آخر الموثقات

  • النتيجة سيخسرون
  • قلوب قاسية على الأرض
  • كأنني لم أكن... فقط ظلٌّ يمشي فوق الأرض.
  • بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة
  • ناجحوا التيك توك القدوة
  • تغريد الكروان: مرآتي
  •  عائلة يعقوب (بني يعقوب) سيئة السمعة
  • تغريد الكروان: اللامبالاة
  • تغريد الكروان: الرضا
  • نورك يا سيدي
  •  إلى ابنتي 
  • صمتي لازع السخرية..
  • لا تفكر أن تعبث بصلصالي..
  • أمل (ق.ق.ج)
  • غريب (ق.ق.ج)
  •  صاحب ألوان الفرح
  • اليوم فقط حزنت
  • النوارس المهاجرة
  • عاشقة القمر
  • اختناق الفصول
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غازي جابر
  5. طعنة في الديوان

في هذه المساحة، سأوجّه قلمي نحو الريف، نحو ذلك العالم الذي لا يزال يحتفظ ببعضٍ من بريق التقاليد وعبق الموروثات. رغم التغيّرات الإجتماعية والثقافية تظل هناك أشياء جميلة تزيّن حياة الناس هناك، ثقافة أصيلة تحفظها الألسن والسلوك، ويعتز بها الكبار والصغار على حد سواء. عاش الآباء كما تمنّوا، وربّوا أبناءهم على الصراط المستقيم، مستلهمين الحكمة من أجدادهم الأوائل.

 

فكانوا كرماء للضيف حين ينزل على أحدهم، يتسابقون إلى ذبح البهائم ببشاشة وفرح، دون أن يتشاوروا أو يتأخروا في استقباله، ولم يفرّقوا يومًا بين ضيف وضيف. على مرّ الزمان، لم ينظروا إلى لون أو جنس أو قبيلة، بل عاملوا الجميع بميزان الكرامة.

وعن تجربة شخصية، لا أنسى أنني ذهبت ذات مرة إلى قرية مجاورة أبحث عن غنماية ضلّت من القطيع، وتأخرت في العودة، فقررت أن أستريح في أقرب ديوان. وفي طريقي، صادفت صديقًا من أيام الدراسة الابتدائية، فما إن رآني حتى أخذني إلى منزلهم المتواضع، واستقبلني وكأنني قدمت من مكة المكرمة.

ذبح بهيمته الوحيدة، التي كان يحلبها لأطفاله، وكنت أعلم تمامًا ظروفه. قلت له:

– "ما هذا يا صديقي؟ هل نحن في مقام الضيف الذي يُذبح له آخر ما يملك صاحبه؟"

ابتسم بلطف، وقال:

– "وهل هناك ضيف أعزّ منك يا صديقي؟"

 

وذات صباح، لبّيت دعوة فطور من أحد الأصدقاء، وهو من أقربائي. كان المشهد أشبه بالحلم: بساطة وشهامة وكرم تفيض من كل زاوية في ديوان العمدة، حيث اجتمع رجال الحيّ على صفرة واحدة. كانت لوحة اجتماعية دافئة تُشعر المرء أن الزمن توقف، وعاد الناس إلى أصلهم.

 

بدافع الفضول، سألت أحد الكبار بلطف:

– "يا عمّي، ما سرُّ هذا التجمع؟"

أجابني، وعلى وجهه دهشة ممزوجة بالرضى:

– "ولدي، نحن اتربّينا على الصفرة دي، نأكل مع بعض، نفرح ونحزن مع بعض... دي تربيتنا، ودي أخلاقنا."

 

كانوا يتجمّعون فلا يُترك أحد في المنزل، حتى ذوو الاحتياجات الخاصة يأتون إلى الديوان عندما يحين وقت الوجبات. هؤلاء لم يكونوا قدوة لجيلهم فحسب، بل وضعوا لبنات راسخة في الكرم، والشهامة، والنخوة. في السودان، لم يكن أحد يُفرض على أحد مهما كان لونه أو دينه.

 

وبينما نحن نتبادل الحديث، جاء ابن العمدة مسرعًا، وهمس في أذن أبيه بكلمات لم نسمعها، فتغيّر وجه العمدة فجأة. ثم قال بصوت خافت ولكنه مسموع:

– "الولد أحمد التوم... سرق بهائم أخوه يس التوم."

 

ساد صمت ثقيل في الديوان. بعضهم أنزل رأسه، وآخرون تبادلوا نظرات الاستغراب والخذلان. لم يكن أحد يتوقّع أن يبلغ الحال هذا المستوى، أن تمتد يد الأخ إلى رزق شقيقه، وأن تُدنَّس حرمة الرحم بهذا الشكل.

 

تسرّب الخبر كالنار في الهشيم، وتوالت التساؤلات في المنطقة:

– "أحقًّا فعلها؟ لماذا؟ ومتى بلغ بنا الحال أن يخون الأخ أخاه؟"

 

وقف شيخ كبير من الحضور، وقال بحزن:

– "يا أولادي، السرقة دي ما سرقة بهائم... دي سرقة ثقة، سرقة دم، سرقة ضهر. أخو يخون أخوه؟ دي والله السرقة المُضِرّة!"

 

منذ ذلك اليوم، تغيّر شيء في نفوس الناس. لم تعد الصفرة كما كانت، ولا الديوان كما عهدناه. وكأن الأرض نفسها ضاقت بخطوة من خان خُطى أجداده

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1089
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني429
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338792
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196017
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184860
4الكاتبمدونة زينب حمدي170703
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133666
6الكاتبمدونة مني امين117518
7الكاتبمدونة سمير حماد 109714
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99615
9الكاتبمدونة مني العقدة96365
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95540

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2660 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع