آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. كما يفعل الآخرون

على عرض الطريق المتعب ومن خلال حرقة الحقد والأرق الدائمين، ألقى الرجل بنظره من وراء زجاج نافذة الحافلة وقال باستنكار: 

ــ الجو فظيع.

 وكأنه يوجه الحديث إليها .

لم تأبه له ، بلا إرادة منها نظرت إلى ماسحات الزجاج الأمامية ، إنها لا تؤدي عملها على أحسن ما يرام 

لم يتبين معالم وجهها ، خطا خطوتين إلى الأمام، ليقابلها وقال في نفسه:

 ( هكذا يفعل الآخرون ).

كانت ضربات قلبه تضطرد ، وتتسابق ، وكاد أن يسمعها.

 ( لماذا هذه العادة السيئة ؟ كيف أفعل ؟)

احتار كيف يبدأ حديثه معها ، تأملها طويلا..

( أي نوع هي ؟ كيف ستستقبل كلامه ،هل يتجه إليها بلباقة ، أم يفعل كما يفعل الآخرون، يجب ألا أكون غبيا ،أنا حر في أن أقول ما أشاء ، لو صرخت في وجهي ، أقول لها بكل برودة "أنا لم أتحدث إليك بالذات ، إنني أكلم نفسي فماذا تريدين ؟ لكن أين الجرأة ؟ ولماذا الصمت؟ الحافلة تقترب من مكان النزول ـ مشكلتي أنني لا أعرف كيف ابدأ الحديث معها، يجب أن أعرف.

لن أضيع هذه الفرصة التي حلمت بها لمدة طويلة ،إنها تجلس أمامك ، تشجع ــ تكلم ــ كما يفعل الآخرون . 

مرة أخرى نظر إليها بإمعان: 

"إنها جميلة ، شعرها الذهبي ينسدل على كتفيها وخصلات منه تتموج على وجنتيها ، مداعبة إياها ــ وسحر عينيها ! سحر عينيها ، يبدو منطفئا)! 

 ـ لا شك أنها تفكر

 كانت فعلا غارقة في التفكير ، حلمت حلما غريبا أو يكاد ـ

 رأت نفسها واقفة على صخرة في مكان مجهول ، انشقت الصخرة شطرين ــ انغرست وسطها ، لم تستطع الحراك ، صرخت ، حاولت إزاحة شطري الصخرة بكل قواها ــ عاودت الكرة ،وكلما ازدادت قروح يديها ازدادت قوتها ، صبغت الصخرة بالدم ، لكنها لم تستطع الانفلات .

 قالها بصوت خافت ، غابت وراء جدران الدم، خرجت كلمة تسبح في فضاء مخنوق ميت .

ــــ آنســــة ؟

حركت الآنسة رجلها اليمنى ووضعتها إلى جانب اليسرى وهي تظن أنه أراد المرور .

هكذا حتى في هذا الوقت القريب البعيد الذي يقاس بالفراسخ، ومسافات انتشار النور، يظهر أن هذا الوجه ليس مدينة تحاصر، ليس جسدا ينزف دمه مرة واحدة. 

هكذا يتكلم معها ولا تفهمه ،ما زالت غائبة ، وتحركت يديها اليسرى لتستقر على يدها اليمنى ،

أصابع اليد اليسرى، خاتم الزواج، يا للخيبة الكبرى تحتل قلبه وعقله.

محطتان وتصل الحافلة .

يا للزمن البعيد ، ينصرف به إلى مدن وقرى تهدم فيها كل الأركان، وهو في القاع تعصف به الرياح وترشقه الأمطار الغزيرة بسيلها الجارف ، وجانبا الصخرة ينفتحان، يبتعدان عنها شيئا فشيئا ، وتتلوى ، تتضور، تحارب القدر وتدفع بيديها المعروقتين الصخرة بكل عنف ، وتستطيع أن تخرج نصفها الأعلى من المأزق ، ويداها مخضبتان بالدم وعيناها الحمراوتان وحلاوة صراعها الأبدي المرير ، الطويل ضد الصخرة ،كل ذلك يزرع في كيانها حب تغيير الطقوس الجامدة .

وصلت الحافلة بزفيرها المعتاد ودخانها الكثيف إلى المحطة ما قبل وصوله .

إنه خائف، وجل، ينظر إليها، يحملق فيها وكأنه بنظراته المتغطرسة يستطيع أن يثبتها في مكانها، يأمرها بالبقاء .

ولم تنزل ،

 تنفس الصعداء، والتنفس في الحافلة شيء صعب للغاية، رغم أنها متزوجة فإنها تهمه، أثارت إعجابه ، سيتعقبها وسيتحدث إليها .

لكن كيف وهي بعيدة عنه، قريبة منه، غارقة في التفكير ؟

ويبصق على حظه السيء، أول مرة يفعلها في حياته ، أول مرة يريد أن يتحدث إلى امرأة بهذا الإصرار.

صاح فيه الجابي : 

ــــ البصق ممنوع يا بشر!

لم تنتبه لا إلى الجابي ولا إليه، الأفواه ذات الأشكال الهندسية المتنوعة تلوك الضجيج، والحياة داخل الحافلة. 

غمامة رمادية مكفهرة، والعيون المتعبة تقذف ببقايا نار، شظايا نصفها منطفئ، وعيناها لا تقذفان بشيء، إنما هي منطلقة تسبح في فيافي شاسعة

سيتحدث إليها ، وبأية طريقة، ويخطو خطوتين إلى الوراء ، أية فكرة بشعة تجول في خياله ــ لا لن يفعل كما يفعل الآخرون ــ ويسترق النظر إليها ، لم تهتم لتحركه ( لماذا؟ لماذا تثير فيه هذه الرغبة في تحطيم اي شيء ؟.

يدوس قدمها متعمدا وبقوة ، هكذا يفعل الآخرون .

ستثور ، ستصرخ بوجهه :

 ـ" ألا ترى ؟" .

سيجيب بهدوء واحترام:

 ــ أرجو المعذرة سيدتي .

لا ،هذا ليس جوابا ، بل سيكون الجواب هكذا، بقسوة وعنف سيرد :" ــ إنها الحافلة، ألا ترين الاهتزازات ــ وإذا كنت غير راضية فما عليك إلا أن تشتري سيارة لنفسك" .

ستنظر إليه شزرا وهي غاضبة وتقول : "ـ لماذا لم تشتر أنت واحدة ؟ كلكم صنف واحد تدوسون الأقدام وتتهمون الحافلة ".

سينظر إليها مستعطفا وبصمت ، ريثما ينشغل الركاب بحديثهم ا للانهائي ويقول : 

ــ " على كل ـ أرجو ألا أكون قد سببت لك ألما ،ثم إذا أردت ، فاني استطيع مرافقتك " وسيكمل الحديث ، لن يترك لها الفرصة لكي تعترض، لكن ما بالها لم تثر؟

ينزل السؤال على رأسه كالمطرقة ، 

يستفيق من حديثه مع نفسه ، وينظر إليها مغتاظا ، مستغربا ــ إنها غائبة تماما ، لم تعره اي اهتمام رغم انه داس قدمها بكل قوته .

أدارت رأسها ناحيته ونظرت إليه نظرة بعيدة مغلفة بالصمت والسكون وكأنها لا تنظر إليه .

تسمر في مكانه، اجتاحه صمت غريب ــ وتذكر ، تحسس جيبه يبحث عن السكين مساعده في نقاط ضعفه ، أحس انه فقده وفقد معه قوته ، لعن موقفه لعن وجوده ، لعن يوم مجيئه إلى هذه الحياة .

ابتعد خطوتين , انزوى في ركن من الحافلة والصمت يغمره حتى العظم وجموع المترنحين داخل الحافلة تتقاذفه ولا يهتم، 

لم يدر كيف مرت الدقائق الأخيرة اللازمة لوصول الحافلة .

ووقفت الحافلة .

أحس أن قلبه يكاد يتوقف عن الخفقان .

 أخذت الحافلة تتقيأ حمولتها الثقيلة ، وكانت هي من ضمن الحمولة ، 

تأملها وهي تقف وتضع حزام حقيبة يدها على كتفها ، تتحرك بعناية وحذر ، لماذا تميل هكذا الى جانب واحد .

التفت حوله ، الناس ينزلون ركاما وبتثاقل ، حدق إليها باستهزاء وهي تتحرك، كل شيء يبدو متباطئا كحركة الخنفساء.

سقطت من على شفتيه قهقهة سخرية وهو ينظر الى ساقها ، انها عرجاء.! وجالت في ذهنه الفكرة ، " إنني أتعقب عرجاء ."

وانتصرت .

أزاحت نصفها الأسفل من بين شقي صخرة اللامبالاة، لكن حين صراعها بترت قدمها اليمنى، كيف ؟ لا تدري ، لكنها لم تهتم لأنها انتصرت على كل حال.

ونزلت من الحافلة وهي تجر قدمها،

بقي متأخرا حتى لا تظن الظنون، نظر إليها فأصابته رعشة خوف، تذكر السكين، وقفز من درج الحافلة، امتد بصره إلى رجلها، 

شعر بالحاجة الى الصراخ! 

"إنك عرجاء لا تستطيعين القفز".

داعبت ابتسامة استهزاء شفتيه، تجمدت فوقهما ، أبصر وسط استهزائه جسمه يرتجف من البرودة ، وصوت يصل إلى مسامعه، متقطعا ،خافتا ، لاهثا .. 

ـــ الجو فظيع! الجسر لا يمكن أن يصمد إزاء هذه الشدة من المطر .

شعر بالخوف، كما في كل مرة تحسس جيبه يتفقد السكين 

نظر بعيدا ظهرت له المرأة تسير وهي تجر قدمها. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333808
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189661
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181332
4الكاتبمدونة زينب حمدي169722
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130945
6الكاتبمدونة مني امين116767
7الكاتبمدونة سمير حماد 107741
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97840
9الكاتبمدونة مني العقدة94957
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91604

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

2191 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع