في عالم يغرق في بحر من المعلومات، تنتشر الأفكار السامة كفيروس قاتل لتتصيد بعض النفوس القلقة لتقويض نجاحات ثورتنا ..
الشائعات والأخبار الزائفة التي تزرع الفتنة والشكوك بين الناس، كخطاب الكراهية الذي يحرض على العنف والتطرف، ونظريات المؤامرة التي تضعف الثقة في المؤسسات، وأهم الأفكار المسمومة هو التطرف والإقصاء الذي يدفع بنا نحو الصراع والانقسام.
سهولة الوصول إلى المعلومة والسرعة في انتشارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تجعل من الصعب التحقق من صحتها. بالإضافة إلى ذلك، تسعى بعض الجهات إلى نشر هذه الأفكار لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية، حيث تستغل هذه الأفكار لزعزعة استقرار بلدنا الذي نسعى إليه وتقويض وحدتنا.
آثار هذه الأفكار وخيمة للغاية، فهي تدمر نسيجنا الاجتماعي وتكمل ماعجز الاسد عن فعله من زرع بذور الكراهية والعداء بيننا ، كما أنها تعطل مسيرة التنمية والتقدم الحقيقية، وتفتح الباب أمام القوى الظلامية للسيطرة علينا.
يجب أن نتحلى بالوعي النقدي وأن نتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، ونشر قيم التسامح والتعايش، وتشجيع الحوار البناء والنقاش الموضوعي.
نحن بحاجة إلى بناء مجتمع قوي متماسك قادر على مواجهة التحديات التي نواجهها، مجتمع يحترم التنوع ويقدر الاختلاف... مجتمع يسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة للجميع.
إسقاط الطاغية أوجدنا في خضم حرب فكرية، علينا مواجهتها بالأفكار النيرة، ولا ندع السموم تتغلغل في عقولنا، فالحقيقة أقوى من أي شائعة.
على الرغم من كل التحديات الصعبة، أؤمن بقدرتتا التي أبهرت العالم كله على بناء مستقبل أفضل.