أخرجني المعيد من السكشن ... لاذهب مع الضابط الذي اقتادني الي مخزن بقسم التربية الرياضية ملئ بسترات " الكاراتيه البيضاء " .. ساىلا إياي أن ارتدي احداهن ممن تصلح لمقاسي !

سألته لماذا... فقال لي ... لأنني عندما تقدمت للكلية الفنية العسكرية ..قدمت شهادة اني العب الكاراتيه ... و الان الكلية تحتاجني ...

الكلية تحتاجني !! ... تحتاجني في ماذا ؟؟ ... فقال لي علي استحياء .. أن اليوم هو يوم بطولة الكليات العسكرية في الكاراتيه ... و اسمي مدرج في البطوله

بطوله مرة واحده .. و انا لم اتدرب اصلا منذ ثلاث سنوات علي الاقل ... و غارق في مسائل ال strenth of materials التي تعاني من تجاهلي الحاد ... !

السؤال الكبير ... كيف سأشارك في بطوله دون تدريب أو اي نوع من أنواع الاستعداد !! ..لم يكن له اجابة .. فكل ما هنالك ... أن البطولة التزام رياضي استيقظت الكلية لتجد نفسها ملتزمه بالمشاركة فيه ... و فقط

وصلت إلي صالة جهاز الرياضه العسكري ... المفروشه ببساط كبير مجهز لمباريات الكوميتيه ... و عرفت اني سأقابل لاعب الكلية الحربية ...

الكلية الحربية .. تختلف جذريا - في ايامي - عن الكلية الفنية العسكرية .. فبينما نحن غارقون في الكلية الفنية في الهندسة الوصفية و الميتاليرجي و الايروداينميك ... كان رياضيو الكلية الحربية يتدربون باحتراف...

تقدمت الي البساط ... و انا ارمق لاعب الكلية الحربية هذا .. الذي يرتدي حزاما أسودا فاقع سواده .. بينما حزامي ابيض يميل الي الاصفرار في خجل واضح ..

يا كابتن .. يا استاذ انت ... لو سمحت توقف عن الفطفطه ..و أجبني ... متي اخر مره تدربت فيها ؟ ... فأجابني لاعب الحربية ببساطه و هو لا يكل و لا يمل من الفطفطه ..بأنه كان في معسكر مغلق مع منتخب مصر بنادي الزهور لمدة شهر !!!

الله اكبر ... ما شاء الله ... معسكر .. و مغلق ..و منتخب ..!!! ..إذا هو يوم العلقة الساخنه و الهزيمه النكراء ...

أردت أن اقلل الخسائر ... فقلت له : اسمع يا بروسلي بيه.. انت فائز بالمباراة .. فاحرص أن تنهيها سريعا بالايبون ... لاني ورايا مسائل لم تحل قبل العلقه و بالتأكيد لن.تحل ابدا بعدها. ..

بدأت المباراة ... و بدأ لاعب الكلية الحربية متمكنا ... حصل علي الوزاري ( نصف نقطه) الاول بسهوله .. ثم توالي الوزاري تلو الآخر .. لصالحه طبعا و انا انتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه المعجنه سريعا ... ،

لاعب الكلية الحربية ... بعدما تأكد أنه يسير الي حسم المباراة لصالحه .. بدأ في الاستعراض ..و قام بحركة استعراضية معروفه في الكاراتيه اسمها ..توب مواشيجري .. و بسم الله ما شاء الله .. انقطعت الكهرباء ..و أظلمت الدنيا في وجهي .. و انقطع الارسال و الاستقبال .. و انتظرت قرارات الحكام لإنهاء هذه المباراة البشعه ... ...

تقدم نحوي حكم المباراة الرئيسي ..طالبا مني أن اخلع واقي الاسنان الذي ارتديه ،،، فإذا بالدماء تملؤ فمي ... نهض حكم اخر او ربما طبيب من علي طاوله الحكام ... و فحص فمي ... ثم تشاور مع حكم المباراة ... ثم فجأه أعلنوا قرارهم ... و هو آخر قرار كنت أتوقعه علي الاطلاق ... فقد أعلنوا فوزي بالمباراة . !!!!!!!!!!

لقد فزت علي فان دام الرهيب ... بالرغم من اني لم احصل منه علي اي نصف نقطه ... بسبب قانون اللعبه الذي يمنع إصابة المنافس !!!

اصيب لاعب الحربية بذهول و هو غير مصدق أنه هزم ... بينما تقدمت نحوه لاصافحه في ثقه ليس لها أي اساس .. تفضحها تأوهات جسمي المحطم ...

خرجت من البطوله أمام لاعب الدفاع الجوي ... لكني عدت الي كليتي بطلا متوجا بعدما اطحت بلاعب الكلية الحربية .. حيث كان مجرد الفوز علي الكلية الحربية في حد ذاته بطوله ... و تم المناداه علي اسمي في الطابور .. و صفق لي طلاب الكلية الفنية العسكرية بسنواتها الخمس ... و انا ابتسم لهم و اشكر الله أن أحدا منهم لم يشاهدني أثناء المباراة ..و كيف كانت كل عظمه من عظامي تكافح في معركة البقاء سليمه.. ..

تذكرت هذه الواقعه .. بمناسبة أنه في 17 اكتوبر الجاري مر 25 عاما بالضبط علي الانضمام الي الكلية الفنية العسكرية ..ضمن الدفعه 37 فنية عسكرية .. دفعة العلماء ... دفعة قاهر لاعب الحربية ،.