تزامنا مع يوم المرأة العالمي تعرفت مؤخرا على الأديبة الموهوبة ريم ابو عيد، صاحبة رواية ميتروبول التي سرقها لصوص الابداع، وصنعوا منها مسلسل اختفاء الذي قامت ببطولته الممثلة الشهيرة نيللي كريم تحت اسم ذات.
سرقوا الرواية وعطلوا السيناريو الذي أعدته لاخراج فيلمها المرتقب عن روايتها، حتى يتموا فصول سيناريو المسلسل ليضعوها أمام الأمر الواقع، الذي لا تستطيع معه أن تتحرك أو تتنفس.
اللصوص والسراق شخصيات كبيرة لها نفوذها في مجال الاعلام والسينما ووزارة الثقافة.
فجعت ريم حينما رأت وليدها وحلمها وإبداعها الذي يمثل جزءا من روحها، وقطعة من عمرها ومهجة قلبها.. لكنها لم تتحسر وتهتم وتغتم، وتضع يدها على خدها وتبكي حظها، وإنما سارعت بقوة المرأة الجسورة إلى القضاء المصري النزيه، ورفع قضية عاجلة لاستعادة الحق المسروق.. وعلى مدار أكثر من 6 سنوات، وهي تخوض حربا شرسة مع الكبار، بقوة وشكيمة وجلد، ورفض قاطع لكل معالم اليأس والإحباط، أو حتى ألوان الإغراء.
أخافها الناس، وطالبوها بالبعد عن المشكلات، وأن تؤثر الصمت، لكنها كانت أبية فتية، ولم تكن من هذا النوع الذي يقبل الضيم والاستسلام بسهلة. فكانت تقول:
1-رحلتي الطويلة دي محفورة جوايا يوم بيوم، اتقالي من بعض الناس من أول يوم إن خصومي ناس تقيلة ومش هوصل لحاجة وبلاش وكلام من ده كتير.)
وقالت:
(ولإني متعودتش اتنازل عن حقوقي واحط ايدي على خدي واقعد اعيط وانا شايفة حلمي بيتسرق مني إن سيناريو الفيلم بتاعي عن الرواية يتنفذ.. اللي اتسرق ده كمان كان حتة من روحي، كمان اللي كتبتها في صفحات رواية متروبول.)
وقالت أيضا:
(الضربات الموجعة في حياتي مبسيبهاش تموتني ولا تكسرني، بتحداها وبتحدي الوجع وافضل واقفة وثابتة وأمشي لقدام كمان وبقوة وثقة، وانا فخورة بنفسي اني إنسانة قوية بقاتل باستماتة علشان احول هزايمي لانتصارات وبقدر على ده)
وقالت: (عمري ما كنت هقدر احترم نفسي لو كنت سكت عن حقي ومعملتش كل حاجة ممكن اعملها لاسترداده بالقانون.)
هذه هي ملامح الأديبة المقاتلة.
خصوم ريم أبو عيد لم يكونوا بالسهولة الذين يستسلموا صاغرين لتغريم القانون، وإنما حاولوا إبعاد القضية لملعب آخر، حتى يثيروا عليها اللغط والغبش ويشوشوا على مسار العدالة حتى لا تتعاطف معها او تنظر إليها نظرة التعاطف مع المظلوم.
شنوا عليها حربا دعائية وإعلامية، وأثاروا حولها أبشع الشبهات التي ترعب النفس وتزلزل الوجدان.
ظن القوم أنها امرأة ضعيفة قد ترتعد، وتحتاج إلى قرصة أذن، حتى تنكمش وتفيق وترتعد فرائصها.
فأشاعوا عنها أنها فلسطينية، وأنها زوجة فلسطيني، وأنها تهين الشرفاء، وتستعدي اليهود في روايتها وتلفتهم إلى حقوقهم في مصر.. ثم الداهية الكبرى والتهمة التي صارت موضة هذه الأيام.. هي الانتماء لجماعة محظورة.
وقفت ريم أمام كل هذا التهم وقفة الأسد الجسور، الذي لا ينخلع قلبه لهول، او يهتز روعه لنزال.
رمت بدروعها على الأرض، ونزلت إلى ساحة الوغى تقاتل اللصوص الخونة بسيف العزيمة وجلد الفارس، وصولة النفس الحرة الكريمة حتى كان النصر حليفها، وتوفيق الله يدعمها.
لقد علمتنا ريم أبو عيد، معنى المرأة القوية الشجاعة، التي لا تفتخر بها الساحة الأدبية فقط، ولا يزهو بها الادباء والأديبات وحدهم، وإنما تفخر بها كل امرأة مصرية، حينما مثلتهم في الشجاعة والثبات.
ألست معي أن ريم أبو عيد، جديرة أن نتذكرها في يوم المرأة العالمي؟
تحية للأديبة الشجاعة.. ريم أبو عيد.
Reem Abou Eid