تحدثت الأم بدموع في عينيها عن ذكرياتها مع والديها
روت كيف كانت أمها تطهو الطعام بحب تحرص على أن يأكلوا برقي
وتهتم بنظافتهم قبل وبعد الطعام
كانت تجلس معهم لتذاكر دروسهم
تشاركهم لحظاتهم الصغيرة
وتغرس فيهم القيم
أما عن أبيها فكان يجلس على مائدة الطعام معهم
يفصل العظم والجلد عن اللحم ليجعل تناول الطعام سهلاً عليهم ويصر على أن ينهوا طعامهم كله
هذه الذكريات
البسيطة في تفاصيلها والعميقة في معناها حملت في قلبها حبا وامتنانا لتلك اللحظات التي شكلت جزءا كبيرا من طفولتها وسعادتها
تابعت الأم حديثها وبدت مشاعر الحنين واضحة في صوتها قالت إن والدها لم يكن يكتفي بتقديم الطعام فقط
بل كان يغمرهم برعايته واهتمامه يحرص على أن يشعروا بالأمان والدفء في كل لحظة
كانت أمها مثالاً للعطاء تعلمهم القيم وأصول الحياة برفق وصبر
لم يكن الطعام مجرد وسيلة للبقاء
بل كان لغة حب تربط الأسرة
تجمعهم حول مائدة واحدة ليشاركوا أحاديثهم وأحلامهم تلك اللحظات
على بساطتها تركت أثرا لا ينسى في نفسها وعلمتها أن الحب الحقيقي يظهر في التفاصيل الصغيرة
في العطاء دون مقابل وفي الحرص على الآخرين بصدق وإخلاص
تحدثت بصوت مرتجف والدموع تملأ عينيها عن نفسها واخواتها كيف أفنت هي وأخواتها حياتهن في خدمة والديهن بكل تفان واحترام
قالت إنها لم تبخل بجهد كانت ترد الإحسان برضا وحب دون انتظار مقابل
تزوجت وعاشت مع زوجها واولادها علمتهم مما تعملت من والديها
واكثر
أفنت حياتها ف خدمتهم
حتى اخر جهد
لكنها
الآن تتساءل وقد أثقلها الحزن لماذا يقابل إحسانها وزوجها
بقسوة من أولادهم
لماذا جفت مشاعرهم وتبدلت
أهذا جزاء العطاء والتضحيات؟
شعرت بالخذلان
وكأن صدى كلماتها يعود بلا إجابة
لم تفهم كيف تغير الزمن
وكيف تبدلت القلوب التي ربتها بحنان وتسأل: هل أخطأت في شيء؟