من تشغيلها؛ حيثُ يتم قطعها عن المواطنين لتخفيف الأعباء الواقعة عليها جراء زيادة الحمولة.
أتساءل: هل يُمكن أن نعودَ إلى الوراءِ بإستخدام لمبة الجاز؟
وإذا حدث.. ماذا سنفعل حال عدم توافُره؟!
لا بُدَّ من إعمالِ العقل في إيجاد حلول بديلة، إذ من الصعبِ الإستغناء عن الكهرُباء فحياتنا الخاصّة والعملية قائمة عليها.
وقد يترتب على قطعِ الكهرُباء _ولو ساعة_ الكثير من الخسائر ولرُّبما وصلَ الحال إلى الأرواح؛ فمثلًا في المُستشفيات رُّبما يُصادف وقت قطع الكهرُباء إجراء عملية لمريضٍ ما، سيُقال: أوليسَ بها مولّد؟، أقولُ: بلى ولكنَّهُ يتلف في حال تكرار إنقطاع التيار الكهربائي، لذا فمصير المريض هو الموت!
أيضًا كذلك الأمر بالنسبةِ للمصاعد الكهربائية، حتّى وإن حُدِدَتْ مُدة عشر دقائق لتوعية الرُكّاب، فلنفرض أنَّ أحدهم مُصاب بمرضٍ ما وجاءتهُ نوبة أودتْ بهِ حينها سيخرج من المصعد ولكن ميّتًا.
إذا نظرنا إلى الأمرِ في المُجمَل نرى أنَّ الدولة تتكبد الكثير من الخسائر، لذا وجبَ على المواطنين إتباع سياسة ترشيد الكهرُباء؛ من خلال إطفاء المصابيح في الغُرف الفارغة بالمنزل، عدم ترك باب الثلاجة مفتوحًا، إغلاق المُكيّف بعض الوقت، عدم شحن الإلكترونيات لفتراتٍ طويلة متواصلة وفصل التيار الكهربائي عنها بعض الوقت.
كذلك الأمر بالنسبةِ لأصحابِ المحلّات والمقاهي بمُختلَفِ أنواعها، والمطاعم والمكاتب، وكُلّ ما لهُ عَلاقة بإستخدامِ الكهرُباء، لا بُدَّ من الترشيد لتخفيفِ الأحمال وتفادي تكرار إنقطاع التيار الكهربائي.
وليعلم الجميع بأنَّ التبذير لا يأتي بخير، وأقصدُ بالتبذير هُنا كُلّ ما فاقَ الإحتياج سواء في المال أو الغذاء أو الكهرُباء وما إلى ذلك.