آخر الموثقات

  • الرسول خبيرًا في الشؤون الإيرانية
  • إيران ومشاورات شرم الشيخ
  • وداعا د. عمرو دوارة
  • أدب المكاشفة
  • مابين كلماتي والمعاني..
  • توافق الطرفين..
  • الوشم الجزء ٩
  • الوشم الجزء ٨
  • الوشم الجزء ٧
  • الكلب ونوبل!
  • ما هي الهشاشة،،؟
  • بدلا من إضاعة أعمارهم
  • لماذا لا نهتم بالصياغة،،؟؟؟
  • إلى روحه: عمرو كريم
  • الصراخ على الطريقة الصامتة
  • نقاط بشرية
  • مرج النار والفراشة
  • جسدك سيتذكرني
  • كنت في بيروت
  • منتهى البؤس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. شاشة هاتف نقال

 

كنت جالسة على مقعد في الحافلة التي كانت تسيرث تحت المطر الغزير ، 

و لاحت مني نظرات إلى موقع أقدام المسافرين على أرضية الحافلة والتي كانت مبللة بمياه سوداء أتت بها الأحذية من الخارج ،من الأسفلت .

بعدما انتهى تركيزي على ذلك ، وبعدما عدلت من جلستي ، تبادرت إلى ذهني فكرة مفاجئة : ( إلى أي مدى أن نعيش ليس شيئا ) .

كانت تلك الفكرة بسبب الأقدام ، أي أقدام المسافرين الذين لا يروا تلك الأوساخ بل تصدر عنهم .

وكانت تلك الفكرة وليدة الليل الذي بدأ يرخي سدوله على الكون ،

وبسبب ذلك الطفل الذي كان يصرخ في هذه المساحة الضيقة والحديدية كذلك بسبب توقف الحافلة لمدة غير قصيرة نتيجة الازدحام وادعاء شخص ما أن محفظته سرقت منه للتو وعلى متن هذه الحافلة ، 

أوساخ ، ليل ، صراخ وبكاء ، وسرقة ،

ورغم ذلك فإن كل المسافرين الآخرين ، الجالسون على مقاعدهم مثلي في هذه الحافلة ، كانوا هادئين جدا والكل ــ بعد أن نظر قليلا وأنصت لبرهة قصيرة للمشادة التي حصلت بين السائق وضحية السرقة والمتهم بها ـــ الكل عاد بسرعة وأغرق نفسه في شاشة هاتفه النقال بكل تعاسة وحزن .

لا ، كان وحده ذلك العجوز ذو العينين الصغيرتين البراقتين، يبتسم وكأنه ينظر إلى الموت وجها لوجه ،

تفحصت ملامحه بصورة سريعة ، فدارت بخلدي فكرة أوحى لي بها منظره ( ترى هل هو من ذلك النوع من البشر الذي يؤمن أنه يعيش وينسى فكرة أن الطريق هي الوسيلة للوصول إلى هدف ما أو نقطة معينة أو مكان ما في هذه الدنيا ؟

هل إنه قد وصل فهو يبتسم ؟

لذلك فهو ينظرإلى كل دقيقة من حياته التي مضت بهذاالهدوءوالسلام ؟

وفي محاولة لإقناع نفسي بفكرتي تابعت تحليلي لها ، مؤكدة على نفسي أنه يجب أن نقتنع وأن نسلم أن الحياة ليست بتلك السهولة وأن الأشياء تصبح أكثر ثقلا عند الصباح العاري وأنه يجب أن نكمل الطريق إلى نهايته وإلى أقصى حدود ما يجب أن نعيشه ، 

وكما لو أنني انتهيت من فكرتي الغريبة تلك ، فقد حولت نظري تجاه النافذة ، لكن لماذا عندما نظرت من زجاجها إلى الخارج واجهتني السماء بتجهمها وسواد كل تلك السحب التي لا تريد أن تنقطع عن البكاء على حالنا ؟.

ولماذا أحسست بهذه الرغبة الرهيبة أن اطلب من سائق الحافلة أن يتوقف وأنزل منها بأقصى سرعة وأسير راكضة على ذلك الأسفلت الممتد أمامي إلى ما لا نهاية ؟.

لكن ، الحمد لله صرخ ذلك الطفل صرخة قوية ، جعلت كل الموجودين يستفيقون ويخرجون أنوفهم من شاشات هواتفهم لينظروا إليه لمدة لم تتجاوز الثانية ، وليعودوا إليها ويغرقون فيها من جديد ، بينما تلك الصرخة حطمت رغبتي في الركض تلك وجعلتني أتوقف عن التنفس للحظة وكأنني سيغمى علي ، وأخذت أصارع لكي أتذكر التنفس من جديد كما تعودت أن يحصل معي في مثل هذا الموقف . 

ولما عدت ، طافت بذهني فكرة أخرى أكثر جدية وقد قمت بهز كتفي باستسلام متأكدة أن هذه هي قصتنا نحن الآدميون الذين يحاولون إيجاد سبب للعيش في عالم يصعب فيه التعايش .

لم يكن ذلك مهما جدا ، لأن هناك بعض الأوقات التي يتدمر ويندثر فيها كل شيء في حياتنا رغم أننا نكون قد بدأنا للتو في بناء جدراننا .

( ـــ لكن لماذا لا تصل هذه الحافلة أبدا ؟ ولماذا مازالت تسير دون توقف ؟)

نظرت أمامي في دهشة ، فلم أرى السائق في مقعده ، وجال بصري حولي في فزع ، لألاحظ برعب أن كل راكب من ركاب الحافلة قد غرق فعلا في شاشة هاتفه وقد خلت مقاعدهم منهم وفي كل مقعد كان هناك هاتف نقال برز منه وجه صاحبه مستغيثا وقد علت ملامحه تعابير هلع وخوف أصابتني بالرعب والفزع ،

سؤال رهيب استعمر ذهني : 

ــ ماذا يحصل لي ؟ كيف امتص كل هاتف صاحبه دون رحمة ؟ 

حاولت الوقوف وأنا أتشبث بمقعدي ، لكنني لم أتمكن من ذلك ، لأن ، الحافلة مالت إلى الجهة الأخرى مما جعلني أعود للجلوس مرتطمة بالمقعد في عنف .

هل فقد السائق السيطرة على الحافلة ولم يعد يتحكم بها ؟ 

وتذكرت أن هاتفه ابتلعه هو الآخر ،

حاولت الصراخ فلم أتمكن أيضا فصوتي توقف في حلقي لدرجة الألم ،

أسئلة كثيرة دون جواب ،

ـــ لماذا أشعر وكأنني مشلولة ؟ 

لماذا لم يأخذني هاتفي مثل جميع الركاب ؟ 

هل لأنني لم استعمله طول الطريق بينما كنت منشغلة بأفكاري الهوجاء وبالمسافرين ؟

ــ أين الشوارع والأضواء الباهتة تحت حبات المطر ؟ 

أين المقاهي وأنوارها الزرقاء والبنفسجية واتي تؤكد أن النهار مات .؟

وفجأة انحسر المطر الغزير كما أتى على حين غفلة ، ولكن الحافلة مازالت تسير بسرعة فائقة ولا شيء يجعلني أعرف وجهتها ، لا أكاد أرى شيئا على جانبي الطريق أو أمام الحافلة .

حاولت مرة أخرى أن أنهض من مقعدي لكن، 

ــ آه! أوووه ، 

رأسي ارتطم بشيء حديدي ، ولحد الآن لا أعرف إن كنت دخلت في غيبوبة وهل توقفت الحافلة أم مازالت تمخر عباب الطريق بصورة عشوائية مسعورة ، ودون سائق ..

ما أحسست به فعلا أنني غرقت في شاشة هاتفي النقال ووقعت في فخه فقط لأنني كنت أريد معرفة كم الساعة .

وإنني مازلت أتخبط هناك ولا أستطيع النجاة . 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1107
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب707
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم592
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 409

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب356859
2الكاتبمدونة نهلة حمودة211381
3الكاتبمدونة ياسر سلمي194177
4الكاتبمدونة زينب حمدي177594
5الكاتبمدونة اشرف الكرم141603
6الكاتبمدونة مني امين119612
7الكاتبمدونة سمير حماد 114962
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي106110
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين104835
10الكاتبمدونة مني العقدة100355

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

361 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع