آخر الموثقات

  • الرسول خبيرًا في الشؤون الإيرانية
  • إيران ومشاورات شرم الشيخ
  • وداعا د. عمرو دوارة
  • أدب المكاشفة
  • مابين كلماتي والمعاني..
  • توافق الطرفين..
  • الوشم الجزء ٩
  • الوشم الجزء ٨
  • الوشم الجزء ٧
  • الكلب ونوبل!
  • ما هي الهشاشة،،؟
  • بدلا من إضاعة أعمارهم
  • لماذا لا نهتم بالصياغة،،؟؟؟
  • إلى روحه: عمرو كريم
  • الصراخ على الطريقة الصامتة
  • نقاط بشرية
  • مرج النار والفراشة
  • جسدك سيتذكرني
  • كنت في بيروت
  • منتهى البؤس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د حنان طنطاوي
  5. لقاء ورحلة أثقل من رضوى (3)

 

هل ستطاوعني خطوتي هذه المرة وأقترب –حقا- منهما؟! فوّتُ على نفسي –واقعيًا- عشرات الاحتمالات للظّفر بدقيقة معهما، كانت مُمْكنة؛ في حفلات التوقيع، أو في كل تلك الندوات والأمسيات المكتظة بطلابهما ومحبيهما. تخونني خطوتي المتعثرة، المتجمدة، دائما، فهل يُؤّهلني موج الروح لاختراق الطبيعة الآن، ولإيصال صوتي لهما؟! 

 

-( هل يُشكّل الموتُ حاجزًا أم أنّه على النقيض، يُسقط حجابًا؟) (6) 

 

لم يكن سؤالها – الذي سمعته منها بعذوبة وترحيب- استفسارًا، بقدر ما كان تأملًا؛ يُقلّص خجلي، ويخلقُ لي براحًا؛ يستقبل حوارًا، قد يدور بيننا. لكنه أثار لديّ أيضًا شجونًا كثيرة، وتساؤلاتٍ أكثر. أردتُ أن أسألهما مثلا عن الموت، وعن مايكتبه تميمهما (7) بشأنه. عن الحداد والسواد، وكيف يُشعرني كل ذلك ومحبيهم بالقلق والوجع. احترت من أين أبدأ أسئلتي! هل أسأل عن الكتابة؟ أم عن الخوف؟ أم أنّ تجاوز الألم والفقد أوْلَى؟ هل يجوز لي أن أسأل عن الحب؟ أم أن الوطن هو الأبْدَى؟ أشعر أني تائهة، ظمآنة، في صحراء تُحرقني بصهدها، وبغبارها الملتهب -كامنًا كان أو هائجًا- تُصعّب عليّ رؤية الدليل بيقين! 

 

_(إن الصحراء والشمس في هذه الرواية هما المعبر الخطر والحتمي معا إلى رحابة الحياة) (8) 

 

قالت جملتها وهي تحرك نظرتها بين عينيّ وبين الأمام على امتداد الخطو في الرمال، وإلى الأعلى على ارتفاع الجبال. استعدتُ تفاؤلي بها، كما هو دومًا. هل تواتيني الجرأة، أخيرًا، فأعبّر عن شغفي بهم؟ وكيف عرفتهم، ثم أصبحت مولعةً بهم! أراهم، معًا؛ كعناق الحب والحُلم، أشعر بهم رضا الحياة، وإقبالها -علينا- منبسطة الساعدين؛ إبداعًا ونضالاً. ذلك الحُضن الرّحب، المُطَمئِن، الذي يضمنا في قلبه؛ ويجسد لنا الوطن حقيقةً.. تتجاوز كذب الحدود، وجمالاً.. يُؤرّقُ قُبح الأسلاك الشائكة. في حُضنهم؛ تفرّدت الكلمات صياغةً، وتماهت غايةً وخيالا. تفرّقت اللمسات مسافةً، وتوحدت بذلًا وشراكة، بل توهجت نبضًا وحرارة. في عناقهم قوةٌ؛ تربك استبداد الحاكم المتسلط بقراره الرسمي، وتكشف خوفه المُتلفّت في قراره النفسي. في عناقهم رواءٌ، وروافد للانتماء.. للقضية، للإنسانية؛ للقيمة في المُطلق؛ للوعي والفن، للعدل والحق، للكرامة والمقاومة، للجمال والحب.. للمحاولة دون قيدٍ أو حد.  

 

-( يخلط البعض بين ما هو "كلام حلو" وما هو شعر. الكلمات التي يغطيها العسل لا يبقى منها في النهاية إلا الدبق، "الشعر يا عمي مش كلام حلو". .. لكن الشعر الحقيقي هو تعميق المعنى لا غيابه) (9) 

 

سمعت ما قاله بصوته؛ صوت الأبوّة والحكمة واليقظة والإيقاظ. لكن صوتي لم يقوَ بعد على النهوض من مكمن الذهول حيث الأمنية المستحيلة.. واردة؟! لازلتُ صامتة، جامدة.. فكيف عرف إذًا ما يدور بخُلدِي؟! هل يسمع لهْجَ قلبي؟! ثم إني عندما أحاول وصف شعوري بهم، لا أنشد "الكلام الحلو"، بل أصبو لمعناهم، كي أعمّق معناي، وأستعين بنورهم -في قلبي- على التأمل وسط شظايا لا حصر لها من التفاصيل!    

 

(..لايزال معظمنا يشعر بإحساس الراكب أرجوحة في ملهىً عام، لولا أنها في منعطف تاريخي لم يسبق لنا أن مررنا به من قبل، وهو ما يزيد الإحساس بالارتفاع إلى أعلى نشوة وبهجة، ويزيد الإحساس بالارتطام بالأرض جزعًا وإحباطًا، هكذا هي منحنيات الثورة في مصر صعودًا وهبوطًا، لحظات من التأمل وسط شظايا لا حصر لها من التفاصيل، لا يدرك معناها بصورتها عن وعي، كمن كانت لديه قدرة استثنائية على التحليق في آفاق اللاوعي، هكذا هو حال المبدعين، فكيف إذن إذا التقى مبدعان حول هذا، ثم كلل هذا اللقاء، حب عابر للحدود، حب عابر للخوف، حب عابر لليأس)(10)! 

 

أذكر كيف نبضتُ لهذه الكلمات عندما قالها المذيع استهلالاً للحلقة التي اسضافتهما. سبق مقدمته هذه؛ مقطع مصور من حلقة سابقة في نفس البرنامج، حضر فيه الصوت مع الصورة؛ ألقًا ونورا.. يقول: 

 

(يا مصر وانتي لسه في البدايات 

 

بكرة اللي جاي أعظم من اللي فات

 

يا مصر قومي وبصي في المرايات 

 

كان كل واحد في الميدان جايب معاه مراية 

 

رافعها للسما 

 

أشكال وألوان كلها مرفوعة في العالي 

 

صبحت مراية واحدة بتلالي 

 

وبقت يا مصر الأرض صورة للسما 

 

لعبة بازل متكاثرة الأجزاء 

 

لما البشر يتجمعوا تبان السما عالأرض 

 

ولما البشر يتفرقوا تلقى السما بتنفض 

 

تبقى السما متوزعة جوة الشقق 

 

وتمر ليلة من التوجس والقلق 

 

و ننام ونصحى تاني يوم ترجع سما 

 

لما البشر يتجمعوا مع بعض 

 

يا مصر حقك تملكي بدل السما اتنين 

 

واحدة هدية و واحدة تانية صانعها مصريين 

 

يا مصر لو دققتي هتلاقي البراق 

 

بيجر عربية فواكه في الحواري الضيقة 

 

شوفي الصحابة والحواريين على القهوة بيتناقشوا بحرارة 

 

و السما على مد ايدهم مستشارة طيعة ورقيقة 

 

شوفي المساجد كانت تشاور عالسما 

 

صبحت تشاور عالبشر 

 

و تقول اهمّا يا سما بصي و شوفي 

 

و ابقي قولي لكل صوفي و هو طالعلك 

 

طريق المعرفة اتغير 

 

يوصل م السما للأرض 

 

لا يتوه ولا يحيُر 

 

و شوفي الخلق وسط الموت تقابله وهي بتهزر 

 

فيتلخبط و يتبعتر وسر الدنيا يتفسر 

 

و نعدلها و نوزنها 

 

بقول يا مصر قومي وبصي في المرايات 

 

في سما الولاد هما اللى عاملينها 

 

بيشوفوا بعض في وش بعض 

 

كأني أنا انت وهو أنا واحنا الكل 

 

احنا في مرايا بعض بنصبّح صباح الفل 

 

أفدي بروحي كل واحد في المرايا طل 

 

أفدي الشهيد اللي بيتبسم 

 

الفجر توب على قده متجسم 

 

و الله أعلم مين من الاتنين في صاحبه حل 

 

أفدي اللي سهران على الخيم في الطل 

 

وأفدي اللي واقف يشتغل فى الظل 

 

وأفدي اللي شايل للعناد إشارات 

 

يهدي التاريخ صوب الميدان لو ضل 

 

وأفدي اللي واقف هاري نفسه كلام 

 

وأفدي اللي يتّريق على الحكام 

 

وأفدي اللي رايح جاي ما بيتعبش 

 

وأفدي اللي جنبه حط فرشة ونام 

 

وأفدي طويل البال ما يتعصبش 

 

وأفدي المصاب اللي شوية و طاب 

 

وأفدي المصاب بهوى التراب وما طابش 

 

وأفدي اللي صاب البلطجي وما اتصابش 

 

وأفدي المقام العالي في التحرير 

 

دولة بلا أمرا وشعب أمير ) (11) 

 

انتقلت الكاميرا من الشاشة إلى الاستوديو ، ليبدأ مقدم "آخر كلام" بأوّل الكلام؛ قائلاً: (الشاعر العربي، الفلسطيني المصري، الإنسان؛ تميم البرغوثي، وقد اختص هذا البرنامج بأحدث قصائده قبل أسابيع قليلة. الليلة أتينا لكم بأمه وأبيه.)(10).. 

 

فانتبهت!... يُتبع

****************************************

 

(6)اقتباس من رواية "فرج" للأديبة رضوى عاشور.

(7) المقصود هو الشاعر تميم البرغوثي؛ ابن الأديبين الراحلين الباقيين رضوى عاشور ومريد البرغوثي. 

(8) اقتباس من حوار أُجرِي مع الشاعر مريد البرغوثي في موقع "الجزيرة نت" بعنوان: " دفن أوسلو تأخر كثيرًا". 

(9) اقتباس من دراسة في أعمال غسان كنفاني بعنوان: "الطريق إلى الخيمة الأخرى" كتبتها الأديبة رضوى عاشور، وكان هذا السطر في تحليلها لرواية "ما تبقى لكم" للأديب غسان كنفاني.

(10) مقدمة حلقة استضافت المبدعَين رضوى عاشور و مريد البرغوثي في برنامج "آخركلام"، تقديم الإعلامي يسري فودة 

(11) مقطع من قصيدة "يا شعب مصر" للشاعر تميم البرغوثي.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1107
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب707
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم592
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 409

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب356851
2الكاتبمدونة نهلة حمودة211376
3الكاتبمدونة ياسر سلمي194171
4الكاتبمدونة زينب حمدي177594
5الكاتبمدونة اشرف الكرم141600
6الكاتبمدونة مني امين119612
7الكاتبمدونة سمير حماد 114960
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي106108
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين104833
10الكاتبمدونة مني العقدة100355

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

884 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع