السلام عليكم و رحمة الله

اكتب هذه المقاله ذات العنوان الانشائي :) في يوم عيد العمال ... كل عام و انتم بخير ... و التاريخ هنا مهم .. لأن الساحه السياسية الحرجه الآن يمكن تلخيصها في :

1- رغبة الاخوان في اقتناص حكومة
2- انتخابات رئاسيه مقبله ..
3- موقف مناهض لتوجهات الاخوان المسلمين من المجلس العسكري بشأن تشكيلهم للحكومة
4- رئيس البرلمان يعلق الجلسات احتجاجا علي الحكومه .... !!
5- شكوك الاخوان حول فرص فوز مرشهم الرئاسي د.محمد مرسي

هذه المقاله يا ساده ... لن تكون تعليقا علي ما يحدث ... بقدر ما هي شرح للقارئ الجميل ... الذي لم يعد يعرف اتجاه الشمال من الغرب !!

سأكتب هنا ماسوف يوحيه الوحي ...  ... و لك انت قارئي العزيز ان تتخذ القرار الداخلي في قرارة نفسك ... بعد ان تستوضح ما قد يبينه هذا المقال

ببساطه ...

الاخوان المسلمون ... بعد الثورة المصرية ... شكلوا حزبا سياسيا لممارسة السياسة "الطبيعيه" في اطار القانون ...

هذا تطور عظيم .. لو تعلمون

القيادة العسكرية المؤقته للبلاد ضمنت انتخابات حره و نزيهه لأول مرة في تاريخ المحروسه

حزب الاخوان "الحرية و العدالة " ... فاز بالانتخابات لما له من امكانات تنظيميه قويه ... و ماديه أقوي .... و خلفيه اسلاميه تدغدغ مشاعر العامة

جميل ..

الاخوان ... سيطروا بحزبهم علي المؤسسات التشريعيه .... مجلس الشعب ... و مجلس الشوري

من حقهم ... بما انهم فازوا ...

مرت الايام ... و مجلس الشعب يتحدث ...و يزعق .... دون تأثير علي الحكومة !!

لماذا ؟

لأن الدستور المصري ... و ما يحل محله الآن و هو الاعلان الدستوري ... يقول ان نظام الدولة رئاسي ... و ان الرئيس هو من يشكل الحكومة ...

طيب هل هذا النظام الحالي.... نظام مخترع مصريا ... او شاذ .... او لا يوجد مثله علي ارض الواقع ؟

الاجابة : لا .... لأن الولايات المتحده ... نظامها رئاسي ... و الرئيس هو من يشكل و يعين حكومته .... حتي و لو كانت الاغلبيه في الكونجرس لا تنتمي لحزب الرئيس !!

آه و الله ...

بالمناسبة ... في نفس توقيت كتابة هذا المقال ... الرئيس الامريكي .. اسمه اوباما ..... و هو ينتمي للحزب الديمقراطي ... و الاغلبيه في الكونجرس للحزب الجمهوري ... و رئيس الكونجرس من الحزب الجمهوري .. لكن الكونجرس لا يستطيع تعيين "ربع وزير" .. او فرضه علي الرئيس 

نعود لحزب الحرية و العدالة ...

الاخوان متمثلين في حزبهم .... شعروا ان شعبيتهم تتآكل .... لأنهم فعلا غير قادرين علي تحريك قشه من مكان الي آخر .... لأنهم سلطه تشريعيه و ليست تنفيذيه

و لكن ... الاخوان ممثلون في حزبهم ... هدفهم الحكم .. و السلطه .. و هو حلم لم يتحقق بعد

و بالمناسبه ... هو حلم مشروع تماما لأي قوي سياسيه او "ناشطه" ...

فجميع مرشحي الرئاسه لهم نفس الحلم ... و هو حلم السلطه ...

و ليس معني ان يكون حلمي هو السلطه ني افكر فقط في مصلحتي ... بل افكر ان احقق مصلحة البلاد وفقا لوجهة نظري و لكن "بيدي" لا بيد عمرو .. لأني لا اثق في عمرو "في تقديري" ... و لأن سحر السلطه يدفعني لأن لا اكون أنا "عمرو"
:)
هذا فقط .. توضيح منطقي فقط .... لأننا نتحدث عن كل من له احلام في السلطه علي كونه "طماع" ... و خائن و عميل .... رغم انه مطلب مشروع جدا .. و حق لكل مواطن
المهم ان يصل الي السلطه بطريق قانوني مشروع !!

نعود ادراجنا ....

الكواليس كانت تقول ان المجلس عسكري ربما يكون قد وعد الاخوان بتشكيل الحكومة .... في مقابل التخلي عن الحلم الرئاسي ... و الكواليس تقول ايضا ... ان الاخوان كانوا واثقين ان مرشحهم الرئاسي سيفوز ..... فلا مانع من وجود حكومة "شكلية" اسمها حكومة الجنزوري

الكواليس ... و ما أخبثها :) ... تقول ... ان الاخوان كانوا مطمئنين جدا لعملية وضع الدستور بواسطتهم ... لانهم ينوون ان يجعلوا نظام البلاد نظاما برلمانيا ... لا رئاسيا

دعوكم من الكواليس .. التي قد تصيب او قد تخطئ .. و لنتحدث كلاما عاما

هل تعرف يا عزيزي القارئ .. ما الفرق بين النظام الرئاسي و النظام البرلماني ؟

"أقولك انا" :)

النظام الرئاسي : الرئيس هو من يشكل الحكومه ... و هو مسؤول عنها ... و مجلس الشعب جهه تشريعيه .... تصدق علي القوانين ,,, و تراقب الميزانية و الاداء الحكومي ...
الرئيس في هذا النظام ينتخبه الشعب انتخابا مباشرا

النظام البرلماني : الحزب الفائز في الانتخابات هو من يشكل الحكومه بمفرده ... او يدخل في ائتلاف مع احزاب اخري لو نسبة تمثيله في مجلس الشعب لم تتعدي الخمسين في المئه
الرئيس في هذا النظام هو رئيس شرفي برتوكولي مثل اسرائيل و تركيا و المانيا ... و يعينه البرلمان و لا ينتخبه الشعب

طيب ... مصر حاليا ... علي اي نظام ... ؟ ............ الاجابة : نظام رئاسي

اذا هل يحق للاغلبيه البرلمانيه تشكيل الحكومة : الاجابة لا

اذا لماذا الضجه الاخوانيه ؟

لأنهم ينوون تحويل البلاد الي نظام برلماني .... عبر سيطرتهم علي وضع الدستور .... فيصبح رئيس الوزراء و الحكومه من "عندهم "

في هذه الحاله ... سيصبح الرئيس القادم شرفيا ... لا وزن له !!

طيب نفترض ان د.محمد مرسي ... مرشح الاخوان فاز في الانتخابات الرئاسيه ...

في هذه الحاله سيفضل الاخوان النظام الرئاسي ... لأن مرشحهم قد فاز .. ها ها ها ها :)

الحقيقه تقول ... ان الاخوان متخوفين جدا من ان شعبية مرشحهم محمد مرسي ليست بالشكل الكافي لكي تسعفه للفوز بالرئاسه ....

و قد تصبح المباراة النهائيه بين عمرو موسي و د.عبد المنعم ابو اللفتوح

و كلاهما ... علي اختلاف ايديلوجيته قد يعطي ظهره للاخوان ... بنسبه متفاوته طبعا ....

فيظل الاخوان محاصرين في مجلس شعبهم ..... الذي يبدو ان مخالبه التأثيريه علي الحكومة "مقصوفه" ....

لذا فالاخوان ... يخططون للآتي

الاطاحه بحكومة الجنزوري .. و تعيين حكومه اخوانيه
تحويل نظام البلاد الي نظام برلماني و ليس رئاسي .... فتستمر حكومتهم التي يضغطون علي القيادة العسكرية لتشكيلها بمعرفتهم الي الابد ...

و يصبح الرئيس القادم .... .. ايا كان اسمه ...

رئيسا ... شرفيا .... يحتسي الشاي .... في "بلكونة " القصر الرئاسي

طيب ... هل من حق الاخوان - قانونا - ذلك ؟

الحقيقه ... ليس من حقهم ؟

لماذا؟

لأن القانون و الدستور ليس في صفهم بأي شكل ... و الدستور الجديد لم يولد حتي الآن

اذا ما هو الذي هو حقهم ؟ .. حاليا

الحق الوحيد و المشروع لهم ... هو محاولة الفوز في انتخابات الرئاسه

عدا ذلك .... فهذا - في نظري - مناورات سياسيه ضيقه جدا و ضاره جدا جدا بالبلاد

طيب تسألني ... لماذا لا نتحول الي النظام البرلماني ... فتركيا و المانيا مثلا ... دول ناجحه جدا !!

سأضرب لكم مثلا في ضوء فهمي المتواضع للنفسيه المصريه التي تسيطر عليها ثقافة التخوين و العمالة ... ثم "القمص و الزعل " ...

نفترض مثلا ان حزب "الجوافه" فاز بـ 40 % في البرلمان

و حزب "البتنجان" فاز بـ 35 % في البرلمان

و الباقي احزاب أخري

من الفائز في الانتخابات الآن ؟

اكيد حزب "الجوافه"

طيب هل نسبته تسمح له بتشكيل حكومه ...؟

الاجابة ... لا .... لأنه لم يحصل علي 50 % من المقاعد (هذه قاعده قانونيه في معظم الانظمه البرلمانية و قد تختلف من نظام الي آخر)

ما الحل ؟

الحل ان يشكل حكومة ائتلافيه

ما معني حكومه ائتلافيه ؟

ان يتحد مع حزب البتنجان ليشكل حكومه

اذا سيضطر حزب الجوافه الي الدخول في مفاوضات شاقه مع حزب البتنجان لتشكيل حكومه

حزب الجوافه سيقول .... اريد وزارات الدفاع و الخارجيه و الداخليه لتكون لوزراء منتمين لحزب الجوافه ... بينما سيصر حزب البتنجان .... ان وزارة الداخليه و كذا الخارجيه يجب ان تكون بتنجانيه .... !!

و يدخلون في صراع طويل الامد

كم سيمتد .. يا تري ؟

لنفترض انها سنة من النقاشات العقيمه

.... في هذه الفتره .... الدوله ستكون بلا حكومه ... بلا وزراء .... و انما حكومة تسيير اعمال

نفترض مثلا .... ان ربنا انزل سكينته علي حزبي الجوافه و البتنجان .... و نجحا في التوصل الي اتفاق و تشكيل حكومة ... و الحمد لله

ثم بعد شهرين .... كان رئيس حزب البتنجان جالس مع رئيس حزب الجوافه .... و اثناء حوارهما البناء .... اصطدمت يد رئيس حزب الجوافة بيد رئيس حزب البتنجان فاندلقت "كوباية" الشاي علي رئيس حزب البتنجان .... الذي غضب جدا جدا ..... و "اتقمص" و اتخذ قرارا سريعا و قرر سحب وزراءه من الحكومه الائتلافيه

ما معني هذا ؟ ....

معني ذلك ان الحكومه ستسقط تلقائيا !!

و ليس امام حزب الجوافه سوي الدخول في مفاوضات شاقه جدا مرة اخري مع حزب البتنجان او احزاب اخري لتشكيل الحكومة ... او الدعوه لانتخابات تشريعيه مبكرة

في كل الحالات ....

البلاد ستظل مصابه بالشلل الرعاش لمدة طويلة

ربما تطلب مني مثالا .... حي علي فشل دول عربيه .... يحكمها النظام البرلماني

أقول لك انظر الي العراق و لبنان

لا تدوم لهم حكومه اكثرا من شهرين .. و ازمتهم السياسيه مستمرة علي طول الخط ...

بالمناسبة .... امريكا تحاول دائما الترويج للنظام البرلماني في العالم العربي ... لأنها تعرف مساوؤه و انه نظام غير مستقر ... و خصوصا مع النفسيه العربيه المتقلبه

عزيزي القارئ

فلنرفع مستوي سذاجتنا معا ..... و دعونا ان لا نصدق "أوي" ... ان غضب هذا الحزب من الحكومة الحاليه ... او من عينها... هو بسبب فشلها مع المواطن

و انما في حقيقة الامر الهدف .... هو هدف حزب البتنجان ..... و حزب الجوافه

تحياتي العطره

1/5/2012