ما فعلتِه هو محضُّ افتراءٍ، هو محلُّ انتقاد، هو خلُق لا يرضاه ربّ السَّماء.
عندما كنتُ أُخبرك أنّني شديدةُ الغيرة بحُبِّك تقولين أنّني مجنونة، فحَذَّرتُك إن لم أعُد أغار يعني أنّك لم تعودي تمسِّي قلبي أو تُثيري بُركان اهتمامي، لن تكوني تَعني لي شيئًا، فما كنتِ تَخْتلقين الأعذار لتصرّفاتي، وتتّهميني بأنّني غريبة الأطوار، وَلمْ تُعجبكِ صراحتي يومًا عندما أخبرتك أنّك نرجسيّة لا تستحقّين اللّطف، وأنّك مزاجيّة لا تستحقّين هذا الاهتمام.
قُلتِ يومًا مِن كلماتك الّتي أصبحت بجحيم الماضي: ما كنتُ أؤمن بمعنى الصّداقة حتَّى أتيتِ و أَنرت حياتي، كانتْ معرفتكِ قدرًا جميلًا من اللَّه...،
لكنَّكِ كنْتِ بحياتي عكسَ ما كنتُ لكِ تمامًا، تماديتِ بإعطائي جُرع السّمِّ اليوميّة، وأتلفتِ عصبي، واستنزفت طاقتي، وعدمتِ كياني، استهلكتِ مَابي وأنهيتِ مشاعري، حتّى لمْ يَعُد لي معنىً بالوجود، بل ما كنتُ موجودة أصلًا، كنتُ ضحيّةَ وجودكِ.
والآن وبعد انتهاء "علاقتك معي" مازالت آثارها في صدغي، لقد تأذَّيتُ جدًّا مَعك وَمِنْك، نادمة على كلِّ لحظة جعلتك تقضيها معي، وأصبحتُ أحذِّر النّاس أن يَقربُوك بفكرة، أو يجعلوكِ بقَلْبِهم يومًا، كنتِ شرَّ الصُّدف وبِئْس الشَّخص.
ثمّ بعد انقضاء فترة سيّئة مِن بُعدنا، أَتتْ واحدة أُخرى إلى حياتي ليست مُجرَّد إنسانة عابرة فحسب، بل صديقتي وشبيهتي رغم اختلافنا، أحبّتني حتّى عرفتُ حلاوةَ الحياةِ بحبِّها،
ما أحببتها أكثر أو مثل ما أحببتُكِ ولن أجرؤْ،
وَلكنِّي أتَساءَل هل سأتجرَّع السّمّ مرّة أخرى؟!.