بالبداية والسبب الرئيسي أنكم تقرأون كلماتي هذه الأن هو أنني قررت أن أكتب عن الدكتور { نبيل فاروق } كنعي له متذكرًا فضله علي وعلى أجيال كثيرة في حبنا وشغفنا للقراءة وتقديرًا لدوره البارز والفعال في نشر الثقافة والأدب .
ببادئ الأمر ظننت أن ذلك سيكون سهل ويسير ولكنني وما أن بدأت بالكتابة حتى وجدت صعوبة شديدة خاصة فيما يتعلق بنقطة البداية فهو ليس الوحيد الذي أدين له بهذا الفضل كما أنه ليس الأول بهذا الطريق لذا أمسكت بالقلم وبدأت الكتابة تاركًا نفسي لمخيلتي تقودني كيفما شاءت لأجدها تمسك بزمام ذاكرتي وتعود بي إلى حيث نقطة البداية ولا أخفيكم سرًا فالأمر جد محير فهو مزيج من المشاعر المتناقضة كيف لا وأنا سأعود لحياتي السابقة فلاش باك لأضعها وأستعرضها أمامكم عساها تساعدكم بإستعادة بعض الذكريات الجميلة أو حتى السيئة خلال رحلتكم بالحياة حتى أصبحتم ما أنتم عليه الأن .
كيف ومتى وما هى العوامل التي ساعدت على شغفي بالقراءة أولًا من ثم الكتابة....
من البديهي أن كل كاتب جيد هو بالأساس قارئ جيد بينما ليس كل قارئ جيد كاتب جيد.
والأن دعوني أخذكم معي برحلة زمنية نتجاوز فيها الزمان والمكان.
نقطة البداية كانت المرحلة الإبتدائية حيث كنت أتلمس طريقي بخطوات بطيئة دون أن أدري إلى أين سيقودني أو يذهب بي هذا الطريق .
هناك تعلمت أول شئ بحياتي وهو أنه عندما تحب شخص ما فستحب كل ما يقوله ويخبرك به وما يطلبه منك وهذا ما جعلني أحب وأعشق اللغة العربية وذلك من خلال الأستاذ { أحمد هاشم} صاحب الشخصية القوية والوجه البشوش فقد كنت أنتظر كل حصصه بشغف لا يهم إن كانت قراءة أو تعبير أو إملاء أو حتى مراجعة بالنسبة لنا كاطفال كنا ننظر للمدرس كفارس نبيل وقدوة لنا ننصت له ونتابع ملامحه وكل خلجاته وتعبيراته.
عشقت مع أستاذي حصة النصوص والقصص التربوية القصيرة والأناشيد وتفوقت بذلك على كل أقراني فكنت أجيد القراءة والكتابة دون أية أخطاء إملائية وانا مازلت بالصف الثالث الإبتدائي ووقتها كانت خالتي رحمها الله تجعلني أقرأ الترجمة المصاحبة للأفلام الأجنبية وهى لا تكف عن التحديق بي وقول ما شاء الله كما أن بعضهم كان يضعني بإختبار قراءة الصحف وكنت أتجاوز هذا بنجاح وسط دهشة الجميع كوني أقرأ بسرعة وطلاقة ودون أية أخطاء..
كان هناك تقليد جميل بالمدارس الإبتدائية حيث كانت هناك حصص مخصصة للمكتبة والموسيقى والألعاب وشخصيًا كانت حصص المكتبة بالنسبة لي كالعيد وأكثر حيث كنت أتنقل كما النحلة بين الزهور لأرتشف من عبيرها وأمتص من رحيقها دون توقف أو ملل.
كنت أقلب القصص المصورة بذهول لتأخذني برحلة ممتعة وكم وددت لو أنني لا أعود منها أبدًا.
في هذه المرحلة المبكرة من حياتي أدركت شغفي وحبي للخيال وكنت أستغل ذلك من خلال حصة التعبير.
كانت مواضيع التعبير وقتها تتحدث عن حب الوطن وإنتصارات أكتوبر أو عن الأسرة والسفر وهكذا وكانت تتراوح درجات التلاميذ وقتها من 3 إلى 8 درجات وحسب كل تلميذ وقدرته على التعبير وما جعلني أدرك أنني أختلف عن أقراني أنني كنت أحصل على العلامة الكاملة وهى 10 من 10
وأنهيت المرحلة الإبتدائية بتفوق مع الكثير من الجوائز للمشاركة بالمسابقات المدرسية وبعض شهادات الإستثمار والتي لا أعلم مصيرها حتى الأن.
من المثير للدهشة لي هو أن المرحلة الإبتدائية مازلت عالقة بذهني حتى الآن ولم تمحوها ذاكرتي فما زلت أتذكر أسماء التلاميذ أولاد وبنات ومن كانوا يشاركونني المقعد الدراسي او التختة كما كنا نطلق عليها كما أنني مازلت أتذكر أسماء كل المدرسين بداية من الأستاذ ظريف مدير المدرسة مرورًا بالأستاذ محمود مرسي مدرس الحساب والأستاذ تاودروس مدرس العلوم والأستاذ بهجت مدرس الدين والأبله فتحية مدرسة الدراسات الإجتماعية والأستاذ نعيم مدرس الرسم والأبله شادية مدرسة الموسيقى نهاية بعم نبيل فراش المدرسة.
وقتها كان المدرس أستاذ وليس مستر كما هو الآن والمدرسة أبله وليست ميس وبطبيعة الحال كنا نقول أبله دون أن نعرف معناها ولكنني والفضل لمسلسل أرطغرل عرفت مؤخرًا انها كلمة تركية تعني أختي.
ليتكم وبعد القراءة تتذكرون وتذكرون أحد الأساتذة أو إحدى المدرسات ممن أثروا بكم بالمرحلة الإبتدائية كعرفان وشكر لهم...
وانتهت المرحلة الإبتدائية لتبدأ المرحلة الإعدادية ويبدأ معها فصل جديد من فصول الحياة مع شغفي وحبي للقراءة والخيال وهذا ما سأخبركم به لاحقًا إن كان يهمكم الأمر...
يتبع...