بتلك الساقين المرتعشتين، قفزت فوق الحطام، تاركةً وراءها خطى متثاقلة، وكأنها تتجاهل تداعي سقف كان يؤويها. عينُ القط الأسود تلمع في الظلام، ترصدها كشعلتين معلقتين في الفراغ.
حفرت مخالبه في الجسور، ثم صعد خلفها بخطى ثابتة، متتبعًا نجمتها التي هوت في بئر عينيها.
تنهّد الجدار المتهدّم تنهيدته الأخيرة، وخنق صوت الطرقات.
السقف لم ينهار.
لم تسقط.
فقط هوت من شرفة كانت تترقبها.
وانفجرت بطن السماء، ليقطر منها نزيف أسود ودمٌ غامق.