لا تجعل استخدام الأدوية يدخل حيز الدائرة المفرغة ( vicious circle) فذلك يعتبر استنزاف مادي للدواء و من قبله استنزاف لصحة المريض ، وليست هكذا تدار أمور الدواء.
س١- ما معنى دخول استخدام الدواء حيز الدائرة المفرغة؟
ج١- عندما نصل لمرحلة اعطاء دواء ثاني لعلاج الاعراض الجانبية الناتجة من دواء أول تم إعطاؤه قبله ثم إعطاء دواء ثالث لعلاج أعراض جانبية ناتجة من الدواء الثاني وهكذا و نصل في النهاية إلى مريض يتناول عدد كبير من الأدوية ( poly pharmacy) والبداية كانت بمرض واحد كان يمكن علاجه بدواء واحد فقط !!!
س٢- ما هي مشاكل هذه الدائرة المفرغة في استخدام الدواء؟
ج٢-
١-مشاكل صحية للمريض نتيجة ان كل دواء له أعراضه الجانبية و أيضاً نتيجة التداخلات الدوائية التي قد تزيد نسبة حدوثها كلما زاد عدد الأدوية المتناولة ،
٢- هذا بجانب المشاكل الاقتصادية نظراً لارتفاع سعر الدواء و عدم توفره في بعض الأحيان.
س٣- يأتي السؤال الهام ، إذاً ما هو الحل في التصرف في الاعراض الجانبية الناتجة من الدواء الأول والذي كان السبب في البدء في الدائرة المفرغة ؟
ج٣-
١- أولاً يتحتم على الطبيب قبل إعطائه لأي دواء لعلاج حالة صحية أن يكون على دراية كافية بالأعراض الجانبية المحتملة لهذا الدواء حتى لا يتم التفسير الخاطيء (اذا حدث احد هذه الاعراض وكان الطبيب ليس ملماً بإمكانية ان يكون الدواء الذي كتبه هو المتسبب فيها ) انها مشكلة صحية اخرى يعاني منها المريض و ليست عرضا جانبياً للدواء. لانه في هذه الحالة سيبدا في اعطاء ادوية لعلاج هذه المشكلة الصحية والتي كان يمكن علاجها بتغيير نوع الدواء.
٢- ثانيا " ضرورة التأكد من احتياج الحالة الصحية للمريض للدواء الأول لانه في كثير من الاحيان يتناول المريض دواء لمدة طويلة و ذلك بالرغم ان الحالة المرضية لا يلزم علاجها هذه الفترة الزمنية الطويلة و أشهر مثال لذلك مثبطات الحموضة ( PPIs ) لعلاج حالات مثل ارتجاع المريء و التي ربما يكفي علاجها أسابيع وليست شهور كما هو الوضع الحالي في بعض الاحيان.
٣- اذا كانت الحالة الصحية للمريض تحتم إعطاؤه الدواء الأول الذي تسبب في الأعراض الجانبية ، ففي هذه الحالة يتم البحث عن بديل آخر من نفس المجموعة الدوائية يناسب المريض ويكون أقل في التسبب في أعراض جانبية له. و من أمثلة ذلك عندما يتسبب أحد أدوية خفض الدهون ( المعروفة بالstatins مثل أتور atorvastatin)١ في آلام في العضلات myalgia و من المعروف ان إعطاء هذه الأدوية هام جداً في الوقاية من أمراض القلب و ذلك يحتم استمرار إعطائها ، أي لابد من التعامل مع هذا العرض الجانبي الذي حدث ( آلام العضلات) ولكن للاسف الشديد يقوم بعض الأطباء بحل هذه المشكلة الصحية بإعطاء مضادات للالتهاب او باسطات للعضلات ( أي بإعطاء مجموعة ثانية من الأدوية والتي قد تؤدي الى مشاكل صحية منها مشاكل في المعدة والتي قد يتم حلها باعطاء مجموعة ثالثة من الادوية مثل مثبطات الحموضة الPPIs والتي قد تؤدي الى نقص في الكالسيوم و التي قد يتم حلها باعطاء دواء رابع عبارة عن الكالسيوم والذي قد يؤدي الى امساك والذي قد يتم حله باعطاء دواء خامس من مجموعة الملينات و هكذا نرى ان المريض بدا بدواء واحد وانتهى
بخمس أدوية أخرى معه !!! و كانت المشكلة من الاساس لا ينبغي حلها بالدواء الثاني ولكن بتغيير خافض الدهون من الatorvastatin أتور الى خافض دهون آخر قد يكون أقل منه في التسبب في آلام العضلات مثل rosuvastatin كريستور حيث ان الأخير أقل وصولاً العضلات ( less lipid soluble) من ال atorvastatin الأتور ( more lipid soluble).
س٤- كيف يمكن تجنب الدخول في هذه الدائرة المفرغة في استخدام الدواء؟
مراجعة دائمة للادوية التي يتناولها المريض و احتياجه للدواء الاول ثم الثاني و هذا يسمى بادارة استخدام الدواء ( medication management system ) … الطبيب عليه مراجعة الادوية جميعها التي يتناولها المريض حتى لو كان استخدام البعض من هذه الادوية لعلاج مشكلة صحية بعيدة عن تخصصه الطبي ففي الاول و في الاخر انت كطبيب مسئول عن علاج مريض و ليس علاج حالة مرضية على حدى.
احذر الدخول في هذه الدائرة المفرغة لان الخروج منها صعب للغاية