كنت هيكلاً لسفينة غارقة في لجة شوق لا شاطئ لها. كلما أشرعت شراعها، مزقته الريح اللاذعة، وضحكت. كانت جوانبي فجوة، صدى يضيع في بئر بلا قرار.
وفي شتائي الأخير، همس صوت غريب: "الخلاص ليس في الشراع، إنما في القاع".
استسلمت.
غبت. ولأول مرة، لم أعد أرى العتمة، إذ انعكس نور الشمس من السطح، فصار ألف مرآة من ماس.
امتطيت كنوز هواجسي، وسبحت بها نحو الأعلى.
حينها، رأيت السفينة. كانت غارقة، بينما أنا، منذ البداية، كنت مجرد حلم لها.
كاتب وقاص ليبي