قالت الحكماء فى حفظ السر : (صدرك أوسع لسرك من صدر غيرك وقالوا : سرك من دمك فانظر أين تريقه)
كما قال الشاعر :
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذى يستودع السر أضيق
قال محمود الوراق عن بعض الملوك الذى يضعون الحجاب على أبوابهم ويتخيرونهم من أغلاظ الأكباد :
شاد الملوك قصورهم فتحصنوا من كل طالب حاجة أو راغب
غالوا بأبواب الحديد لعزها وتنوقوا فى قبح باب الحاجب
فإذا تلطف للدخول عليهم راج تلقوه بوعد كاذب
فاطلب إلى ملك الملوك ولا تكن بادى الصراعة طالبا من طالب
سئل بعض الحكماء : أى الأمور أشد تأييدا للفتى وأيها أشد إضرارا به ؟
فقال : أشدها تأييدا للفتى ثلاثة أشياء : مشاورة العلماء و تجربة الأمور , وحسن التثبيت وأشدها إضرارا به ثلاثة أشياء , الإستبداد والتهاون والعجلة
قالت الحكماء : على الملوك ألا يتركوا محسنا ولا مسيئا بدون جزاء فإنهم إذا تركوا ذلك تهاون المحسن وإجترأ المسئ وفسد الأمر وبطل العمل وقالوا ليس شئ أضر بالسلطان من صاحب يحسن القول ولا يحسن الفعل ولا خير فى قول إلا مع الفعل ولا فى المال إلا مع الجود ولا فى الصدق إلا مع حسن النية / ولا فى الحياة إلا مع الصحة
وقالوا : إن السلطان إذا كان صالحا ووزراؤه وزراء سوء إمتنع خيره عن الناس
قال معاوية : إنى لأستحى أن أظلم من لا يجد علي ناصرا إلا الله
وكتب أحد العمال إلى عمر بن عبد العزيز يطلب منه أن يحصن المدينة فقال له الخليفة العادل: حصنها بالعدل ونق طرقها من الظلم
وقالوا فى العدل : أمام عادل خير من مطر وابل وإمام غشوم خير من فتنة تدوم وقال النبى صلى الله عليه وسلم : عدل ساعة فى حكومة خير من عبادة ستين سنة
وقال عبد الله بن عمر : إذا كان الإمام عادلا فله الأجر وعليك الشكر وإذا كان الإمام جائرا
فعليه الوزر وعليك الصبر