العلاقاتُ التي تمنحُك الأمان، تشبهُ الوطن حين يُناديك باسمك الأول... دون أن تُقدِّم له جواز مرورٍ أو تُخفي ندوبك في طيّات الثياب.
هي المساحاتُ التي لا تحتاجُ فيها أن تشرح قلبك، ولا أن تُترجم دمعك، يكفي أن تنظر، فيفهمك.
كأن الأرواحَ تتصافح في الهواء، بلا صوت، بلا إذن دخول.
المشاركةُ في الحبّ، ليست تبادل الهدايا، بل تبادل الأسرار. أن تُلقي بثقل يومك في صدرٍ لا يضيق بك، وتُحدثه عن وجعك كما تُحدث السماءَ حين تضيقُ الأرض.
أن تقول له: "هاك قلبي، بكل فوضاه، بكل صمته، بكل ما لم يُكتَب بعد."
فيُمسكه كما يُمسك العارفُ كتابًا مقدسًا، ويهمس: "سأقرأك... لا لأفهمك فقط، بل لأقدّسك."
والأنس؟
الأنس هو المعجزة الخفيّة… أن يُصبح وجود الآخر كنسمةٍ في الهجير، وكوب شاي دافئ في ليالٍ باردة، وكأنّه قطعة من طفولتك، وجدت طريقها إليك بعد الغياب.
هو أن تزهر في حضوره دون أن يُمسكك، وتَسكُن دون أن تُقيَّد، وتضحك دون أن تخاف أن تُساءَ فهمك.
ليست العلاقاتُ ما يُقال عنها، بل ما يُشعَر فيها…
والعلاقة التي تَمنحك الأمان، وتُهديك المشاركة، وتُؤنس وحدتك،
هي النافذة التي يُطلُّ منها الله عليك، ليقول: "لستَ وحدك.