أكتوبر الأخضر يعيد ذاكرتنا بتاريخ ثورة شعبية عظيمة كتبت تاريخ جديد للسودانيين واقتلعت جذور العسكر من السلطة السياسية كانت ثورة 21 أكتوبر 1964التي اطاحت بنظام الجنرال عبود والذي انقلب على أول حكومة منتخبة 1958م أظهر عدة عوامل تجعل خيار الثورة ضده خيار مستحق للجماهير طالما هناك صوت يسمع ورأيٌ يقال فلا أحد يستطيع أن يقمع الحقيقة مهما تكبّر الدكتاتور وفعلًا عندما تأزمت أوضاع الطلاب خاصة طلاب جامعة الخرطوم التي سعى عبود لضم الجامعة إلى وزارة المعارف هذا ما يرفضه الطلاب وتجير اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واعتقال أعضاءه ورؤساء المكتب التنفيذي وايضًا قضية جنوب السودان تأزمت عندما استبدلوا القساوسة الأوربيون بالجنوبيين ورفضت كل الحلول التي سعت للسلام والتسامح إزالة الفوارق الاجتماعية وألقت اتفاقية المائدة المستديرة وقيدت حكومة عبود الحريات السياسية والمدنية وحريات التعبير واعتقلت قيادات الأحزاب السياسية المدنية وألقت بعضهم في السجون ذلك كان واضع يرفضه المجتمع والطلاب كان دوره حاضر في طليعة وشرارة ثورة أكتوبر 1964م انتظام الطلاب والنقابات والتقاف المواطنين حولهم كان مدخل حقيقي لتفجير ثورة 21 أكتوبر العظيمة من داخلية جامعة الخرطوم البركس واستمرت عمليات النضال والمقاومة حتى سقوط نظام عبود وكان ملحمة الحركة الطلابية خلدت ذاكرة نضال سلمي عظيم مقدمة أول شهيد من الطلاب الشهيد أحمد القرشي طه والذي جسد عزيمة الطلاب في المقاومة ورفض الاستبداد العسكري والحكم الدكتاتوري فلم تكون حتى أسرته تسمع لتضليل قوات الشرطة التي حاولت أن تكمم الأفواه لحظة مقتل أحمد القرشي لتخمد حراك وهبة الحركة الطلابية قبل أن تتحول إلى شرارة لثورة 1964م لكن الطلاب استطاعوا أن يقنعوا اسرة الشهيد بأن جثمان شهيد الطلاب لم يصيبه أي مكروه بل يحمي بموكب يسيره اتحاد الطلاب فكانت ملحمة شكلت وعي جديد للمواطنين ويؤكد أن الطلاب قادرين على صناعة التاريخ فلم تكون ثورة أكتوبر تشكل من مجموعات سياسية واحدة بل شاركت فيها مكونات المجتمع السوداني أكتوبر كانت بداية لوعي جماهيري حقيقي وتجسيد لرغبة المواطنين في الحكم المدني الديمقراطي ورفضًا للحكم العسكري الدكتاتوري كان ذلك واضحًا في ندوة الحركة الطلابية التي أقامتها عند تشيع جثمان الشهيد أحمد القرشي إذ عارض ربيع رئيس اتحاد الطلاب للطالب حسن عبدالله الترابي وقال بلغة واضحة: "فلنعلنها ثورة" وكانت انطلاقة وشرارة لثورة أكتوبر 1964م التي نقلت الدولة إلى رحاب المجتمع المدني والتفاعل المجتمعي في ظل إطلاق حريات التعبير والتنظيم والحريات المدنية، المجتمع السوداني ببساطته يلتف ويصطف ويتفاعل مع كل حكومة تعامل المواطنين على أساس المواطنة بلا تمييز ومن تتيح حريات الحريات للمواطنين والطلاب لممارسة حقوقهم الطبيعية في النقد والرأي والتنظيم والتنقل والحياة الكريمة ومتي ما انتقص حق يتولد التذمر ورفض النظام الحاكم فتخرج المواكب في مليونيه تطالب بإسقاط النظام فاليوم اذ نستعيد ذاكرة أكتوبر الأخضر الممهور فنأمل أن يكون في أكتوبر هذا تاريخ وسجل جديد يكتب بهزيمة الجنجويد ونصرة جيش الدولة لتعود الحياة المدنية السليمة برغبة الجماهير
21 أكتوبر 2025