لم تخلق اكتاف الرجال لحمل البنادق فقط . انما خلقت لحمل الرسائل والاديان ايضا. خلقت لنشر اوامر الله .خلقت لجعل الناس يفهمون ان هناك اله لابد ان يتوحد بالعبودية .فلو خلقت للبنادق والسيوف لصدقت كلمة الغرب ان الاسلام انتشر بالسيف .خلقت لحمل مكارم الاخلاق. خلقت لنشر الفضائل. خلقت لنشر العدل القائم على المحبة والتوافق بين الناس. خلقت الاكتاف لبسط الحقيقة بين اناس تخبطوا فى ظلام لا بل ظلمات داخل ظلمات .لينيروا لهم الطريق حتى يتكشفوا طريق الحق والعدل .طريقا طالما حلموا ان ينهوه فى امان وليس عقبات تقف امامهم .طريق طالما حلموا انه المؤدى الى النجاة .فكانوا حريصين ان يسلكوه ولو ادى بهم الى الهلاك .فاتاهم من اضاء لهم الطريق فاصبح الطريق كالنهار . واصبحوا هم كالنجوم تظهر فى سماء ليل شاتى شديد الظلام. حتى تظنهم ملائكة يحملون انوارا. يحملون مصابيح تضى بها السماء .حتى تظنهم كويكبات تمدها الشمس من الخلف بالانوار. او يمدها القمر بالابصار .فسلكوا وسلكوا حتى وافتهم مناياهم فى مكانهم. وراحوا وغابوا وسط الظلام. ولكن بقيت اثارهم علامات على وجودهم. بقيت انوارهم تدل عليهم .حتى جاء من كانوا خلفهم لا بل اظنهم احفادهم . او قد كانوا فى السبق ولكن تخلفوا عنهم حتى لحقوا بهم .ولكن ادركوهم حطاما رفاتا فهل توقفوا عند اقدامهم .نعم قليلا ثم عاودوا المسير. وفى كل مرة ياتى اليهم من ينير اليهم الطريق. ولكن بضوء اقل شعاعا من ذى قبل وظلوا هكذا كل ما غاب اناس يظهر اخرون. ويظهر من ينير لهم الطريق ولكن بضوء اقل حتى ظننت ان النور ضاع وانتهى. او ان الشمس غابت عنا وعنهم .او ان القمر اصبح محاق اصبح وراء الشمس الغائبة .وظل الامر هكذا كثيرا حتى تيقنا انه لا مجال للنور من جديد .واذا بنا نرى الشمس من جديد هلت علينا بنورها .لا بل هلت على اولئك الذين اعتقدناهم ملائكة يحملون شموعا ومصابيحا بايديهم او نجوما تستمد نورها من القمر .واذداد النور شعاعا وابصارا حتى فرحنا فرح الاطفال بامهاتهم قد غابوا عنهم لايام وايام وايام وواذا بالامهات تاتى مسرعة. وتحمل بين يديها الهدايا والحلوى والملابس الجديدة لاولادها. واذا بالاطفال سراعا نحو امهاتهم شوقا اليها وحنينا .واذا بالابطال يكملون المسير فى النور الجديد. وهكذا ابد الدهر حتى ياتى يوم لا تخرج فيه الشمس. ولا يكون للقمر مكان وتنسحب الملائك الى مكان اخر لا يعلمه الا الله. ولا يبقى الا الله لمن الملك اليوم لله الواحد القهار.
هذه ثالث مشاركة لى فى المنتدى الجميل وهى من كلماتى وبقلمى ارجوا ان تنال ارضائكم شكرا لكم