هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • نحنُ طيورُ الأقصى
  • جريمتهم أفظع
  • أهلكني طبعُها
  • ما معضلتنا في الأصل ؟
  • قطر الندى..
  • عندما تدور الدوائر 
  • قتل البراءة
  • صرخة عُراة
  • جريمة الحكمة - الجزء الخامس
  • رواية الهودو - الفصل الثاني عشر
  • رواية الهودو - الفصل الحادي عشر
  • المساعي الخاسره..
  • كيف سنحيا بعد كل هذا ؟!
  • ماذا لو كنت رجلا !
  • ولن تنطلي الدّسيسة!
  • نواح الحلزون
  • من أجل غزّة ... "الإحساس الاصطناعي" !
  • فقدت أهلها!
  • ضرورة تجريد الخطاب الدعوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة 
  • هنا غزة ٣
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. اخلع نياشينك

لله ما أجمل التواضع، وأزهى التبسط، وأثمر الافتقار، ولله ما أمقت العجب، وأخبث الزهو، وأردأ الغرور. 

في يوم من الأيام كتبت صديقة لنا تقول: أنا لا أقبل أبدا أن يناديني أحدهم باسمي مجردًا فأنا أستاذة دكتورة، وقد تعبت كثيرا حينما وصلت إلى هذه الدرجة، وليس لدي استعداد للتنازل عن لقبي، ومن لم يستطع أن يناديني بدرجتي فليخرج من صحبتي. 

قرأت هذا الكلام وشعرت معه بنبرة كبر وعلو، وهي سمة لا يألفها مسلم ذاق حلاوة التواضع، وعرف أخلاق الإسلام، وأدرك حقيقة الإنسان ومآله، وتحلى بالزهد والافتقار، وقد رددت عليها وقتها وقلت: أما أنا فوالله لو صرت ملك الدنيا وناداني أحدهم باسمي مجردا، فإنني سأكون سعيدا لأن نفسي لم يجرفها تيار العجب والغرور. 

وعلى ذات المسار رأيت أخرى وبمجرد أن حصلت على الدكتوراه، وكان لها أصدقاء ومحبين ينادونها باسمها مجردا، فإذا بها تكتب منشورًا بمداد الغضب تصب من خلاله سخطها على قريب منها مازال يناديها باسمها مجردا كما هي طبيعته معها، فإذا بها تأكله وتنهشه، وتعيره بأنه عاجز أن يحصل على نفس درجتها، وأنه يصر على مناداتها باسمها لأنه حاقد عليها. 

رأيت هذا وحمدت الله على نعمة التواضع والرضا بأخلاق الإسلام التي تحث العبد أن يتجرد عن زهو الدنيا ووهم غرورها. 

وترحمت على الأئمة الميامين الذين كان أحدهم يكتب في ختام مؤلفه فيقول: كتبه العبد الحقير الفقير إلى مولاه. 

لقد أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، لكن إذا وجد من يتباهى ويتعالى بقدراته على خلق الله، فذلك ليس على صراط النبوة التي قال رائدها للمفزوع: هون عليك فما أنا إلا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة.!

تذكرت كل هذه الوقائع وأنا أستمع إلى الدكتور مبروك عطية في أحد البرامج حين قالت له المذيعة: الشيخ مبروك، فإذا به ينتفض ويثور ويستنكر لقب الشيخ، ويعطيها البطاقة ويقول لها: أنا مش شيخ أنا أستاذ دكتور، ويفتخر كثيرا أنه نال الدكتوراه، وبعدها الأستاذية التي كانت نتاج 10 بحوث. 

ولكن ما أغنت عنه الدكتوراه وألقابها، هل حمته من الابتذال الأخير، والمهزلة التي خاضها مع قوم لا يليق بهم او يليقون به.؟

إن الأستاذية لم تعصمه من هذا السفه، فما أتعسها من وظيفة وما أوهنها من لقب. 

ولله در القائل: 

استبدلوا لفظ الفقيه بغيره * ومن الغريب محدثون دكاترة

والله لو علم الجدود بفعلنا * لتناقلوها في المجالس نادرة

على المستوى المقابل استمعت في فقه الرتب والألقاب إلى حديث للشيخ الراحل أبي إسحاق الحويني وهو يقول:  

اترك كل هذا الكلام الذي لا يزن عند الله جناح بعوضة، كل هذه النياشين ستخلفها وأنت مسافر، لا تظن أن العلامة الحافظ المحدث الكبير لها قيمة عند الله، هذه النياشين ستخلفها وأنت راحل فاحتط لنفسك، ستقف بين يدي الله سبحانه بلا نياشين، وهل هناك أعلى نيشانا من أمير المؤمنين؟ خلعها عمر وقال لابنه: ضع خدي على التراب، وقال: لا تقل أمير المؤمنين فإني اليوم لست أميرا للمؤمنين، الحاكم أو الملك أو الرئيس لا قيمة له عند الله.. اخلع نياشينك" واسترسل الشيخ رحمه الله في بكاء الخاشعين المخبتين.

يقول أحد تلامذته: في يوم ما كانت مهاتفة طويلة بيني وبين شيخنا أبي إسحاق الحويني رحمه الله حول كتاب "المجروحين" للإمام الحافظ ابن حبَّان رحمه الله وكان في آخر المحادثة أن قلت لشيخنا رحمه الله: يا شيخنا لي طلبٌ عندك في الدنيا.

فقال: خير بأمر الله.

فقلت: يا شيخنا لا يعلم الغيب إلَّا الله فلو كنتَ من أهل الجنة وكنتُ من أهل النار عياذاً بالله فبالله تعالى اشفع لي عند الله تعالى.

وقتها سكت الشيخ رحمه الله وقال: أغرَّك أن قال الناس الشيخ المحدِّث العلَّامة الحويني إلى آخر هذا الكلام الفارغ؟! والله أنا إلى الآن لم أُسْلِم إسلاماً يرضي ربي ثم بكى وانتحب وبكيتُ وانتحبتُ واستأذن وانتهى الكلام والحُدُق قد امتلأت بالبكاء.. ثم في اليوم التالي كانت محاضرة (اخلع نياشينك).

ثم إني مازلت إلى اليوم أتعجب وأتندر من بعض أصدقائنا وقد نال أحدهم درجة الماجستير، فإذا به يسارع إلى إعلان نفسه بأنه الدكتور فلان، وهو بعد لم ينل درجة الدكتوراه، فلماذا هذا التعالي ومدح الذات وإطراء النفس؟ قد تكون بداخلك عقدة أو مبعث شعور بالنقص، ولكن لا تستجب له أو تطيعه، جاهد نفسك وتحلى بأخلاق الكبار، وتجرد من كل ما يعيب ذاتك ويشعر الناس بأنك من أهل العجب والكبرياء. 

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر* إلى صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه * إلى طبقات الجو وهو وضيع

وأرى كذلك أئمة وأكاديميين كبارا يحمل أحدهم درجة الدكتوراه والأستاذية ثم لا يعرف نفسه إلا بأنه فلان، تواضعا وسموا وافتقارا، انظر مثلا إلى العلامة الكبير والمحقق العملاق فضيلة الدكتور النبوى شعلان لا يعَّرف نفسه او صفحته إلا بأنه النبوي شعلان، وهو صاحب التحقيقات الوفيرة، والأعمال الزاخرة المبهرة.. وغيره كثيرون على هذا الخلق، إذا حدثت أحدهم فلا يضيره إن ناديته باسمه أم بدرجته فكلاهما لديه سواء. 

كنت أهاتف المستشار القدير بهاء المري يوما وهو القاضي الكبير، واحكي له عن صديقي الذي صار قاضيا وقد امتعض مني وتنكر لحالي حينما داعبته وقلت له: (ازيك يا واد يا أحمد) لم أكن أعلم أن صاحبي صار قاضيا، لكن ضيقه الشديد كان باديا، وهنا رد علىَّ المستشار المري بقوله: والله ولا شيء فيها حين يناديني صديقي بمثل هذا، فبيننا ود وذكريات تبرر هذا النداء.

وهذا لا شك من فعل الطبائع السوية السامية، أما من تسيطر عليه عقد النقص فلا يمكن أن يستسيغ هذه الأخلاق.

إنها أخلاق الكبار لا دنايا الصغار. 

 

وهنا يطل بخاطري هذا الأزهري المتمصوف الذي يسمي نفسه نور الدين ويسمي موقعه الالكتروني بموقع العالم العلامة، وأسائل نفسي أمام هذا العته فأقول: أي غرور بغيض يتيه فيه الرجل، وهو مسلك أبعد ما يكون عن الصوفية الأماجد الذين كانوا يدفنون أنفسهم في يقولون في أرض الخمول.. إن هذه أمراض نفس تطل من جبين أصحابها رغما عنهم، ووجدت من تلاميذ السوء من روج لها وأزكى منطوقها.

ولله در القائل وكأنه كان يقصده ولم يره:

تسمى بنور الدين وهو ظلامه ** وهذا بشمس الدين وهو له خسف

وذا شرف الإسلام يدعوه قومه ** وقد نالهم من جوره كلهم عسف

رويدك يا مسكين سوف ترى غدا ** إذا نصب الميزان وانتشر الصحف.

بل تذكرت الدكتور أسامة الأزهري وهو يتحدث عن الشيخ محمد عبد الباعث ويقول مطريا له وهو في حضرته: "سماحة العلامة المحدث المفسر المسند الكبير، المنور الولي الصالح، حافظ صحيح الإمام البخاري سندا ومتنا، سيدي العلامة المحدث"

كل هذا والرجل يسمع وينتشي ويطرب لهذه الألقاب الرنانة التي تشعره بمجد الدنيا.. فأية صوفية هذه؟!

وأنا لا أعلم هل انعكس الوضع فصار الحويني السلفي هو المتصوف ، وصار الصوفية هم المتسلفة من عشاق الألقاب؟!

وأين هذه الفعال من أخلاق السلف رضوان الله عليهم؟

قال شخص للإمام المحدث أبو إسحاق السبيعي يوما: أأنت الشيخ أبو إسحاق؟ قال لا أنا أبو إسحاق

وكان العماد الحنبلي إذا سمع عليه جزءا وكتبوا على ظهره: سمع على العالم الورع، نهاهم عن ذلك.

وقال بعضهم يوما للهكاري شيخ الإسلام: أنت شيخ الإسلام، فقال : بل أنا شيخ في الإسلام

وكان البلخي إذا نسبه أحدهم إلى الحكمة قال: لهفي على زمان ينسب فيه ناقص مثلي إلى شرف الحكمة.

وكان الامام النووي يسميه أتباعه محيي الدين، وكان لا يرضى أبدا عن هذه التسمية ويقول: إني لا أجعل أحدا في حل ممن يسميني بمحيي الدين.

وكان بعض الشافعية إذا جاء ذكره يقول: قال يحيى النووي، فلما سئل عن ذلك قال: إنا نكره أن نسميه باسم كان يكرهه في حياته.

وكان شيخ الإسلام النميري لا يرضى أن يلقبه الناس بتقي الدين، ويقول: ما أنا بشيء، وما مني شيء.

يقول الشيخ بكر أبو زيد: "إن مبدأ هضم النفس، واللصوق إلى الأرض، ونحوهما من مكارم الأخلاق من حلية المسلمين عامة، وأهل المعرفة والعلم منهم خاصة"

وفي الختام نقول: حنانيك يا دكتور مبروك لا تنزعج كثيرا من لفظ الشيخ وتتباهي بأستاذيتك.. اخلع نياشينك كما خلعها أبو إسحاق. كما لا أخفيك أنني سعيد لأنك تتنكر للقب الشيخ وأتمنى أن تهجره بالكلية فلا تتحدث في الدين أو تفتي السائلين، فإن الحوار مع حسن شاكوش وسعد الصغير صار أكثر نشوة لنفسك من تعليم الناس أمور دينهم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
3↑8الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑1الكاتبمدونة حسن غريب
5↑4الكاتبمدونة آيه الغمري
6↓-3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-3الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑2الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑3الكاتبمدونة شادي الربابعة
10↓-2الكاتبمدونة هند حمدي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑57الكاتبمدونة نسمه تليمة123
2↑56الكاتبمدونة شيماء عصام74
3↑53الكاتبمدونة ابتسام محمد72
4↑44الكاتبمدونة كيندا فائز52
5↑43الكاتبمدونة محاسن علي98
6↑36الكاتبمدونة آيات القاضي95
7↑35الكاتبمدونة آيه ابو زهرة79
8↑33الكاتبمدونة هبة سامي66
9↑23الكاتبمدونة محمد جاد61
10↑17الكاتبمدونة مروة كرم99
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1050
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب678
4الكاتبمدونة ياسر سلمي640
5الكاتبمدونة مريم توركان567
6الكاتبمدونة اشرف الكرم555
7الكاتبمدونة آيه الغمري481
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني416
9الكاتبمدونة سمير حماد 397
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين396

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب322411
2الكاتبمدونة نهلة حمودة175813
3الكاتبمدونة ياسر سلمي171407
4الكاتبمدونة زينب حمدي166057
5الكاتبمدونة اشرف الكرم123690
6الكاتبمدونة مني امين114965
7الكاتبمدونة سمير حماد 103070
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94149
9الكاتبمدونة مني العقدة91839
10الكاتبمدونة مها العطار85421

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
2الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
3الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08
4الكاتبمدونة عبير محمد2025-04-08
5الكاتبمدونة نورا شوقي2025-04-07
6الكاتبمدونة عبير بسيوني2025-03-31
7الكاتبمدونة شيماء الجمل2025-03-29
8الكاتبمدونة منى أحمد2025-03-27
9الكاتبمدونة خليل السيد2025-03-12
10الكاتبمدونة هبة محمد2025-02-10

المتواجدون حالياً

327 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع