الميعاد الاسبوعى .. علنى يمهلنى المولى العزيز القدير ان ابث ما فى مكنون صدرى مما عاشرته و شاهدته ابان العمل الموكول الى سابقا .... ضابط شرطة .......
مازلنا بمدينة اسيوط .. العزيزة على قلبى .. و اجمل الايام قضيتها بها نوعا ما ....احد المراكز الشرطية ... العمل يسير برتابة يومية .. كنت فى مرحلة الخطبة .. لسة كتكوت بنجمتين و خاطب .. و فرحان بالدبلة فى ايدى اليمين .. و يا لهفتى الحمقاء على نقلها لاصبعى الشمال .... احد مشايخ الحصص حضر للابلاغ عن واقعة تعدى على ارضه .. من اقاربه .. اولاد عمومته .. الامر هين .. نجيب الطرفين و نقعد و نحل الموضوع .. لكن هيهات تمسك كل منهما برايه .. و تشبث به نهائيا .. ايه يا جماعة انتم اهل .. ما فيش فايدة .. انتم اولاد عمومة .. مافيش فايدة .. طيب نعمل محضر بقى و نعرضه على النيابة .. و هى ( اى النيابة ) و شانها فى اتخاذ القرار لصالح صاحب الحق .... شيخ الحصة معلوم عنه ( على حد سمعى من مرؤسيى ( الخفر و الجنود بنقطة بلده ) راجل تمام التمام ... لم اعى ماهية تمام التمام ؟؟؟ .... لسه زى ما قلت كتكوت .. ماعرفش قوى فى الشغل.. عرض الطرفان على النيابة .. و قررت صرف الاطراف من سراى النيابة .. و اصدرت عدة قرارات .. من اهمها .. تطلب تحريات المباحث عن الواقعة ..!! ؟؟ ........
و دخل الى قلبى خوف شديد .. ده ياواد اول محضر تحريات فى حياتك .. حاتعمل فيه ايه ؟؟؟ بدات بجمع التحريات بنفسى .. مما اوغر صدور البعض .. ايه يا باشا .. ابعت مخبر يجيبلك لبن العصفور .. ولا عسكرى النقطة يخلصلك الحكاية ... يومان اتناوب التفكير بين ضميرى المهنى .. و سرعة اجراء التحريات .. ( الباشا الجديد 100% خلص التحريات فى يومين ) ...توجهت الى نقطة شرطة البلدة ... تقابلت و انا فى طريقى لها بالمصادفة الربانية وحدها ... بشاب فى العقد الثانى من العمر .. يسير على ريشة المصرف الخاص بالقرية .. ( يعنى الطريق الترابى بجوار الترعة الخاصة بالقرية )..به عاهة مستديمة من شلل الاطفال بقدمه اليمنى ... شاور للسيارة .. المجند قالى .. معلش ياباشا ما يعرفش سيادتك ؟؟؟ .... يعنى ايه .. اقف يا ابنى .. اقف الان و فورا ... نزلت من السيارة .. و تلاقت عينانا .. و قلت له .. انت بتشاور للعربية عاوز حاجة ؟؟؟.......
تلعثم لما شاهد السائق يشير اليه على كتفيه ... ( بمعنى ده ضابط ياولة ) ... قالى معلش انا اسف .. اصلى كنت تعبان من المشوار و عمى رفض يبعت لى الحمارة بتاعته مع الخفيرو انا راجع من المعهد الازهرى .. و المسافة طويلة .. و انا زى ما سيادتك شايف .. يعنى مابقدرش امشى كتير .... قررت له اركب لانى رايح الى النقطة .. و اجلسته بجوارى و بجوار السائق .. شكرنى بعفوية .. و مضينا ثلاثتنا الى النقطة ... عشرة دقائق تفصلنا عن النقطة .. بس برضه مسافة كبيرة .. المهم وصلنا الى النقطة و طلبت منه ان استضيفه و لو لمده خمسة دقائق .. ازاى مانعملش الواجب انت عايز الصعايدة يقولوا الاسكندرانيه بخلا و الا ايه ؟؟؟؟ ابتسم و قرر .. انت فى بلدنا يا باشا .. و نعمل احنا معاك الواجب كله ... احسست بالصدق .. باللامتنان لجميل اعتقده هو كبير .. و هو فى الحقيقة ليس بكبير نهائيا .. تجاذبنا اطراف الحديث .. حتى ينتهى عمل الشاى .........
و يتبين انه يمت بصلة قرابة وثيقة ... بشيخ الحصة الذى انا قادم بخصوصه .. و ان والده هو الطرف المضار من واقعة العرض على النيابة .... و كلمة جرت الثانية .......
و معلومة بعدها معلومة .. بكل سلاسة و براءة غريبة .. ووصل الامر الى انه قرر لى ان والده خائفا من تقديم مستنداته الدالة على اثم البيه شيخ الحصة .. مستغلا نفوذه القوى و مركزه المعروف بدائرة المركز كلها .. و علاقاته بالضباط .. و المخبرين .. و حتى وصل لمساعدين مدير الامن...له اراضى زراعية .. و خضروات و فواكه و غيرها من الاسبته التى ترسل للمجاملات فى المناسبات و حتى بدون مناسبات ؟؟؟؟؟ ..... و الحدق يفهم ؟؟؟؟؟ المهم...اقسم على كتاب الله الذى كان يحمله ضمن كتبه الازهرية ان معلوماته صحيحة .... تبلورت الفكرة فى عقلى .. مرة واحدة .. احسست بطاقة من النور تنفتح امامى .. هل يمكننى ان انصف مظلوما ضد ظالما مسنودا و ذو نفوذ و علاقات فوق القوية مع قيادات .. الواحد منهم يودينى ورا الشمس ... قلت له تعرف تروح تجيبلى والدك و المستندات اشوفها .. قالى بجد .. فرديت بنعم و على وجه السرعة ........
ارسلته بسيارتى الشرطية ... تعجب السائق ؟؟؟ اخذه ياباشا اوصله ؟؟؟؟ ايوه و استناه و هاته هوه و ابوه معاك تانى .... مرت الخمسة عشرة دقيقة التالية .. كانها دهرا ...
ماذا لو تصادف و تقابلوا مع المدعو/ شيخ الحصة .. ؟؟؟؟ المهم خيب ظنى بامر الله تعالى .... حضر الوالد و معه المستندات ... طالعتها ... له حق كبير ... و المدعو ابن عمومته / شيخ الحصة جائر على حقه .. ماقدمتش مستنداتك فى النيابة ليه ؟؟؟ لم يرد !!! انت خائف منه !!! لم يرد !!! ممكن اخذ المستندات دى و اصورها و ارجعها ليك تانى .. هنا رد يقوة .. ياريت ربنا يباركلى فيك .. دى ارض يتامى و انا مسئول عنهم .. منه لله فلان الفلانى .....مرت ساعتين تقريبا .. و تم التصوير باسيوط و اعادة المستندات لمالكها الاصلى .. و تم عمل التحريات بخط يدى و لم اخطر اى من رئاستى بها .... و تم العرض على النيابة .... و كان القرار المدوى .... نامر بضبط و احضار المدعو / فلان الفلانى .. فى حينه و العرض علينا فور الضبط .. استفسرت من السيد وكيل النيابة .. ليه ضبط و احضار ما القضية تخش المحكمة و يتحدد لها جلسة .......
كما هو المعتاد و القضاء و شانه .. فابتسم و قرر معلش ياباشا لما تجيبه حاتعرف ... !!! مر يوم و فى صباح اليوم التالى تم تنفيذ امر النيابة .. و كان يوم اسود ........
ايه يامحمود باشا هوه اوامر النيابة تتنفذ من غير ما تخطرنا و الا ايه ... ؟؟؟؟ طبعا قيادات مستفيدة و غير صالحة نهائيا ... !!!! و يتبين ان المتهم المذكور قام بالتزوير فى محررات رسمية بالبيع مع عدم وجود اصول لهذه المحررات و نسبها لجهات حكومية و غيرها كثير ....و القرار الاخر .. يحبس المذكور لمده اربعه ايام و يراعى له التجديد فى الميعاد القانونى .. و تجدد حبسه خمسة عشرة يوما .. ثم استكملهم الى خمسة و اربعون يوما ....فتم ايقافه من منصبه ( شيخ بلد معين ) .. و اصبح متهما ..... و تدور الايام اكثر من عام تقريبا .. و يصدر الحكم فى القضية ( جناية تزوير ) بالحبس 7 سنوات مع الشغل و النفاذ .. و ترد الحقوق الى اصحابها ....ياه يالها من فرحة عندما تجد ان الله اعانك على اعلاء كلمته بين الناس ....فعلا المثل بيقول امشى عدل يحتار عدوك فيك ......ما ضاع حق ورائه مطالب ابدا .... مجرد توصيلة بالمصادفة غيرت مجرى حياتى الوظيفية فى بدايه العمل بالمباحث .. ثناء من الزملاء ( المحترمين ) و بغض من ( المستفيدين ) و ما اكثرهم ايامها جدا ..... اطلت و لكننى استرحت من داخلى ..... علنى ما اكون قد اشعرتكم بالملل .. او التافف .. او الضجر .. و لكنها قصة حقيقية من الواقع و الحياة .........
و خير الختام ذكر النبى عليه الصلاة و السلام ******