لوحة فنية لطفلة صغيرة
تصور
"كوزيت"
وهي إحدى شخصيات رواية البؤساء رسمها إيميل بايارد عام 1862م
اشتهرت هذه اللوحة حتى أصبحت أيقونة لرواية الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو "البؤساء" وسر قوتها هو حجم المكنسة الهائل الذي يفوق قامة الطفلة كوزيت
وكأن الرسام يقول
إن من الجرم أن يحمل المكنسة كائن يبلغ طوله نصف طولها
لقد لخص الرسام البارع كل ما أراد فيكتور هوغو أن يقوله بخصوص انتهاك براءة الأطفال في لوحة واحدة
تلك اللوحة الشهيرة التي أصبحت رمزا لرواية "البؤساء" تعكس معاناة الطفلة كوزيت وتختزل في تفاصيلها قسوة الظروف الاجتماعية التي عاشت فيها
قوة الصورة لا تكمن فقط في حجم المكنسة الهائل مقارنة بجسدها الصغير بل في تعابير وجهها وحركاتها البسيطة التي تنطق بالمأساة يظهر من خلال
اللوحة
تصبح أبلغ تعبير عن المأساة حين نتأمل في الخلفية الكئيبة التي تحيط بكوزيت الطفله
حيث يظهر الفقر بوضوح وكأنها سجينة في عالم لا يرحم
المكنسة الضخمة ليست مجرد أداة تنظيف
بل تمثل العبء الذي أجبرت على حمله في سن مبكرة
وكأن حياتها قد اختصرت في هذا الفعل المهين متناسية طفولتها و ولعبها وأحلامها
الرسم يدعو المشاهد إلى الشعور بالغضب والشفقة في آن واحد
الغضب تجاه الظلم الاجتماعي الذي يجعل من كائن صغير أداة لخدمة الآخرين بلا رحمة
والشفقة على هذه الطفولة المسلوبة التي تعكس حال الملايين ممن عاشوا في ظروف مشابهة
من هنا
أصبحت اللوحة أيقونة للالم
لا تنسى
تربط بين الفن والرسالة الإنسانية التي أراد فيكتور هوغو إيصالها
أن الظلم لا يعرف الرحمة لكنه في النهاية قد يهزم بالإرادة والتعاطف الإنساني
كيف تثقل براءة الطفولة بأعباء تفوق طاقتها
وكأن الرسام يريد أن يصرخ: "هذه ليست مجرد
مكنسة
بل رمز لقسوة العالم على الأرواح الصغيرة
.....كوزيت....