هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. لا شيء إلا العدس ...!!

عدس أسمر ..!!


كل ما تبغيه هو العدس ..


حملت حافظة نقودها ويممت وجهها شطر البقالة القريبة ..


تريد عدساً أسمر .. لا شيئاً آخر ..،

لم تطلب أرطالاً من اللحم ولا سبائك ذهبية ..،

لم يغريها ثوب أنيق تختال به عارضة بلاستيكية تقف في إغواء ب"فاترينة " زجاجية لأحد المحال

لم تتطلع للزواج بأحد الأثرياء ممن يملكون فيلا فارهة بالساحل الشمالي

لا شيء إلا العدس ...!


نظر إليها البائع ثم قال : " ولكن العدس غالٍ يا صغيرتي .. 25 جنيها هو ثمن ربع كيلو جرام منه "


سقط فكها السفلي دهشة بينما تسارع عقلها يحسب الجنيهات القليلة الباقية في حافظة نقودها ..،


25جنيها ثمن ربع كيلو عدس ؟؟ هل يسخر منها البائع أم أن أذناها سمعتا الرقم خطأ ؟؟


أخرجت من حافظة نقودها بضع جنيهات وطلبت من البائع أن يزن بقدرها ..، فأعطاها قرطاساً يحوي بعضاً منه ..،


في الطريق إلى بيتها راودها ذلك الإحساس بالغباء والسذاجة .. هل تم النصب عليها ؟؟ لماذا لم تجادل البائع في ثمن العدس؟؟ ..


وجدت بقالة أخرى سألت البائع فيها عن ثمن العدس .. فأجابها بأنه 25 جنيها


إذاً لم يكذب البائع الأول ..، !

"لماذا يزداد ثمن ما نطلبه وإن كان بسيطا ..، لولا حاجتنا إليه أكان ليكون بذات السعر ؟؟"


فتحت حافظة نقودها .. فوجدت 50 جنيها واطمأنت أن ما معها يكفي لشراء ما تطلب .. فنقدت البائع الثمن ووقفت تنتظر المقابل ..


عبأ لها كيساً كبيراً وأعطاها إياه ..


إنه عدس أصفر اللون !


لم تطلب عدساً أصفر تريده أسمر ..، !! لكنها لن ترده خائباً بعدما تعب في تعبئته ستأخذه وترضى

يوماً ما .. قد ينفع !!


~~~~~~~~



على ناصية الشارع يجتمع عدد من الكلاب .. شكل الكلاب غريب جداً إن لها فك طويل رفيع وأنياب بارزة خارج الشدقين


ذئـــــاب ؟؟!!


رباه ..! ما الذي أتي بالذئاب على ناصية شارعها .. والأهم أنه ما من طريق آخر تمر منه ..، ستحاول العبور في هدوء وتأمل من الله ألا يلحظ خوفها أي منهم


تقترب .. تتظاهر باللا مبالاه .. تسمع خفقات قلب يكاد ينخلع من بين الضلوع


تتجاوزهم بخطوات .. ثم تلتفت لتلقي نظرة


ما هذا ؟؟


كلب أسود أشعث الشعر أحمر العينيين يراقب خطواتها بدقة حتى إذا ما تلاقت عيناهما هرول تجاهها!!!


تصرخ .. تركض .. تتعثر .. تنهض رغم الألم ..

إلى أين المفر ؟؟


عدد من المارة وقفوا يرقبون المشهد في إستمتاع .. بل إن بعضهم أخرج جواله ليصور لحظة إلتهامها في حماس !


تجد بيتاً ذا باب معدني القضبان .. ليس هناك غيره ستدخل لتحتمي به .. تغلق الباب بكثيرٍ من العسر


تصل قافلة الكلاب والذئاب المختلطة أسفل قدميها خارج الباب .. ثم يشرع بعضهم في تحطيم القضبان


تصرخ وتبكي .. تبكي وتصرخ ..


يزيد صراخها المارة إستمتاعاً وحشياً ..كما لو كانت إحدى مباراة مصارعة الثيران ...، ينتظرون في شبق لحظة إقتحام الذئاب لافتراسها


تتحطم القضبان واحداً بعد الآخر تحت ضربات الذئاب ..


تشكلت فجوة كافية لدخولهم إليها ..


لكنــهم .. لم يدخلوا !! ..

كأن كل ما كانوا يبغونه هو إثبات أنها ليست بالقوة التي تدعيها وأن في إمكانهم الوصول إليها متى أرادوا ولم يمنعهم عنها إلا أنهم فقط لم يريدوا أذاها وربما لإنشغالهم بأمور أهم منها !


تختفي الذئاب .. وتفتح الباب لتخرج مهلهلة الثياب والشعر والكرامة ..!!


تحث الخطى نحو البيت .تسمع همهمات المارة الخبيثة ونظرات التشفي ..


إن أحداً لن يصدق أن الذئاب تركتها سليمة !.


الهمهمات تعلو كالأحجار التي هم بنو إسرائيل برشق المرأة بها لولا حكم المسيح


من أين لها بالمسيح الآن ؟؟

~~~~~~~~


تصعد بضع سلمات ثم تتذكر ..


لقد ضاع منها العدس وحافظة النقود !


كيف ستعود لأمها بعد طول غياب خاوية الوفاض؟؟ وبهذا المظهر الذي يشي بكارثة ؟؟


جلست تبكي على سلم الدار ..


رجل من جيرانها يقترب منها ومعه إبنته الصغرى في مثل سنها ..


تميز في يد الفتاة حافظة نقودها .. فتلتقطها في لهفة ..


تربت عليها الفتاة وأباها ويعرضا عليها إيصالها إلى أي مكان تبغيه بسيارتهما


أريد أن أشتري عدس .. لا شيء سوى العدس .. "


إلى بقالة قريبة تصل السيارة وتنزل الفتاة فتشتري قرطاساً آخر من العدس الأسمر


ليس بجودة اللآخر الضائع .. ولكنه عدس أيضاً


تعود لوالدتها التي كادت تنهي طهو الغداء .. فتسلمها قرطاس الغنيمة التي تعذبت كثيرا من أجلها

شيء من الرضا يلوح في محياها .. بعد هم طال !

~~~~~~~~









لا شيء إلا العدس ..

أحلامنا بسيطة ..ولكن المجتمع يغلي علينا ثمن كل بسيط ...كأنما نطلب فوق حقوقنا حقوقا ًأخرى !!



كأنما ليس من حقنا أن ننال ما نتمناه ولو كانت أحلاما متواضعه !!


ما سبق كان حلماً رأيته ذات ليلة وأفقت على إثره مجهدة بشده ..

سألت فيه الأخ الصديق "
ملاكي الحارس" فقام بتفسيره كالعادة ببراعة فائقة ..،

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1479 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع