أنت حرفي الممنوع من الصرف، أنت المد والسكون والجنون المقيم بأوردتي،أنت القصيدة الشريدة والحروف المتمردة العنيدة.
أنت لي كل أمنياتي الوليدة وبقوانين اللغة كنت دومًا لي
جملة مفيدة، أنت من أخبرني ذات إبتسامة أن قانون الجاذبية يعتريه خلل، وأن أرواحنا تتلاقى بكل الأزمنة عبر الدروب والأمكنة بلا حواجز أو قيود، ألست من أخبرني يومًا أننا بنبضات قلوبنا وتلاقي أرواحنا كسرنا قواعد المسافة والزمن.
ألم نذهب سويًا آن جنون بعيدًا عن كل العيون حيث جلسنا فوق السحاب نتابع القمر بسماءه الزرقاء لنقطع عليه خلوته ووحدته وخيوطه الفضية تحيط بنا كهالة من نور، ما زال خيالي حاضرًا متذكرًا كيف داعبنا النجوم بأناملنا وسابقنا الطيور بلا أجنحة، كيف أنسى أننا كنا ننتظر الفجر الوليد في حضرة الصباح مع إشراقة الشمس الذهبية.
نعم ما زالت ذاكرتي حُبلى بضجيج صامت وحنين خافت وأسئلة حائرة.
أتساءل كيف أصبحنا نضع القوانين ونعترف بها بل ونلتزم بها؟
بل منذ متى أصبح كلانا يحب الطيران منفردًا بعد أن كنا نرسم الفراشات ونضع لها ألوان قوس قزح، أصبحنا نطاردها ونأسرها بخيط حريري لنمزق أجنحتها، منذ متى كنا نصنع للعصافير أقفاصًا ونأسرها ونحن من كنا نهبها الحرية لتتحرر أرواحنا معها.
كيف أصبح الفراق بيننا قدرًا بعد أن كان لقاؤنا هو القدر؟
والأن قل لي كيف لي أن أكتبك كما لم أكتبك من قبل؟
وأنت لست سوى ذلك الحرف العاصي المارق الخارج عن النص.
ربما… أقول ربما ذات التفاتة أو حين سكرة سأكتبك بين دفاتري بصيغة الماضي بعد أن كنت بحاضري ومستقبلي دومًا فاعلًا وكنت لى مبتدأ كل صباح.
ألا ليتها ظلت الفراشات تعانق النور وظلت العصافير تغني للحرية ربما أدركنا الحياة.