لمن ينتقدون فتح المحاور وبناء الكباري اقول:
ارجو من حضرتك سؤال اهل العلم من مخططي المدن، للتعرف على ان اهم عنصر من عناصر تنمية معيشة الفرد -اللي هو المواطن- هو تهيئة الشرايين المرورية والمحاور وحل انسيابية المرور،، فهي بنية تحتية اساسية لبدء التنمية في اي وطن.
انا كدارس للعمارة وتخطيط المدن، ارى ان المحاور والكباري وانسيابية الحركة على الطرق هي بمثابة انقاذ جسم الانسان من تصلب الشرايين،، التي ستغذي المخ والكبد والكُلى وكل الجسم،، كما هي المحاور والطرق ستغذي قطاعات الصحة والاستثمار والتعليم ووو الخ.
ثم ان،،
هذا العنصر ليس اسمه (بناء كوبري) بل هو تأسيس لجذب استثمارات ننتظر قدومها، ولن تأتِ الا اذا ضمن المستثمر ان انتاجه سينقل من المناطق الصناعية الى اسوان بوقت قليل لا يُفسِد انتاجه،، وهنا يأتي المستثمر ويفتتح المصانع وغيرها وتتوفر فرص عمل وترتفع مستويات المعيشة للناس لمن سيعملون ومن سيتعاملون معهم،، وستنخفض البطالة.
ثم ان،،
تقليل وقت الانتقالات اليومية للمواطنين، هو انقاذ لحياتهم، فما الوقت الا جزء من حياة الفرد وما عمرك الا دقائق وثواني، فهنا تكون الكباري انقاذا لحياة الملايين.
ثم أن،،
إن المحاور وانسيابية المرور على الطرقات، سيرفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية وغيرها، فها هو المعلم ان ذهب لمدرسته او جامعته دون عناء وفي وقت قليل سيستطيع ان يحاضر بشكل صحي، وايضا الطالب او المريض سيذهب لمدرسته او مستشفاه في وقت قليل وبدون عناء،، وهذه امثله فقط لكيفية استفادة الفرد -المواطن- من المحاور والطرق،، وقَس على ذلك في جميع المجالات،، اذا تلك المحاور ليست للاغنياء وليست لمن لديه سيارة كما ذكرت انت اعلاه، بل هي ايضا للطبقة المتوسطة والفقيرة حتى لو لا تمتلك سيارة.
ارجو ان ننظر برؤية الهليكوبتر وليس النظرة المحدودة تحت الارجل،، او التي تؤصل المصلحة الشخصية دون النظر الى مصالح الوطن،، وجموع المواطنين الاخرين.
اعتذر للاطالة، لكنني كدارس لتخطيط المدن يصعب علي ان اصمت إزاء ما أقرأه احيانا.