بقلم /أ : أحمد الجمال كاتب و باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر . علم التاريخ عند العرب "من وعى التاريخ فى صدره أضاف أعماراً إلى عمره" • خص العرب علم التاريخ اهتماماً بالغا لميلهم إلى معرفة مصائر الأمم الماضية ،وحوادث الأزمان السابقة ،ولاهتمامهم بالأنساب فرووا أخباره ،وجممعوا ما استطاعوا من الروايات ،وألفوا فيه ،ولم يتركوا جانباً من جوانب النشاط الإنساني القديم والمعاصر لهم إلا سجلوا تاريخه ،ولذلك حفلت مصنفاتهم بجوانب متعددة من أحوالهم المعاصرة ،فلم تخل كتبهم من معلومات جغرافية واجتماعية واقتصادية ممايمكن أن يؤلف تاريخاً للحضارة العربية فى العصور الإسلامية المختلفة . فكثيراً ما كان رواد علم التاريخ روادا لعلم الجغرافية (ابن بطوطة والمسعودى وغيرهما) وكان التاريخ والجغرافيا فى نظر العرب فرعين متلازمين من شجرة المعارف العامة التى كانوا يسمونها (الأدب) بوجه عام. • وكان لابد للعربى أن يعرف أنساب العرب وأخبارهم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبار الفتوح الاسلامية ،وتواريخ الخلفاء والدول ،وكان لزاماً عليه(اكمالا لثقافته) أن يعرف بلاد الاسلام ومدائنها والطرق إليها مع ما تيسر من أحوال أهلها وصفاتهم وعاداتهم ومن هنا فإنه من العسير أن نفصل بين المؤرخ والجغرافى والأديب فى تاريخ الفكر الاسلامى. ولفظة ((تاريخ ))من حيث اللغة تعنى غايته ووقته الذى ينتهى إليه ،ولهذا يقال:فلان تاريخ فى الجود، وقيل أن معناه ((التأخير)) وقيل أيضاً أنه "إثبات الشئ". • و(تأريخ) مصدر.من(أرخ)بلغة قيس ،وهو اللفظ الشائع عند العرب أو (ورخ) بلغة تميم ،وهو لفظ لم يستخدمه كاتب قط. إرتباط الكتابة التاريخية بالعلوم الدينية الإسلامية: ارتبطت الكتابة التاريخية بالعلوم الدينية عند المسلمين ارتباطاً وثيقاً فكان المؤرخون الأولون يكتبون فى السيرة النبوية وفى المغازى ،وفى نسب قريش ،وفى الطبقات ،وفى التراجم لرجال العلم والأدب والفقه والحديث ،ومما لاشك فيه أن القرآن أكد على أمثلة الشعوب الماضية البائدة لما تنطوى عليه هذه الأمثلة من عبر دينية ومواعظ خلقية ،كما جاء القرآن بنظرة عالمية إلى التاريخ مماثلة فى تتابع النبوءات. ومن أبرز من جمع بين الفقه والتاريخ ،المؤرخ شمس الدين السخاوي (ت٩٠٢ه) إذ كان أكثر علماء المسلمين دعوة لضرورة الاشتغال بهذا الأسلوب خدمة الدين . وأبرز كتبه (( الاعلان بالتوابيخ لمن ذم أهل التاريخ)) وقد عرف ابن خلدون التاريخ فى مقدمته بقوله"علم التاريخ ليس علما مستقلاً بذاته كعلم الحساب مثلاً ،بل علما واسعا ومتشعبا ،فهو يشتمل كل مايطرأ على الحياة الإجتماعية من تغيرات فى مؤسساتها وأوضاعها كالتغيرات الاقتصادية والثقافية وغيرها .........)) • وأبرز أعلام التاريخ عند العرب والمسلمين هم : اليعقوبى ،والطبرى ،والرازى صاحب مؤلف (تاريخ الأندلس) وأما أبرز المصادر فى التاريخ الإسلامى فهى : أ-مصادر أثرية: ١-الوثائق المكتوبة والبردى والوفيات. ٢-الكتابات الأثرية أو النقوش. ٣-العملات. ٤-الآثار المعمارية. ب- المصادر المكتوبة: ١- القرآن الكريم والحديث والتفسير. ٢- كتب الطبقات والأنساب. ٣- كتب الجغرافيا و الرحلات. ٤- الشعر العربى والكتب العربية. ٥- كتب الخراج والحسبة والخطط وغيرها. •وجملة القول من اراد أن يعرف ماضيه ويحسن صياغة مستقبله فعليه بدراسة التاريخ ، فالتاريخ هو العلم الجامع لخبرات وتجارب كل الأمم على اختلاف أنواعها وتخصصاتها.إن تاريخ كل أمة شريط من الذكريات مابين أفراح وأتراح مابين منح ومحن ما بين انتصارات وهزائم ونجاحات وإخفاقات ،والأمم الذكية العاقلة هى التى تقرأه بعين ثاقبة فاحصة -كى تستخلص منه الدروس والعبر- من أجل أن تعبر للمستقبل وهى واعية ومدركة بدروس وعبر وخبرات الماضى. ودائماً وأبدا سنحيا بالأمل فى الله ..... سنحيا بالعلم ..... سنحيا بالكفاح .... سنحيا بالتسامح....... سنحيا بالإبتسامة الجميلة. كتبه / أ :أحمد الجمال باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر. كاتب بعدة جرائد مصرية وعربية .