الحلقة الثانية
قالوا قديما: الورد رغمَ صمته يحمل قلبا نابضا بكل أنواع الحياة، نبضٌ قد تدل عليه روعة المنظر ورقة القوام، أو تباين وتمازج الألوان، وربما عَبَقُ رائحة ندية تُشفي السقام.
في سهول ووديان مدينة إسبارطة التركية التي توصف بأنها عاصمة الورد في العالم، الحياة تولد في قرى وبلدات هذه المدينة مع كل قطفة ورد من حقولها غير المتناهية.
غير عابئة بقساوة شوكه تجمع فتياتها يوميا كمية كبيرة قد تصل إلى نحو مئة كيلوغرام كل واحدة، من هذه الزهور المسماة الورد الدمشقي، لكي يتمكن من كسب قوت يومهن، ومن هنا تبدأ رحلة صناعة زيت الورد.
زيت الورد ينتمي لفئة الزيوت العطرية ، ذو رائحة مذهلة وجذابة، يدخل في تصنيع أفضل العطور في العالم .
تُنتج مدينةُ إسبارطة التركية وحدها نحو 65% مما يحتاجه العالم من زيت الورد، الذي يعدّ مكونا رئيسيا في صناعة العطور ومستحضرات التجميل.
يصنع من آلاف ورود الجوري الدمشقية النادرة ، وذلك من أجل الحصول على ملليلترات قليلة من زيت الورد الاصلي، لذلك فهو من أغلى أنواع الزيوت العطرية لصعوبة الحصول عليه ، ولكن في ذات الوقت أقل نسبة منه تمنح الإنسان فوائد كثيرة .
يوزن الورد الذي الطازج، ثم يوضع في مراجل ضخمة يتسع الواحد منها إلى خمسمئة كيلوغرام من الورد، وتضاف إليه خمسة أضعاف وزنه من الماء، وينضج في درجة حرارة عالية، ومن ثَم يتم تقطير بخار الماء بأجهزة حديثة تستخلص زيت الورد، الذي يطفو على سطح الماء بسبب كثافته المنخفضة، وتعاد عملية الغلي والتقطير عدة مرات للحصول على أكبر كمية من الزيت، أما الماء المتبقي فهو ما يعرف بماء الورد، بينما يجمع الزيت بعناية فائقة، ويباع بسعر قد يصل إلى نحو عشرة آلاف يورو للكيلوغرام الواحد.
زيت الورد قوامه متماسك وثقيل كقوام الجلسرين ، وله رائحه هادئة وجذابة .
يعتبر زيت الورد العطري هو الأفضل، بلا منازع في تخليص البشرة من حبوب الشباب والرؤوس السوداء، وغيرها من الشوائب لتكون البشرة نظيفة ونضرة ، لذلك يعد حلا سحريا ، لأصحاب البشرة الدهنية ، لأنه يعمل على تقليل من الإفرازات الدهنية، التي تسبب تعرق البشرة ، وتؤدي لإتساع المسامات وبالتالي تراكم الأتربة والشوائب فيها .
وعند وضع زيت الورد على اليد والبشرة ، يمتصه الجلد بسرعة ، ويعطي ملمسا ناعما جدا، بالإضافة إلى أنه يزيل الجلد الميت فوريآ عند مسحه بقطنة نظيفة.
لذلك يعد زيت الورد من أفضل الزيوت التي تفيد الجسم والبشره ، لاحتوائه على العديد من الفيتامينات كفيتامين C العديد من الفيتامينات، كفيتامين A ، فيتامين C، فيتامين B ، فيتامين D ، كما انه يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة ، إضافة إلى سكر الفواكه ، وبعض المعادن كالزنك.
من هنا رجح الخبراء أن من فوائد زيت الورد للوجه قدرته على تفتيح البشرة والحصول على هيئة نضرة بلون موحد، وتخفيف الهالات السوداء حول العينين تدريجيا ، ويعزى ذلك لغنى زيت الورد بفيتامين C الذي قد يساعد على علاج تصبغات البشرة ومنع عمليات الأكسدة الضارة .
ويمكن استخدام زيت الورد الأصلي مع حرارة الشمس الحارة ، كواقي طبيعي للبشرة.
لذلك تستخدمه المرأة الخليجيّة ليمنح بشرتها النضارة، والليونة والإحساس بالانتعاش والنقاء.
أيضا .. بعد خسارة الوزن ، يعاني الجسم من علامات التمدد ، ويصعب التخلص منها ولكن أحد استخدامات زيت الورد المجربة هو التخلص منها.
كما يحمي الجسم من الطَّفَح الجِلديّ، والدمامل، وغيرها من الأمراض الجلديّة.
ويعد زيت الورد حلا فعالا مذهلا ، للقضاء على رائحة الفم المزعجة ، والفطريات المسببة لها ، ويُعالِج التهابات اللثّة، ويُقوّيها، ويُوقِف النزيف فيها.
يُقوّي جذور الشَّعر، ويُقلِّل من تساقُطه، ويجعلُه أكثر صحّة ، وذلك بإعطائه
نعومة ورائحة رائعة ، ويخلصه من الجفاف ، ويعالج الشعر المتقصف. وله دور مهم في فرد الشعر المجعد .
يعزز زيت الورد احترام الذات والثقة والقوة العقلية بينما يحارب الاكتئاب بكفاءة، كما يمكن أن يكون مفيد للغاية في إبعاد الاكتئاب والقلق، كمضاد للاكتئاب، ويمكن إعطاء زيت الورد للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد أو الذين يخضعون لإعادة التأهيل لتحقيق الإيجابية في حياتهم.
يمكن أن يساعد زيت الورد العطري على تهدئة المريض المصاب بارتفاع في درجة الحرارة عن طريق تخفيف الالتهاب، ويمكن أن يكون مفيدا أيضا في حالات الالتهاب الأخرى التي تسببها العدوى الميكروبية، وابتلاع المواد السامة، وعسر الهضم، والجفاف وهذا يمكن أن يؤدي إلى الحد من الظروف المرتبطة بالالتهابات مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل، والنقرس، والحمى.
زيت الورد يدخل كعنصر رئيسي، في تحضير العديد من أدوية السعال الفعالة ، ويُعزِّز من القوّة الذاتيّة لجهاز المناعة. كما يُقوّي خلايا الجسم ، ويُساعد على مرونة عضلات الجسم.
زيت الورد له دور في إيقاف النزيف الداخليّ في الجسم ، وتخثير الدم ، إذ يُنقِّي الدم، ويُخلِّصُ البلازما فيه من الموادّ الضارّة، والسموم .
يُساعد في التحكُّم بمستوى الحموضة داخل المَعِدة؛ حيث إنّه يُساعد على إفراز العصارة الصفراويّة من المرارة، ممّا يمَنْع حدوث قُرحة المَعِدة.
وأخيرا ..
زيت الورد زيت آمن ، لكن لا يستخدم فمويا على الإطلاق ، يتم العلاج به إما موضعيا ، عن طريق الكمادات أو الدهن مباشرة ، أو عن طريق الاستنشاق ، لابد من استشارة الأخصائي قبل استعماله ، وحفظه بعيدا عن متناول أيدي الاطفال.