السلام عليكم و رحمة الله
احب التصوير ... هذه الحقيقه ... فدائما احب ان اقتني "كاميرا" .... و احب دائما تسجيل الاحداث تصويرا بشكل "مزعج" .... خصوصا بعد اقتران الهواتف النقاله بكاميرا مدمجه ... لكنه اهتمام يظل يراودني دائما
لا ادعي ابدا اني كنت اعرف شيئا عن انواع "الكاميرات" او تقنياتها ... او تقنيات التصوير من اساسه ..... لكني كنت معروفا اني استطيع التقاط "صوره حلوه" .... فيما كنت انتقد بشده صورا ... اشعر ان مصوريها لم يبذلوا فيها أي جهد سوي انهم ضغطوا علي الزناد ... :)
في عام 2011 اشتريت كاميرا "سامسونج" PL120 من الولايات المتحده عندما كنت في زيارتها في مهمة عمل .... و كم كنت سعيدا اني اقتنيت كاميرا "حديثه" و جباره و رهيبه ! ....
في سبتمبر 2013 .... قامت الانسه "مارية" ابنتي الصغيرة .. بتدمير "ميكانيزم" فتح العدسه لكاميرتي الخارقه .... مما جعلني احزن لفقد أحدي أهم مقتنياتي ذات الـ 5 x
في اكتوبر 2013 .... حصلت علي منحه من الاتحاد المصري لكرة اليد - بصفتي رئيس تحرير موقع الاتحاد الرسمي - للحصول علي دورة في التصوير الفيديو و "الفوتو" .... في خطوه لم تكن في الحسبان
ثم بعد انتهاء الدوره .... زال حزني علي الكاميرا "اللعبه " :) ....
في الحقيقه .... كنت متحمسا لمثل هذه الدوره "النوعية" ... في مجال اعتقد أني احبه ... و اجهل عنه كل شئ ... او كنت اعتقد انه ليس بالمجال اصلا .... و عندما ابلغوني بهذه الدوره ... استغربت كثيرا ان يكون هناك ما يسمي "بدوره" في التصوير .... ثم ازدادت دهشتي عندما علمت ان المحاضر هو "استاذ دكتور" و رئيس قسم في احدي كليات الفنون التطبيقية في مصر ... !
كانت المحاضرات تبدأ في السابعه مساءا في القاهرة ... و تحديدا في مقر المركز الثقافي الروسي بالدقي .... و كنت انهي عملي في الاسكندرية في الثالثه او الرابعه مساءا ثم اسافر للقاهرة لحضور تلك الدوره التي تنتهي في احسن الاحوال في العاشرة و النصف ليلا .... فأبدأ رحلة العوده للاسكندرية فجرا حتي الحق بعملي في السابعه و النصف صباحا :) .... و هكذا دواليك لمدة خمس محاضرات متتاليه ... و رغم الارهاق الذي يفوق الوصف .... الا ان المتعه في تعلم شيئا جديدا قد تدفع المرؤ للاستسلام لهذا الانتحار ....
في المركز الثقافي الروسي في الدقي ... و تحديدا في قاعة مدرسة "ايفان بيليبين" للفنون الجميلة بدأ الاستاذ الدكتور خالد عويس محاضراته عن التصوير
"الموضوع طلع علم " ... و ليس مجرد استخدام عشوائي للكاميرا .... فدرسنا انواع العدسات و استخداماتها و تقنياتها .... و اساليب التصوير المختلفه .... و امور اخري "اكاديمية" سأرفقها لاحقا .... لمن يريد ان يستفيد
و لكن بعيدا عن الجانب الاكاديمي للدوره ... استمتعنا كثيرا بمواقف و قصص كان يرويها لنا الاستاذ عن التصوير .... و الحقيقه انه بعد هذه الدوره ... تغيرت نظرتي كثيرا لكل ما هو مصور .... و خصوصا التصوير السينمائي او الفيديو عموما ...
بعد هذه الدوره ازداد احترامي و تقديري للمصورين المحترفيين ... و ادركت مدي الجهد "المدروس" الذي يبذل "عشان تطلع الصوره حلوه" ...
اذكر أني شاهدت مشهدا لـ "مني زكي" و هي تقول للمثله "انتصار" في احد افلام كريم عبد العزيز .. معلقه فيها علي صورة معلقه علي الحائط تظهر فيها "انتصار" في "بوز" سينمائي ..... : "يجب ان تغيري المصور الخاص بك .... لأنه يظهر كل "ديفوهاتك" "
هذا المشهد من المؤكد انه يمر مرور الكرام علي المشاهدين و في اطاره الكوميدي و حسب .... و لكن بعد حصولي علي هذه الدوره .... عرفت ان "مني زكي" كانت تعني ما تقول !
فقد اخبرنا المحاضر ... ان الفنانات النجمات يحتفظن بعلاقات ممتازه جدا مع المصوريين ... خصوصا السينمائيين ... لأن المصور قادر علي استخدام عدسات تظهر كل "العيوب" في التي قد تكون في وجه النجمه .... بينما اذا استخدم عدسه أخري لنفس "الكادر" .... تختفي هذه العيوب و تظهر النجمه و كأنها "مونرو" :)
يقول المحاضر ... ان بعض النجمات يشترطن علي المخرج اسما لمصور محدد ... لأنه يظهرهن جميلات ... بينما تتدخل بعض الفنانات المخضرمات في عمل المصور و تطالبه بتغيير مقاس و نوع العدسه الي مقاس آخر ... عرفته من خبراتها المتراكمه مع "الديفوهات" ... :)
و بعضهن لها مصورها الخاص ... مثله مثل "الكوافير" الخاص ....
و من بعض ما علمته ان مصر اخرجت احد اعظم المصورين في التاريخ السينمائي المصري و هو عبد العزيز فهمي ...الذي اشترك مع المخرج الكبير يوسف شاهين (مع تحفظي الشخصي علي رؤيته الاخراجيه الاخلاقية ) في فيلم "عودة الابن الضال" .... و هو من الروائع الخالده
و عندما سألت عن عدم تعاون الثاني "شاهين - فهمي" ... لأنتاج افلام ذات جوده عالية سوي فيلم واحد فقط ... فكان رد المحاضر أن "الاتنين اساتذه في مجاليهما ... فمعرفوش يشتغلوا مع بعض" ! .... اذا هي معضلة النفسية المصرية المعقده و التي لا يستطيع فيها اثنان من المتميزين ان يعملا سويا بروح الفريق .... لأن كل شخص يعتقد أنه الاقدر أو الاعلي علما ... و علي الاخر ان ينصاع !!
و لأننا في زمن "السبكي" ... فسألت استاذنا عن هذه النوعيه من الافلام .... ليؤكد - اي المحاضر - بأنها ليست "أفلام" بالمعني العلمي ... فهي مجرد "بيزنس" سريع لا يستند لاية معايير علمية ... لا في التصوير و لا في الاخراج .... و لا في أي شئ .... مجرد كاميرا رخيصه .... و مصور يعمل بقالا "بعد الضهر" .... و بعض الفنانات لا يحبون ارتداء الملابس .... و انتهي الموضوع !
لهذا عندما سألته لماذا لا يوجد لنا افلام تنافس في المسابقات الرسميه في مهرجانات هوليوود و كان و غيره ؟ .. كان رده هو أن الامكانات في التصوير و الاخراج هي السبب ... فيكفي ان نعلم ان هناك كاميرات يصل ثمنها الي المليون جنيه .... ! ....
طبعا منتجينا لا يدفعون و لن يدفعوا مثل هذه المبالغ في شراء مثل هذه الكاميرات عالية الجوده و الاداء .... لهذا لا تحقق افلامنا المعايير المطلوبه لدخول مثل هذه المسابقات الرسميه .... رغم جودة المحتوي و براعة اداء الممثلين ... فالهدف "بيزنس" و فقط ....
ايضا درسنا كيف تقوم بعض الفضائيات بتكبير و تضخيم الصور علي شاشاتها لتعطي انطباعا للمشاهد بضخامة الحدث ... سواء اكان اعتصاما او حشدا .... !
فنحن لا نري الحقيقه يا ساده .. ! .... هذه هي الحقيقه
هذا فيما يخص التصوير الفيديو و السينمائي .... و اما عن التصوير "الفوتو" .... فأجمل ما تعلمته هي حكاية "اختيار" عنصر ما في الصوره ليكون واضحا بينما يتم اخفاء باقي العناصر .... بمعني انك اذا اردت ان تصور سائحه ساحره تسير في احد شوارع المحروسه ... و اثناء التقاطك للصوره لاحظت وجود صندوق قمامه في خلفية الصورة ... !!
في هذه الحاله ... اما ان تلتقط الصوره "برائحتها" :) .... و تصيب السياحه في مقتل أكثر مما أصابها حاليا .... او تستخدم اسلوبا في التصوير باستخدام التحكم في العدسات يجعلك تظهر السائحه مع جعل الخلفية غير ظاهرة ... فلا تفوح رائحه "القمامه" من الصورة ....
اذا هناك توظيف للصوره يتحكم فيه المصورون .... فيظهرون ما يريدون و يخفون ما يريدون ... كلا حسب الهدف الذي يريده المصور ....
من هذا علمت انه ليست كل الصور "فوتوشوب" ... و ان صورا يبدوا انها مركبه ... تكون في الاساس حقيقية .... و ان خبراء التصوير يستطيعون معرفة الحقيقيه من تلك التي خضعت لتعديل "فوتوشوبي" ....
كما ان معارض و مسابقات التصوير الفوتوغرافي ... لا تقبل اي صوره يتم تعديلها رقميا .... و مع ذلك تفاجئك بصور لا تصدق ابدا انها صورا التقطت بكاميرا ....
في النهاية كانت دورة ممتعه .... تعلمت فيها استخدام الكاميرا الفيديو بشئ من الاحترافيه مع بعض من العلم الاكاديمي الذي يمكن توظيفه اثناء الاستخدام .... مع لمحه فنية يمكن من خلالها الابداع كلما امكن ....
لكن لم يسعفني الوقت في التعمق - عمليا - في استخدام الكاميرا الفوتو .... و اتمني ذلك لاحقا ... لكن اهم شئ خرجت به هو ان كاميرتي السامسونج الراحله كانت مجرد "لعبه" وسط الكاميرات الحقيقية التي يدأ ثمنها من الـ 5000 جنيه مصري فما فوق !
و أخيرا فقد حالفني الحظ بتطبيق ما تعلمته حرفيا في مهمة تصوير فيديو رياضيه في المانيا حدثت في نوفمبر 2013.... و لله الحمد...
تحياتي
:)