يصاحبنا أحيانا شعور بعدم الإتزان من الناحية النفسية بواقع أننا نشعر أننا خلقنا لغاية أخرى غير الذى أحببنا أن نكون فيه كمجال العمل أو مجالات الحياة المختلفة يراودنا شعور خانق بالرغبة فى إسدال الستار على حياتنا الحالية وإعادة التشغيل من جديد تماما مثل الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو جيم ,, إن ما ينقصنا حقا هو الإرادة الحقيقية إرادة التغيير ,,أن تحقق شيئا أن تغير واقعك بنفسك للأفضل فيما هو متاح ,,فالسعى للتغيير ليس حكرا على أحد بل هو حكر على كل راغب فى التغير للافضل بحق ..قليلون هم من أصابوا كبد هذه الحقيقة ..لذلك شصاروا أعلاما فى التاريخ القديم والحديث ...البداية من تغيير النفس على ما اعتادت عليه من رفاهية الكسل ..رفاهية الإستهلاك والعيش على النمط الإستهلاكى للحياة ..قهر النفس الأمارة بالسوء وقبيح الفعال بتعويدها على فعل كل ما هو نافع للنفس ونافع للعقل ونافع للغير ,,والتغيير أبدا لن يبدأ إلا إذا غيرنا من أنفسنا ...غير نفسك تتغير حياتك ثم غير حياتك تتغير حياة الاخرين وتؤثر فيهم بقوة تأثيرك فى نفوسهم والقوة الذاتية التى تخرج بها الكلمات المخبوءة فى حسن فعالك والتصرف كقدوة حسنة وكرجل فاعل فى حياة الاخرين ..إن أعظم مغير لحياة الناس هى الأخلاق النبيلة وكم صار الدين الإسلامى له الكثيرون من الأتباع على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان وأكثر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ بنفسه كقدوة للأخلاق والضمير الإنسانى الخالص ..فتغير الناس من حوله وتغيرت الجزيرة العربية وتغير العالم من حوله ..إنها قوة التأثير الإيجابى بالأخلاق الحسنة والمبادئ النبيلة المتفرعة من الدين الحنيف ...وكان كثيرا ما يردد (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) كأن الله قد ابتعثه ليؤسس لدين قوامه الخلق ..وكم ضاعت الأخلاق بيننا اليوم فى أنانيتنا وحرصنا على أن نحصل على ما نريد ونفعل ما نريد ولو على حساب الآخرين ..إن أمة بلا أخلاق لهى أمة إلى زوال
وإذا أصيب الناس فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا