من صفحات من تاريخ الثقافة الجماهيرية
من الملاحظات المهمة في هذا الموضوع وقبل الاستطراد في السرد أن الفترة التي شهدت تمردا من الثقافة الجماهيرية ضد مؤسسة الرئاسة كانت في عهد سعد وهبة عندما رشح نفسه أول الأمر لانتخابات مجلس الشعب ضد عبد المنعم الصاوي وكان الأخير هو مرشح الحكومة بينما أتهم سعد وهبة بأنه يساري وناصري وشيوعي وألقت هذه الاتهامات بظلالها علي كل جهاز الثقافة الجماهيرية والعاملين به وقاد حملة التشهير هذه الكاتب الملاكي للسادات وقتها موسي صبري رئيس تحرير أخبار اليوم ثم كانت الوقفة الأخرى في عهد مبارك حيث كانت المرة الوحيدة السافرة التي وقف فيها جهاز الثقافة الجماهيرية علانية ضد مبارك وتجديد ترشيحه كرئيس لمصر في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أدباء الأقاليم في مسرح سيد درويش بالجيزة وكانت في عهد عبد المعطي شعراوي آخر رئيس للثقافة الجماهيرية قبل أن تتحول إلي هيئة وكان ذلك في مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم في مسرح سيد درويش بالجيزة عندما رفض المشاركون في مؤتمر الافتتاح التوقيع علي وثيقة التجديد لترشيح مبارك رئيسا للجمهورية وقاد تلك الهوجة عبد الرحمن أبو عوف وفريدة النقاش وكنت حاضرا ومشاركا في ذلك المؤتمر بوصفي نائبا لرئيس تحرير الثقافة الجديدة وفي هذه السنة تم إقالة الثلاثة المشاركين في المؤتمر وهم وزير الثقافة الدكتور أحمد هيكل والدكتور عبد المعطي شعراوي رئيس الثقافة الجماهيرية وعبد الحميد حسن محافظ الجيزة تقريبا كان عام 1987 ؛
وظلت الثقافة الجماهيرية بعد هذا المؤتمر ولسنوات طويلة تعاني من اتهام قياداتها بالانتماء للتيار اليساري وأنهم قد حولوا قصور الثقافة إلي أوكار وخلايا شيوعية كما كتب ذلك أكثر من مرة كاتب السلطة الأثير موسي صبري