آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. العارف - الأديبة غادة صلاح الدين عزفت على وتر الحياة وحاكمت المجتمع أمام آفاته ومحنه

في مجموعتها القصصية (العازف)

 

الأديبة غادة صلاح الدين عزفت على وتر الحياة وحاكمت المجتمع أمام آفاته ومحنه

**************************

أحيت رسالة الأدب في إصلاح الإنسان وقدمت طرازا أدبيًا ممزوجًا بجمال التعبير وروعة التصوير

**************************

السهولة والبساطة كانت عنوان العمل الإبداعي الذي خطته الأديبة بخيالها وثقافتها

**************************

تجلت لنا صورة الكاتبة الإنسانة على أسمى معاني الإنسانية وحب الخير والإصلاح.

**************************

ساقتني الأقدار وبدعوة كريمة من الكاتبة الأديبة غادة صلاح الدين، أن أقرأ مجموعتها القصصية التي أصدرتها تحت عنوان (العازف).

طفت بين أروقة المجموعة، التي تقلبت بي من حال إلى حال، ومن خيال إلى خيال، ومن درس إلى درس، ومن عبرة إلى عبرة، بين يدي أسلوب أدبي مشوق، وبيان طريف أخاذ، لقد مست المجموعة وتر المجتمع في كثير من مشكلاته وأمراضه، وأجادت في فهم النفس البشرية في طموحاتها وخيباتها، في آمالها وآلامها، فأحيت بما قدمت رسالة الأدب، أو بتعبير آخر، قدمت الأدب الرسالي الذي يعالج محن الحياة والإنسان.

إن ما كتبته الأديبة غادة صلاح الدين، يعد درة في جبين الأدب النسائي، وإن كان هناك من يتنكر لهذه العبارة، لكنها فعلا كانت مبدعة وكاتبة، ينبئ قلمها عن مستقبل واعد ومشرق، وقلم فريد يُباهي به عالم المرأة، لو أنها أعطته كثيرًا من جهدها ووقتها وتأملاتها.

وأزعم أنني أعرف (غادة صلاح الدين) ككاتبة ومبدعة، وعنصر مدهش في الحراك الثقافي، ولكنني بعد قراءة (العازف) عرفت أنني لم أكن أعرف الكاتبة حق المعرفة، حينما تجلت لي صورة الكاتبة الإنسانة على أسمى معاني الإنسانية وحب الخير والإصلاح. 

السرد والأسلوب

*السهولة والبساطة كانت عنوان هذا العمل الإبداعي الذي خطته الأديبة غادة صلاح الدين بخيالها وثقافتها وموهبتها وذوقها الأدبي الطريف الفنان، وقد يظن البعض أن لفظ السهولة إذا قرن بعمل من الأعمال، فهو إشارة إلى ضعفه، ولكن هذا غير صحيح فإن السهولة في الأدب غير السهولة فيما تعارف عليه الناس من أعمال الحياة، السهولة في الأدب حرفة وبراعة ومنهج له أنصاره والداعين إليه، والمناصرين لطرقه وأنماطه، فغايتهم الكبرى أن يصل الأدب للقارئ بأبعاده وغاياته، وأن تصل إليه الأهداف التي يريد الأديب غرسها في أذواقه وأخلاقه، ووجدانه وخلجاته.  

*الخيال عند الكاتبة مبهر يقودك في السرد من توصيف براق، وتجسيد سلسل وواضح إلى المعنى الجميل الذي تحمله القصة في طياتها، والذي كان يظهر بقوة حضور عنصر التشويق في سطور المجموعة، وهو ما أثار في نفس القارئ كثيرًا من إشارات الإعجاب ودفعه في نهم بالغ أن يكمل ويستكشف الجديد والجديد.

تأرجحت الكاتبة في سردها بين المدارس الكلاسيكية والحديثة في طريقة الطرح والعرض والتناول، فكنت ترى الأصالة العربية مشبعة بالروح الغربية، والأسلوب الغربي مشبع بالنمط العربي، مما أحدث مزجًا هائلا أضفى على السطور روحًا أليفة وطرافة مؤنسة، ساقتني للقراءة عنوانا بعد عنوان في حرص ودأب وأنا أحدث نفسي: ماذا ستقدم الكاتبة من جديد في العنوان التالي.

* كنت محتارًا بين سبيلين أو صورتين من صور الإعجاب، وأيهما أكثر غلبة في قصص الكاتبة، هل هي قوة وعمق الفكرة، أم طريقة العرض التي أهلت هذه الفكرة لتتربع على منصة الإعجاب، لكنني أدركت أن كلا الأمرين يخلص لنا في النهاية بالنتيجة، لكننا فعلا وفي مجموعة العازف، يجب أن نفرق بين الفكرة والعرض، لأن الأفكار التي طرحتها الكاتبة الأديبة جديرة بالوقوف والتأمل.

* البصمات الأدبية واضحة المعالم في أبنية المجموعة، وفي أكثر من قصة تلمح هذه الجماليات التي تقف بذائقتك الأدبية في محطات شجية.. فالقصة لم تكن سردا حكائيًا وانتهينا، ولكنه سرد كتبته أديبة، ولابد من لهذا الأدب أن يتجسد في جماليات التعبير والتوصيف.. انظر إليها وهي تقول: 

(جر قدميه نحو غرفته وعض على يده، تذكر لكمات جده، ارتسمت أمام عينيه جدران السجن الذي بناه بأنانيته وسجن فيه أمه، وأطفأ شمس حياتها، تمنى لو عاد الزمن إلى الوراء، تخيل أمه تمر بفستانها الأبيض عبر هواء الغرفة وتمد يديها للقمر)

وتقول:( ظلت ريهام تبحث بسيارتها لأكثر من ساعة في هذا الجو الذي يبعث في نفسها الرهبة والخوف، فهي ترى جميع البشر أشباحا من خلف زجاج السيارة، لا يدفعها للتعامل معهم إلى هذه الآلة الخربة)

*وتقول: في يوم ممطر شديد البرد تعلن فيه السماء اعتراضها على سكون الأرض التي استقبلت الدموع القاسية، يتبعها صوت نشيج الرعد، ويضيء البرق قلوبا طالت عتمتها.

*وتقول: وقبل أن تنتهي السماء من البكاء

* وتقول: والبرق يعلن فرحة أبيها

* وتقول: جرعات الكيماوي القاتلة التي بدلت الزهرة اليانعة وأذبلتها وجعلت حياتهم كلها فصلا من الخريف لا تغشاه الفصول الأخرى 

* وتقول: لأجل هذا الطفل الكبير الذي سكن قلب والدها

وغير ذلك من التعبيرات الأدبية المدهشة المحملة بروعة البيان والتصوير، الذي يجذب عاطفة القارئ، كما جذبت الأحداث عقله وفكرة، ليقدم هذا الاتحاد أوفى عناصر القصة القصيرة وأروعها.

وفي التقييم الأدبي لا يمكن أن نغفل عبقرية العنوان، وتلك قصة أخرى تفوقت فيها الكاتبة غادة باقتدار كبير، وأنا كناقد وقارئ وكاتب، يعتمل في ذهني أول ما يعتمل من تقيمي لبراعة الأديب ومكنته البيانية والعقلية في قدرته على اختيار العنوان الجيد، فالعنوان وحده له أثر السحر في جذب القارئ للمحتوى الموجود، ويثير انتباه القارئ لما تحته من سطور ومعاني.  

غاية المجموعة

*نلاحظ أن المجموعة قامت أغلب قصصها على محور المرأة وتدخلها الدقيق في كثير من مشكلاتها الحياتية المعاصرة.

* من كثرة ما حشدت الكاتبة في مجموعتها من معالم التربية والإشارات القيمية خِلت أنني أقرأ كتابا في الفضيلة والأخلاق، لكنني أعود لأقول: هذه هي رسالة الأدب والأديب الذي لا يغفل مشكلات مجتمعه والإنسان ومحنه، فيسخر قلمه لخدمة قضاياه، محلى بأبهى صور الجمال والتوصيف والإبداع.

*قامت عملية السرد في هذه المجموعة على وصف الأحداث والمكان ونفسية الأشخاص، حتى تكتمل عملية التصور، وهو من تميز الأديب المدرك لأبعاد القصة وأهدافها، وإجادته وحنكته في التنوعات السردية، لتخرج تامة وافية، وتصل إلى وعي القارئ بكل الطرق والألوان. 

*يقولون دوما في النقد: "إن ثقافة المؤلف وطبيعته وأخلاقه ونمط تفكيره تظهر في سطوره"

وإذا كان الخيال يمكن له أن يشطح بعيدًا في دروب التصورات، فإنه لا يمكن أبدا أن ينفصل عن أخلاق الكاتب وأبعاد نفسه واعتمالات فكره، فقلم الكاتب دومًا لا ينفصل عما يستقر في ضميره من نوازع الخير أو الشر.. وكذلك لا ينفصل فيما يقدمه أن يعكس روح مجتمعه وحياة أفراده، وما نشأوا فيه من هوية وأصالة، وعادات وتقاليد محمودة، يتوارثونها جيلا بعد جيل.

 

* في أحيان كثيرة يصعب علي التعامل مع بعض الأعمال التي يكلفني أصحابها بالنظر فيها والوقوف على ما تقدمه من جماليات ودقائق رسالية في النفس والحياة.. وقليل هم أولئك الذين يستوعبون ويفهمون أن الأدب رسالة ووسيلة.. رسالة تعلو بوعي الناس وثقافتهم والارتقاء بعقولهم، ووسيلة لتهذيب المشاعر وتنقية السلوك وارتقاء الحس والوجدان.

ولقد حققت هذه المجموعة القصصية التي قدمتها الكاتبة والأديبة (غادة صلاح الدين) هذا الهدف بكل قوة، حينما ارتبطت في كثير من محطاتها بالمجتمع، في نفوس أفراده وخيالات مواطنيه، فلم تكن مجرد خيال أديب، وإنما تجسدت في مهمة مصلح يصرخ بكل قوة، وهو يلمس بيديه أمراض المجتمع وآفاته وعلله، لا يقدم لها العلاج، بقدر ما يسوقنا لمعايشتها والشعور بها، وتلمس وجودها، وهو في حد ذاته من أول صور العلاج.  

*الكاتبة روت حكاية وحال وتصرفات عادية، يمكن أن تحدث لأي شخص وأي بيت وفي أي بيئة، لكن القلم حينما كتبها وعبر عنها أرسل كثيرا من الملامح القوية التي تريد الكاتبة أن تبعث برسالتها من خلال هذه الإشارات الحياتية، ففي أول قصة تجد كثيرًا من الانطباعات المهمة التي تؤكد عليها الكاتبة.

1- لا أعرف كيف تأتي هذه المصادفة الغريبة بين مناسبة مناقشة المجموعة القصصية العازف، وبين ما يثار اليوم من التصريحات المهووسة بشأن المرأة، فجاءت قصة العازف وغيرها، وكأنها تواجه كل هذه التصريحات السلبية التي يراد منها هدم المجتمع وإفساد روح المودة بين عمودي الأسرة الزوج وزوجته، فعكست الكاتبة مهمة المرأة ودورها في خدمة البيت والأولاد من التنظيف والترتيب والاهتمام بالمطبخ وإعداد الطعام، حتى مع انفصال المرأة عن زوجها لم تترك مسؤوليتها في البيت والقيام على شؤونه.. فهي تقول: " كانت سلمى تطهو الكيك في الفرن، تعد الآيس كريم في البيت، تطهر الشقة بالديتول والكحول والكلور"

* لم يغب عن الكاتبة إحساسها بمرارة الفقر ومحنة الفقراء، التي فرضتها محنة كرونا على المجتمع وهي تقول: (الحجر حول حياة الفقراء إلى مأساة، مصانع وشركات سرحت موظفيها وأصبح أمرا معتادا أن تطرق امرأة فقيرة أو رجل باب شقة مدام سلمى لطلب 10 جنيهات لشراء كيس خبز أو قطعة جبن أو كيس لبن ، لقد اشترك الوباء والجوع في تحويل حياة البسطاء إلى جحيم)

وتبعتها تلك اللمحة التربوية الخيرية الرائعة التي سجلتها الكاتبة حينما أعطت الأم بنتها بعض المال لتعطيه للعازف المتجول، وهو العمل الذي قلدها فيه كل بيوت الحي فأخرجن أبناءهم ليفعلن ما فعلته سلمى التي دربتها أمها على فعل الخير والإحسان.

- نوهت الكاتبة إلى دور الأم التربوي، وقدرتها في تربية أبنائها على القيم الجميلة، حتى بدون رجل، وبعد انفصالها عن زوج كان بخيلا سيئا، تألمت من معاشرته والحياة في ظله.

- ذكّرت القارئ إلى معاني الذوق وارتقاء الشعور في تأمل الموسيقى التي تطرب الوجدان، وتسمو بمنابت الجمال، وهي تضع الفن وسيلة للارتقاء بالحس وتهذيب المشاعر، والنهوض بالثقافة الشخصية.

تؤكد الكاتبة مرة أخرى على معاني الخير والبر والإحسان بين البشر، حينما تعاطفت ريهام في قصة (آلة خربة) مع العروس ليلى التي طلبت منها أن تعطيها بعض الأساس لزواجها.. غرست هذا المعنى الخيري في القصة حتى ينال أبعاده في التقليد والمحكاة، وبث هذا الإشراق والفضل في نفوس القراء.

بل أوحت إلى أي حد يكون الإيمان بفضيلة بر الأبناء للآباء في قصة ريهام، التي كانت تسارع لإسعاد أبيها المسن، وكذلك في محنة سعيد الذي منع أمه من الزواج بعد وفاة أبيها وإجبارها على دفن شبابها حتى أصابها الجنون.!

تحدثت عن مشكلة الشيخوخة عند الرجل وعند المرأة، والطريقة الواجبة في التعامل معهما في هذه الحالة، التي يشبهان فيها طفل يسعد ويحزن لأقل الأشياء.

وفي قصة أم دليفري، كانت تأكيدًا لواقعية وحقيقة انهيار الحب بين عاشقين، فمهما تفجرت النفس بالحب والعاطفة والغرام، إلا أن كل ذلك صار لا قيمة له حينما ذهب بريقه في خضم الأحداث والمشكلات الحياتية، ويبقى في النهاية حسن التعامل والعشرة الطيبة، لتحافظ على بيت جمع شريكين كانا متقدان بجزوة الحب، لكنه انهار وانهزم، ولم يكن أبدا كما توقعا سندا ودعما لمشكلات الحياة.

لم تنس الكاتبة ذلك الملح التربوي، حين أشارت إلى مشكلة هذا التلميذ الذي سب ابنها بأمه، وتيقنت بفهم البصيرة الواعية أن حرمانه من الأم، هو من ساقه لهذا التجني، وكأنها تؤكد في القصة على أهمية دور الأم في تكوين وإيجاد نفوس سوية في قريحة أبنائها.

لقد لفتت إلى قدرة المرأة على تخطي لحظات الانكسار والشعور بالخيبة، ووضع اليد على الحلول المناسبة لأعتى المشكلات، وأن القلب مهما انكسر فما زال حي يستطيع أن يمنح صور الحنان ومشاعر الإشفاق.

نجد الكاتبة تعاتب المجتمع على تقاليده وأنماطه وأعرافه البالية، التي تحارب الفطرة الإنسانية، وتنظر لكثير من دواعيها على أنها عيب محظور، وتقف عائقًا منيعًا أمام راحة الإنسان، نرى ذلك وهي تصور لنا هذه المَواطن التي تُظلم المرأة فيها كثيرا، حينما حرم الابن سعيد أمه من الزواج بعد وفاة والده وهي في ريعان شبابها.

أنا على المستوى الشخصي يعجنبي ذلك الأديب الذي يغرس القيم والأخلاق في قصصه وخيالاته، وهو ما سارت عليه الأديبة حينما ذكرت قصة (قرآن الفجر) وكيف وجد هذا الرجل المفزوع راحته وطمأنينته وهو يستمع لقرآن الفجر ويعلي صوته بالأذان.

وكأنها تريد أن تقول للقارئ: أن المسجد ومعية الله هي الأمان لكل مفزوع.

وهذه القصة تحديدًا تحدث كثيرًا وواقعية، ولكنها خطيرة حيث جاءت وكأنها نقد في المناطق المحظورة، لكن الأديبة صاغتها بشجاعة منقطعة النظير، ولعلها تعرف مدى دقتها وحساسية الحديث فيها.

عاشت الكاتبة في هذه قصة مهرجان ألوان دور بيدبا الفيلسوف الهندي في كتاب كليلة ودمنة، حينما حاول التعبير عن صفات الإنسان بقصص الحيوانات والطيور وهي تتكلم لتعطي العبرة والعظة، لقد صورت خيانة الصداقة وخذلان الصديق، الذي منح كل الحب والإخلاص لصديقه ليكتشف في النهاية أنه منافق يخونه، ربطت الكاتبة بين تلك الأم الذي دخل عليها ولدها بحرباء، تتلون وتتجنس مع كل لون وشكل، فتمثلت لها صورة صديقتها المنافقة الخائنة التي أحبتها وأخلصت لها ثم اكتشفت أنها لا تستحق ذلك الحب والوفاء.

هناك بعض النصوص والأحداث تخرج بالقارئ والناقد من حد التقييم والحكم والتنقيب عن الفكرة، إلى حد الدهشة التي صنعها خيال الكاتبة، التي تترك القارئ في هذا العجب وهو يسائل نفسه: كيف اهتدى خيال الكاتبة إلى هذه الصورة التي وضعتها في حالة من العجب والانبهار، وإيجاد النتائج التي لم تكن متوقعة، إن الناقد هنا لا يتكلم بشيء سوى أن يقف ويضرب كفا على كف مما قرأ من عجب، ويحنى رأسه تقديرا لهذا الخيال المبهر للكاتبة، وهو ما شعرت به أمام قصة (طيف رجل).

يبدو بوضوح تام أن الكاتبة لم تتحيز للمرأة على طول الخط، ولم يكن في سطورها ما يوحي بداء العنصرية، وإنما قدمت المرأة في بعض صور المجموعة مدانة وظالمة، تماما كما قدمت الزوج في صورة قبيحة من جبروته وتسلطه على المرأة، كما روت من حاله في قصة (الشبح)، فإذا بها تنصف الرجل وتقدمه في صورة زاهية في قصة (خل التفاح) لتجمله بأبهى معاني الحب والوفاء وتحمل المسؤولية، والوقوف بجور المرأة التي أصابتها محنة المرض رغم زهدها فيها ورغبتها في الانفصال عنه، بعد كل ما قدم لها من حب وإخلاص، ثم تلقي الكاتبة في روع القارئ هذا الشعور بالحرج والخذلان، حينما رأت الزوجة ذلك الرجل الذي شجعها الجميع أن تتخلى عنه، لتكتشف في النهاية أنه أصدق من كل الناس.

لقد حاولت الكاتبة في قصة خل التفاح، أن ترضي القراء بالنتيجة السعيدة التي وصل إليها زوج وزوجه حرما من الإنجاب، وساقتها في جملة مباغتة مثلت مفاجأة مدهشة للقارئ، لكن هذه النتيجة السعيدة لم تستطع أبدا أن تزيل هذا المعنى الفياض من وفاء الرجل الذي أثبت حبه وإخلاصه بصورة عملية أسرت قلب زوجته وجعلته أعز الناس.

لقد ألهمتنا الكاتبة أن المحن أحيانا طريقنا لاختبار الحب الحقيقي، وأن الحب أحيانا يحتاج للمحنة، حتى ندرك صدقه وعمقه وأبعاده، وأن الحب الجميل له معان أخرى غير الميل العاطفي.

برعت الكاتبة في تصوير أخطر وأعظم محنة من محن الإنسان تمنى به نفسه وحياته، وتخلف وراءها ألما لا حدود له، وهذه المحنة ليست محنة عاطفية في فقد حبيب، أو محنة صديق خانه صديقة، أو محنة أمين تعرض للغدر والخيانة، وإنما كانت محنة بطل أسره الأعداء فألهبوه وعذبوه، ولكنه تحمل ولم يش بأسرار بلاده، ولكن هذا الوطن لم يقدر تضحياته ولم يكرم جهاده، ولم يوفه قدر ما تحمل من عذاب وعناء.. الأعداء وحدهم من منحوه الأوسمة التي بدلا من أن يزينوا بها صدره، زينوا بها ظهره، فختم العدو كاهله بنجمتهم، وأحاطوها بأخاديد السوط وآثاره التي تسجل ألمًا عظيمًا.

طافت بنا الكاتبة عبر هذه الرحلة الممتعة في مجموعتها القصصية بكثير من الصور والأشكال، التي خرجنا بها وقد استلهمنا كثيرا من الدروس، وغصنا بعمق في فهم الحياة، وتعرفنا أكثر على هموم البشر، إنها كاتبة متمكنة من أدواتها حيما أجادت قراءة النفس البشرية وما تهيم فيه من الطموحات والرغبات والآمال والآلام والمخاوف والأوجاع، طافت بنا في عالم الشر، كما طافت في عالم الخير، صورت الإنسان بأخطائه ومعايبه، وكيف أخرجته للدنيا بيئته وأخلاقه وظروف تكوينه، لمست الأوجاع كثيرا وعرت معايب المجتمع، لتضعنا أمام كثير من الدروس وكثير من العظة والاعتبار.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333645
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189489
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181161
4الكاتبمدونة زينب حمدي169701
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130937
6الكاتبمدونة مني امين116765
7الكاتبمدونة سمير حماد 107637
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97810
9الكاتبمدونة مني العقدة94927
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91533

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1314 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع