آخر الموثقات

  • شيرين وحسام .. علاقة إبداع
  •  العدل ليس مزاجًا ولا انتقائية
  • فؤادة… وعتريس... شيء من العقل
  • أمل مصحوب بالخبل
  • هل يمكن أن نجد أنفسنا في إنسان آخر؟
  • لو يرجع بينا الزمان
  • في عينيك حييت 
  • لِماذا رحلتَ؟
  • المنيو.. لو سمحت 
  • حين تكون العلاقات جرحًا.. وبلسمًا في الوقت نفسه
  • صورنا الرائعة
  • أنثى الغيم
  • مقعد فارغ
  •  حرية الإنسان بين سطوة الخوارزميات ووهم المتعة
  • فلسفة المودة والرحمة - انزع فتيل أعصابك - 
  • لم يكن عنك فقط
  • الرياضيات… عشقٌ لا ينطفئ
  • حرب السودان ...معركة بلا طاولة تفاوض
  • ناس مرهقة
  • المجانون
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. صبر أيوب (قصة قصيرة)
توهجت قطع الخشب المشتعلة التي يحركها الحاج(شناوي)بيده العارية وهو يتهيأ لإعداد كوب شاي صعيدي على الفحم، ثم ابتسم وهز رأسه وهتف بصوت أكله الدخان:
_ دكتور أشرف.
اقترب منه شابا في أوائل العشرينات يرتدى نظارة طبية، وهو يقول في هدوء:
_كيف الحال يا حاج شناوي؟ أراك تعد كوبا من الشاي.
ابتسم الحاج شناوي ليكشف عن أسنان أكلها الدخان وتمتم فى ترحاب:
_سأعد لك كوبا، وسأجعله قاهريا وليس صعيديا لأجلك.
جلس د.أشرف على دكة خشبية، وقال في ملل:
_تلك الوحدة الصحية أمرها غريب، ليس بها معدات طبية أوأطباء أو ممرضات، لا يوجد غيري وبعض أدوات الإسعاف، حتى فرد الأمن ....
صمت في إحراج، فأكمل الحاج شناوي:
_حتى فرد الأمن مجرد عجوز مثلي، لم يمرعليك سوى بضعة أيام وشعرت بالملل!
_أنا من أوائل دفعتي وبالفعل كنت فى مستشفى كبير حتى حدث صدام بيني وبين أحد الأطباء أصحاب النفوذ فتم إرسالي إلى هنا، في قلب الصعيد.
_اصبر، سيأتي الفرج ما دمت على حق ومع الله، وإن طال الوقت يا ولدي سيعوضك الله في الدنيا وفي الآخرة أو في واحدة منهما، وعوض الآخرة أفضل وأبقى، وجودك هنا من الممكن أن يكون رسالة أو لهدف خلقك الله له، هل سمعت عن قصة الحاجة (أم أحمد)؟
ودون أن يجيب د.أشرف تنهد الحاج شناوي وبدأ يحكي وهوينظر في السماء..
****************************
لم تبك الحاجة (أم أحمد) عندما طعنها الخبر فى قلبها، نزف في هدوء، وصبرت واحتسبت.
كان وليدها الوحيد، أتي بعد عشرة أعوام كاملة من الانتظار، احتضنته في قوة وألقمته ثديها،ثم سمعت صوت صراخ تخبرها برحيل زوجها بعد لحظات من ولادتها.
سالت دموعها على صغيرها وخشيت أن يتعكر صفو لبنها، فتمتمت ألف مرة(إنا لله وإنا إليه راجعون).
وهبت حياتها بأكملها لوليدها (أحمد)، كانت تبيع قطع الجبن وبعض الفطائر فى أول قريتها،على امتداد محطة القطار وهى تحتضنه فى قوة وتخفيه عن شرور الدنيا.
كان ينمو أمامها وهى ترعاه فى صبر، ألحقته مدرسة إبتدائية واقتطعت من قوتها لتوفر له كل ما تميل نفسه له.
كان الزمن يقتطع من روحها وعافيتها وهى تقاومه فى استماتة، تدرك أن رسالتها هى (أحمد)، ولن تسمح بأن تخذله أبدا كما خذلها كل من حولها وتركوها مصيدة للزمن مع وليدها، تعلم أنه وحيدها وهو فعلا وحيد بدونها، لن تترك الزمن ينهش فى سهولة جسدها .هكذا قررت.
كانت تراه ينمو كزهرة ترويها من عرقها وروحها، حتى أصبح فى المرحلة الإعدادية، بدأ يساعدها في حمل بضاعتها ويبيع معها وهى تلومه على إهماله لدراسته فقد أحست ميله للحاج (عطا)صاحب دكان العطارة، وقد استهواه ذلك العالم وأصنافه ودروبه وتراكيبه.
كانت توجه عتابها للحاج (عطا)على احتضانه لأحمد في دكانه:
_سيهمل دراسته وسيلازمك يا حاج.أحمد أحب العطارة وبحرها الواسع قد سحبه من دراسته.
كان يضحك في قوة ويقول:
_لا تخشي شيئا سيكون موفقا في حياته إن شاء الله.
ولكن أحمد فعلا التحق بمدرسة الصنائع ولم يلتحق بالثانوية العامة، بكت (أم أحمد) كثيرا، كانت تتمنى أن يحصل على شهادة عليا حتى لو كلفها الأمر مزيدا من الألم.
يوما بعد يوم تدرك ما فعله وحيدها؛ لقد أهمل دراسته واتجه لمحل العطارة ليساعدها ويحمل الهم فوق كتفيه، أهمل دراسته عمدا لينفق على البيت بعد أن رآها وقد انحنى ظهرها وحفرت التجاعيد آثارا فى كل جسدها.
_لقد فعلت ذلك لراحتك يا أمي، كيف ألمحك بتلك الصورة وأقف عاجزا؟
_دراستك كانت مهمة يا ولدي.
_لا يوجد أهم منك يا أمي.
جدال دار بينهما انتهى بحضن دافىء، وبكاء حار، وبالفعل بدأ أحمد يحصل على دخل يكاد يكفي طعامهما ..ومرت الأيام بنمط رتيب بطىء حتى ذلك اليوم..
كانت كالعادة تبيع الفطائرعند محطة القطارثم شعرت بقبضة من حديد تعتصر قلبها وهى ترى هرجا ومرجا وحركة غير طبيعية فى المكان، فأوقفت فتاة صغيرة وسألتها:
_ماذا حدث يا بنيتي؟
_حدث انفجار عند قسم الشرطة و..
لم تسمع بقية الجملة، هرولت في سرعة لا تناسب كهولتها،وهى تردد فى فزع "ولدي..ولدي".
كان (أحمد) في قسم الشرطة لاستخراج بطاقته الشخصية الأولى، وكان قلبها ينزف مرة أخرى وصدرها يأبى التنفس وهى تتجه صوب الانفجار، حتى لمحته..
الحاج(عطا) يقف منهارا، دموعه تسيل بغزارة ويعض شفتيه فى ألم..
لمحها ،لم يهمس، ولكنها فهمت..
جلست على أقرب رصيف وهى تنظرإلى سيارات الإسعاف وهى تحمل المصابين و..أحمد..
بكل الوجع والمرارة والعجز نهضت، اقتربت منه وهو ملقى على محفة والدماء تسيل منه فى غزارة، وروحه قد غادرت في سلام..
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
هكذا رددت، وصبرت واحتسبت..انخلع قلبها وهى تنظر للسماء وكأنها تسأل:
"ابتلاءك يا الله قد تحملته، اجعلني مع ولدي فى الجنة، لقد مات شهيدا، وسأموت صابرة"
لم تكن متعلمة، لكنها استمعت إلى كثير من الشيوخ وعلمت أن الابتلاء ليس بالضرورة غضب من الله، قد يكون لمعرفة قوة الإيمان، وأنها ستجزى لصبرها، إن لم يكن فى الدنيا ففي الآخرة وكانت تريد الأخيرة وبشدة.
تمر الأعوام وهى صابرة على ما أصابها، حتى رآها الناس تجلس بجانب فطائرها تنظر إلى السماء وتبتسم وتمد يدها لتتناول عنقودا وهميا من العنب وتلتهمه في تلذذ وتهمس في حنان:
-ما ألذه يا أحمد!
ثم أسلمت الروح بعد أن تلفظت بالشهادة..
رحلت فى سلام حيث وحيدها..
************************
أحس د.أشرف برعشة باردة بعد انتهاء حاج شناوي من الحكي، وتمتم في خفوت:
_الحمد لله
لمح من بعيد امرأة تحمل طفل صغير وهى تهرول إلى الوحدة الصحية وتصرخ:
_النجدة.ابنى يتوجع.
أسرع إليها د.أشرف وحمل الطفل وقال:
_اطمئني.سيكون بخير.أنا هنا.
ثم تبادل مع الحاج شناوي نظرة ذات مغزى.
تمت
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
6↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑2الكاتبمدونة خالد العامري
8↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
9↑2الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑70الكاتبمدونة يوستينا الفي133
2↑41الكاتبمدونة هبة محمد204
3↑17الكاتبمدونة رهام معلا168
4↑14الكاتبمدونة آيات القاضي121
5↑13الكاتبمدونة هبة شعبان153
6↑12الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)149
7↑9الكاتبمدونة مي القاضي30
8↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد66
9↑9الكاتبمدونة رشا شمس الدين109
10↑9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود171
11↑9الكاتبمدونة طه عبد الوهاب174
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1094
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين419
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب343058
2الكاتبمدونة نهلة حمودة200341
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187565
4الكاتبمدونة زينب حمدي171420
5الكاتبمدونة اشرف الكرم136147
6الكاتبمدونة مني امين118144
7الكاتبمدونة سمير حماد 111097
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101457
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98493
10الكاتبمدونة مني العقدة97299

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
2الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
3الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
4الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
5الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
6الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
7الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
8الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
9الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
10الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28

المتواجدون حالياً

935 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع