من أخيب الأقوال الشائعة، مسألة أن من لم يعش نفس الظرف، ليس له أن يفتي فيه، ولا أن يحلله أو يهوِّنه أو.. أو..
هل صار على من لم يعش نفس ظروفك أن يؤهل نفسه لسماعك صافعًا نفسه بكلمة "اخرس يا جاهل ياللي ماجربتش"؟
ليست الحقيقة أن الطبيب مكلف بأن يمرض لكي يشخص ويعالج المرض، ولا المحامي لابد أن يجرب الحبس كي يترافع بنجاح عن محبوس، ولا المهندس لابد أن يحمل الطوب والرمل على كتفيه ليحكم بصلاحية البناء.
بل الحقيقة أن المريض يستفيد من الطبيب والمتهم يستفيد من المحامي والسكان يستفيدون من المهندس
يعني هذا باختصار، أن أصحاب العلم أو الخبرات يمكنهم إفادة الأقل علما وخبرة، حتى لو لم يمروا بنفس التجارب.
يعني هذا أن بعض الاتساع في أفق الرؤية يمنح صاحب البصر قناعة بأن ابتلائه ليس فريدًا، وأنه ليس أعظم من حمل الألم على كتفيه في هذا الكون، وأن ترك بابه مواربًا لدخول أهل الثقة يكون كفيلا بتجديد أنفاسه ومنع ركود روحه، وغسل صدره بأنسام المشاركة والنصيحة الطيبة.
أما الباب الذي "يجيلك منه الريح.. سده واستريح"
#كلام_عالصبح
#بس_يا_عم
#خالتك_إيمان