توقفنا في مقالنا السابق عند هذه الآيات الكريمة من سورة العلق:-
( كَلَّا أن الإنسان لَيَطْغَى (6) أن رَآهُ اسْتَغْنَى (7) أن إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ أن كان عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ أن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأن اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَأنيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19))
سورة العلق او إقرأ هي سورة مكية وأحداثها تدور في المجتمع المكي ونحن نعلم أن الدعوه كانت إثنين وثلاثين سنة، ثلاثة عشرعام منها كانت في مكة و وعشرة أعوام في المدينة المنورة ، لو استبعدنا سنوات التي كانت الدعوة فيها سرية بالإضافة الى السنوات التي لم تفرض فيها الصلاة بعد لأن الآيه تقول (عبدا إذا صلى) إذاً الصلاة فرضت ، سنجد أنه لا اقل مدة عام كامل ، كان النبي عندما يخرج ليصلي عند الكعبة لم يوفر كفار قريش أي نوع من أنواع الأذية إلا وأستخدموه معه عليه الصلاة والسلام ، ضربوه ، شتموه ، وسبوه ، ورموا الشوك في طريقة ، حتى وصل الأمر أن تأتي الاذية من داخل بيته وأقاربه لأن عمه أبو لهب كانت إمرأته تأتي بالحطب لتضرم النار في طريقه عليه الصلاة والسلام ، حقيقةً الإنسان عندما يقرأ مثل هذه الآيات في وصف ما تعرض له الحبيب ينتابه شيء من الحزن والبكاء ، عندما يتخيل أي مسلم أن اشرف الخلق كان هذا حاله بين اقربائه وعشيرته وكل هذا الشيء من أجلنا نحن لكي تصلنا هذه الرساله العظيمة ، لكن شاهدي من هذه القصة هو أن النبي كان يحتمل مختلف ألوان العذاب لكي يذهب ويصلي عند الكعبة ، هذا الفعل من الرسول مفيد لنا من وجهين اثنين:-
الوجه الأول هو لو كان لوجود الأصنام تأثير على صحة الصلاة ، فالأوّلى أن يصلي في بيته لأنه لا يوجد فيه اصنام.
ولكن مع كل هذا العذاب الله لم يعطه العذر ليصلي في بيته قالها له صريحه (كلا لاتطعه واسجد واقترب) يقصد هناك وهو تأكيد على أن يذهب بشكل شبه يومي هناك بجوار الأصنام ويتحمل العذاب من أجل أن يصلي والأصنام بجواره حول الكعبة ، إذاً ما قالوه في بعض الأثر أن وجود التماثيل والصور في البيوت تؤثر على صحة الصلاة كان قولاً باطلاً.
الوجه الثاني أنه يتحمل العذاب لكي يصلي عند الكعبة والأصنام أصبحت قريبة منه وبجواره لماذا لم يذهب ويكسرها؟.
الحقيقة أن البعض اوجد تبريراً لذلك لكنه تبرير في إعتقادي مُستفز جداً ، وهو أن الفترة المكية كانت فترة ضعف ، وأنا أقول رداً عليهم إن كان هناك أشخاص لا يتحملون مسؤولياتهم ولا يقومون بواجباتهم هذه مشكلتهم لكن لا يرمون جبنهم وتخاذلهم على الرسول والصحابة ، ما هو المعنى بقولهم فترة ضعف؟ هل هذا يعني أن الرسول يأتيه الأمر الإلهي الواجب بتكسير الأصنام ولا يذهب ويطبقه خوفا من قريش مثلا؟.
أولاً النبي إبراهيم كان هناك لوحده ولكن عندما استدعى الموقف أن يسكر الأصنام فعلها ولم يبالي بنتائجها التي سترتد على حياته ، والرسول في مكة ومعه صحابته واهل بيته لا يقوم بالواجب الإلهي في تكسير الأصنام؟.
وثأنياً أي ضعف هذا الذي يدعونه القوم؟ وهل ترك كفار مكة نوع من أنواع الاذية لم يجربوه مع النبي والصحابه ؟ وكفار مكة وصل بهم الامر أنهم حاولوا أن يقتلوه ، لو لم ينم الإمام علي في فراشه وكان على إستعداد بأن يفديه بروحه ، فأي ضعف هذا الذي ينسبونه له عليه الصلاة والسلام وللصحابة؟.
لكن قد يبقى هنا سؤال لابد أن نجيب عنه ، وهو لماذا لم يكسر النبي الأصنام في فترة مكة؟.
الجواب واضح لأنه لا يرى بوجوب تكسير تلك الأصنام ، بل لأنه تماما مثل نبي الله إبراهيم أعطاهم حرية الاعتقاد وهذة سورة الكافرون تبدأ بـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وتنتهي بـ(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) ، هذا بالنسبة لحرية الاعتقاد التي تماما اعطاهم إياها مثل النبي إبراهيم ، ولكن الرسول الأعظم ذهب إلى أبعد من ذلك يقول تعالى (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كانوا يَعْمَلُونَ)
أريد من القارئ العزيز يتأمل هذه الآيات ونكمل التبيان والشرح في المقالة التالية...
جواد الحربي...
آمال محمد صالح احمد
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
أيمن موسي أحمد موسي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري
رهام يوسف معلا
هند حمدي عبد الكريم السيد
يوستينا الفي قلادة برسوم
ياسمين أحمد محمد فتحي رحمي
فيرا زولوتاريفا
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
ياسر محمود سلمي
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 

































