من نوادر التلفزيون اللبناني ، دراما تاريخية غنائية تدور أحداثها بالأندلس لوهلة يجرك الحنين لعصر ما تبقى منه غير الحكايات والشعر الأندلسي لقد كتبت قصتي القصيرة من شهر عن قصة فتاة كانت شغوفة بالذهاب لمشاهدة قصر الحمراء بغرناطة تحت عنوان "أيام في الأندلس"
بالعودة إلى مسلسل مرة أخرى والذي أهم ما يميزه العربية الفصحى التي تتناسب تماما مع الأجواء نجد حمدون الأمير ابن حاكم ولاية بَلَنْسِيَة يقع في حب نوارة القارئة والتي تغني الموشحات بإتقان ،حاول حمدون أن يتزوج من ابنه عمه في المرية لكنه أحب نوارة في بلاط المرية والتي كانت تغرد يوميا فوقع في حبها وقرار أن يتزوجها ويعود إلى بلنسية ليضع أباه أمام أمر واقع.
لكن الحياة لا تأتي كما تشتهي دائما فيرفض أبوه استقباله ويخيره بين أمرين ليختار طريقه مع نواره ويرفض تطليقها
عزيزي القاريء عندما نحب يتوقف العالم من حولنا فحمدون الذي كان تاريخه البطولي في معاركه مع القوط تدل على إنه رجل حرب إلا أن القلب له حساباته الخاصة فمهما كانت صلابة الرجال سيخضع ذات ليلة تحت سلطان حب امرأة
فأشهر الكتاب والأدباء والموسيقيين كانت لهم قصصهم الملهمة مع النساء أخذ صداها يتردد بين الأجيال
نعود لحمدون والذي حمل رضيعه على يده في إحدى الكهوف هاربا من بطش الأب حتى. يعتقل من قبل جنود أبيه
ليختار للمرة الثانية السجن على أن يطلق حبيبته.
مالفت نظري هو عمار الذي كان يرافق حمدون في كل شيء اونقلب عليه فجأة ،شعرت منه بالغيرة فلماذا تتزوج من تريد في حين أن لا أحد يفعل ذلك الجميع يخضع لأوامر الأهل.
حتى استطاعوا في القصر أن يدبروا مكيدة بتزوير رسالة تذهب لنوراه أنها طُلقت وأن تذهب إلى قرطبة مع ابنها بهذه الأموال وتختفي ثم يقولون لحمدون أنها ساقطة ذهب مع شاعر ولا يعرفون إلى أين ، وتمر السنون ويكبر خالد ويصبح جندي في بلاط أمير المؤمين بقرطبة يحاول الحمدون البحث عن ابنه دون فائدة حتى يظهر عمر ذاك الحطاب الوفي الذي يكشف له عن سر الرسالة وتنجلي الحكاية لتعود الدسائس مرة أخرى ليسجن حمدون بسبب رسالة مزورة ذهبت للعدو وشاء القدر أن يقابل حمدون خالد بالسجن ويحقق معه ويعرف أنه والده بعد ذلك ويكشف الأمر وأن كل هذه الرسائل زورها صالح كي يفوز بحكم ولاية بلنسيه ويعود حمدون لنوارة بعد عشرين عاما في مشهد كلاسيكي
أَعَلِمتُمُ أَنَّ النَسيمَ إِذا سَرى
نَقَلَ الحَديثَ إِلى الرَقيبِ كَما جَرى
وَأَذاعَ سِرّاً مابَرِحتُ أَصونُهُ
وَهَوىً أُنَزِّهُ قَدرَهُ أَن يُذكَرا
ظَهَرَت عَلَيهِ مِن عِتابِيَ نَفحَةٌ
رَقَّت حَواشيهِ بِها وَتَعَطَّرا
وَأَتى العَذولُ وَقَد سَدَدتُ مَسامِعي
بِهَوىً يَرُدُّ مِنَ العَواذِلِ عَسكَرا
جَهِلَ العَذولُ بِأَنَّني في حُبِّكُم
سَهَرُ الدُجى عِندي أَلَذُّ مِنَ الكَرى
وَيَلومُني فيكُم وَلَستُ أَلومُهُ
هَيهاتَ ماذاقَ الغَرامَ وَلا دَرى
بهاء الدين زهير
قصة تدل على أن الحب يصمد خالدا لأعوام.
وأخيرا اختيار الموسيقى المقتبسة
من مقطوعة "كونشيرتو دي إرانخويز" للموسيقار الإسباني خواكين رودريغو والتي تتماشى مع الأحداث .