كان العلمانيون قديما من الكتاب والمفكرين او أغلبهم يتحاشون الاقتراب من الثوابت الدينية، احتراما لعقيدة الناس وتقديرا لدينهم وثوابتهم.
انظر إلى اليوم مازلنا نصب اللعنات على الدكتور طه حسين، رغم ما يشاع عن توبته وإنابته، لكنه إلى اليوم مازالت سيرته محاطة بكثير من الريب والسوء.. فنصوصه المنكرة باقية، وفقراتها في كتبه معلومة، ولمن أراد رؤيتها فليراجع ماكتب.
أما الأستاذ العقاد فقيمته عالية ومقامه كريما لما خلفه من احترام للتراث ودفاع عن الدين وتقدير لرموز الاسلام.
كان العلمانيون قديما أو الغالب منهم، قد تدور في رأسه أفكار منكرة نافرة، لكنه لا يخرجها من رأسه، ولا يدرجها على العامة، وتظل حبيسة في ذهنه فقط.
لماذا هذا؟
هل كان يحترم الدين كخصم رغم اختلافه معه؟
ربما ..
ولكن المعلوم والمؤكد هو خوفه من نكران الناس عليه، وثورتهم على كلامه وأفكاره.مما يؤدي به إلى فقده لشعبيته بينهم.
ومن هنا كانت وصية الأذكياء منهم في الابتعاد عن كل ما يمس إيمان المجتمع وثوابته الدينية وأعرافه وتقاليده.
ولكن في هذا الزمان ظهر جيل نكد حقير أخرق ضال صفيق من هؤلاء اللادينيين، يستمتع بصدم الناس في ثوابتهم ومعتقداتهم، حتى صار الجيل المعاصر، يألف هذا التسويش والإساءة واختلاق الشبهات، فهان الدين في النفوس، وماتت الغيرة في النفوس، حتى المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الأزهر خلت وتجردت من أي حمية على الدين، وانتفاصة ضد خصومه والنائلون منه.
الكاتب والمفكر الكبير أنيس منصور، نصح أحد تلامذته في مؤسسة الأهرام حينما كان في بداية طريق كتابة المقال فقال له: «إياك إياك أن تمس مساحة ثوابت المجتمع، وبخاصة ثوابته الدينية؛ لأنك ستكون الخاسر الوحيد حينئذ، ولن يرحمك أبدًا غضب الجموع !"
هكذا كانوا يفكرون، وكانوا يعتبرون الثوابت خطا أحمر، أما اليوم فلا قدسية ولا احترام ولا أي شعور بحرج.
وقاحة وصفاقة وتجن مفرط على عقيدة البلاد ودين المجتمع
إنهم يستمتعون بوقاحتهم وإفكهم.