في بيت اجدادنا
رغم أن الزمن ترك آثاره عليه
ما زال يحمل عبق الذكريات الجميلة الجدران العاليه التي علاها الغبار وتهدم منها أجزاء ما زالت تحفظ أصوات الضحكات وأحاديث الليل الطويلة
وحودايت جدتى ولعبنا وضحكنا واولاد عمى واولاد عماتى
الطلاء الذي تآكل لم يستطع أن يمحو دفء الأيام الماضية
حيث كانت العائلة تجتمع في الليالي الباردة حول الجدة وموقدها أو في الصيف تحت شجرة التوت العتيقة
التي كنا نتسابق لقطف ثمارها الناضجة
في زوايا البيت
هناك رائحة الخبز الطازج الذي كانت جدتي تشرف على خبزه ودفء يدها وهي تمسح على رؤوسنا
وتطعمنا الحلو كله
هناك حكايات العمة التي لا تنتهي وحضورها الجميل ومقالب الأخوات وأصوات الأذان التي تعلن وقت الإفطار في رمضان حين كانت المائدة تمتلئ بالخيرات والقلوب تمتلئ بالمحبة
نتسابق بفرحه لنساعد فى صنع كعك العيد ورص الصوانى
في العيد
كان البيت ينبض بالحياة بثيابنا الجديدة وصوت ضحكاتنا ونحن نجري في ساحة البيت الواسعة
حتى الخروف الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر
كان جزءا من هذه الذكريات
لكن ليس كل الذكريات سعيدة فهناك لحظات الفراق
حين غادر بعض الأحبة
وبقيت جدران البيت تردد أصواتهم
تحكي عن مواقفهم عن وجودهم الذي كان يوما هنا
قبل أن يصبحوا مجرد ذكرى تلامس القلب بحنين لا ينطفئ