هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  •  العدل ليس مزاجًا ولا انتقائية
  • فؤادة… وعتريس... شيء من العقل
  • أمل مصحوب بالخبل
  • هل يمكن أن نجد أنفسنا في إنسان آخر؟
  • لو يرجع بينا الزمان
  • في عينيك حييت 
  • لِماذا رحلتَ؟
  • المنيو.. لو سمحت 
  • حين تكون العلاقات جرحًا.. وبلسمًا في الوقت نفسه
  • صورنا الرائعة
  • أنثى الغيم
  • مقعد فارغ
  •  حرية الإنسان بين سطوة الخوارزميات ووهم المتعة
  • فلسفة المودة والرحمة - انزع فتيل أعصابك - 
  • لم يكن عنك فقط
  • الرياضيات… عشقٌ لا ينطفئ
  • حرب السودان ...معركة بلا طاولة تفاوض
  • ناس مرهقة
  • المجانون
  • تغييرات المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د. زينب ابو الفضل
  5. من روائع الفقه التراثي وإنسانيته فيما يتصل بقضايا المرأة (٤)
  • موضوع: عالي الجودة

 

قول الإمام أبي حنيفة والشافعي في القديم ، وابن حزم الظاهري بوجوب نفقة الزوجة على زوجها بعقد النكاح :

 

أقول :

هذا الرأي أعتبره من الكنوز المخفية في تراثنا ،شأن مالايحصى من الآراء ذات النزعة الإنسانية الفطرية تجاه المرأة ،

فالمشهور المعلن ، بل والمفتى به فقها وقضاء : أن نفقة الزوجة على زوجها إنما تجب بالدخول ، بل وينقل هذا الرأي على أنه هو قول عامة أهل العلم، ولامخالف له من الفقهاء لاقديما ولاحديثا ، في الوقت الذي حجب فيه الرأي الآنف ذكره عن الإمامين أبي حنيفة والشافعي في القديم ، وكذا المذهب الظاهري وإمامه ابن حزم ، بل وعد شاذا ومهجورا . 

 

-ومحل الخلاف بين الرأيين : أن هؤلاء الأئمة القائلين بوجوب النفقة بالعقد ، يرون أن المعقود عليها صارت زوجة بمجرد العقد ، حتى وإن مكثت في بيت أبيها لسنوات ، وعليه فتجب لها النفقة كالمدخول بها تماما ولافرق .

 

- أما أصحاب الرأي الآخر فيرون أن النفقة إنما تجب بتحقق الدخول ، ومايستلزمه ذلك من تسليم الزوجة نفسها للزوج واحتباسها لحقه في بيت الزوجية - يعني عدم خروجها منه إلا لحاجة وبإذن الزوج - قالوا : وعليه ، فتسقط نفقة الصغيرة التي لاتصلح لتمكين زوجها منها ، والمحبوسة ولو ظلما لفوات حق الاستمتاع للزوج .." 

 

-وشرط الاحتباس في منزل الزوجية هذا ، هو الشرط الأهم عند متأخري الحنفية لاستحقاق الزوجة للنفقة ، وعليه فكل مايحول دون احتباسها في منزل الزوجية لحق الزوج ، كاشتغالها بعمل يستلزم سفرها أو تغيبها بصفة متكررة ، فإنه يسقط النفقة عندهم .

 

-كما اشترط أصحاب هذا الرأي شرط الطاعة لاستحقاق الزوجة للنفقة ، فلا نفقة لناشز اتفاقا، على خلاف بينهم وتفصيل في حد النشوز المسقط للنفقة .

وهذا القول نسبه ابن قدامة إلى عامة أهل العلم وأضاف إليه سقوط حق (السكنى ) كذلك ، قال " فمتى امتنعت عن فراشه ، أو خرجت من منزلها دون إذنه ، أو امتنعت من الانتقال معه إلى مسكن مثلها ، أو من السفر معه ، فلا نفقة لها ولاسكنى ، في قول عامة أهل العلم " 

يراجع : المغني ١١/ ٢٨١، 

 

-كما نجد تشددا كبيرا من جانب هؤلاء الفقهاء -وهم يتحدثون عن مسوغات استحقاق الزوجة للنفقة -في مسألة خروجها من بيتها دون إذن الزوج ، قالوا : لايجوز ولو لضرورة قاهرة ، كموت أبيها مثلا مادام زوجها لم يأذن لها، فإن خرجت سقطت نفقتها ، مستندين في ذلك إلى حديث موضوع مكذوب ، مفاده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لزوجة سافر زوجها ، في أن تخرج من بيتها لتمريض أبيها الذي يسكن أسفلها في المنزل نفسه ، ثم لما مات استأذنته صلى الله عليه وسلم في أن تذهب لتوديعه فلم يأذن ، لكون زوجها غائبا ، ولم يأذن لها قبل سفره بالخروج طوال فترة غيبته . 

 

حقيقة ، منتهى القسوة والعنت والحرج ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم الذي هو بالمؤمنين رءوف رحيم ، أن يصدر عنه هذا الحكم تجاه امرأة تعاني مثل هذا الظرف الإنساني الحرج !!!

 

-وبالرجوع إلى الآيات التي تحدثت بشأن نفقة الزوجة ، نجدها تتحدث بلغة الوجوب والإلزام ، ودون تعليل صريح أو غير صريح بشيء مما علل به هؤلاء الفقهاء وجوب النفقة- تسليم نفسها للزوج ، والاحتباس لحقه ، والتزامها الطاعة - اللهم إلا حديثا بما يشبه الوصية بعدم التقتير على الزوجات ، ودون تحديد لمقدار أعلى ولاأدنى للنفقة .

نحو قوله تعالى قال " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله " 

وقوله تعالى " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " 

 

-فإذا يممنا وجهنا شطر السنة الصحيحة فإننا لانجد حديثا واحدا -يعتد به - يعلل نفقة الزوجة بهذه العلل الثلاث ،بل ولانجد كذلك حديثا واحدا يوجه الأزواج إلى حبس الزوجات في البيوت للخدمة والاستمتاع مقابل النفقة .

 

-بل إننا على العكس من ذلك ، نجده صلى الله عليه وسلم -وفي مقام بيان وتعليم - يتوجه إلى جماعة النساء يبصرهن بحقوقهن - يقول وفي وضوح شديد لايحتمل التعليل ولاالتأويل :

" قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن " هكذا دون تحديد لنوع الخروج أو وقته أو مدته أو نحو ذلك ،.

فكل ذلك متروك للفطرة والطباع السليمة ، وأيضا لطبيعة الاجتماع الإنساني والعلاقات داخل الأسرة والمجتمع ، ودون ضرر أو ضرار.

 

أي إن هذه المسألة تخضع للشأن الحياتي الاجتماعي الإنساني ، يدير الزوجان أمرها حسب مايريانه يصب في مصلحة البيت والأسرة والأبناء داخلها .

 

-ويمكن ببساطة الرد على من يعقدون هذه العلاقة التلازمية بين نفقة الزوجة وتلك العلل السابق ذكرها - التسليم - الاحتباس - الطاعة - ، فنقول لهم ، ولماذا إذن تجب النفقة للمعتدات من طلاق ، وهن لاتتحقق فيهن هذه العلل الثلاث؟

-هذا مما يجعلنا نقدر لأبي حنيفة والشافعي في القديم وابن حزم -ابن البيئة الاندلسية ذات الحضارة والظرف والرقي - قولهم بوجوب نفقة الزوجة بالعقد ، لاسيما وأن الناس في بيئتنا المصرية قد درجوا الآن على إجراء عقد الزواج ربما ليلة الزفاف أو قبلها بقليل ، تحاشيا لكثير من المشكلات ، فلا فاصل إذن بين إجراء العقد والدخول ، يستدعي إعلاء شأن هذا الرأي المفتى به على حساب الرأي الآخر واتهامه بالشذوذ .

 

-وفي توضيح لرأيه وانتصار يقول ابن حزم رحمه الله " ويجب على الرجل أن ينفق على زوجته من حين يعقد عليها ، دعا إلى البناء أو لم يدع ، مطيعة كانت أو ناشزة ، غنية أو فقيرة ، ذات أب كانت أو يتيمة ، بكرا كانت أم ثيبا، على قدر ماله …، لقوله تعالى " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" 

-ثم يتحامل تحاملا شديدا على غيره من الفقهاء الذين ربطوا بين النفقة وتلك العلل الثلاث الآنف ذكرها ، فيقول " وهذا قول لم يأت به قر آن ولاسنة ولاقول صاحب - أي : صحابي - ولاقياس ولارأي له وجه ، ولاشك في أن الله تعالى لو أراد استثناء الصغيرة - لكونها لاتصلح لتمكين زوجها منها - ومثلها الناشز ، لما أغفل ذلك حتى يبينه للناس ، حاش لله من ذلك …" 

يراجع : المحلى ٨٨/١٠ ط دار الآفاق الجديدة .

 

-ومحل مؤاخذتنا على من قال من الفقهاء بوجوب النفقة بالدخول ، ليس في قولهم هذا تحديدا ، فهذا هو اجتهادهم ومنتهى نظر عقولهم ، وإنما يتركز اعتراضنا في هذه العلل الثلاث التي عللوا بها لوجوب النفقة ، وهي التي لم يأت بها نص من قرآن ولاسنة صحيحة كما قال ابن حزم ، وإنما يعكس ثقافة عصرهم وبيئاتهم ، ووضعية المرأة في تلك البيئات الساذجة ليس إلا ، وقد غدا الآن غير مقبول ، بل وممجوج مع تطور حال المرأة في عصرنا ، ومن الخطأ البين شرعنته وإلباسه لباس الدين ، أو وصفه بالشرعي .

 

-إنه رأي فقهي لم يناسب عقل ولابيئة فقيه كابن حزم الظاهري ، وهي البيئة الأكثر تمدنا ورقيا في نظرتها للمرأة وقتذاك ، فهجره وخالفه ، بل وتحامل عليه وعلى من قاله ، وقد وجد في النص القرآني نفسه ماينجده ويدعم رأيه .

 

-كما نحمد لابن حزم تجافيه الحديث عما أسماه الفقهاء "الاحتباس لحق الزوج "مقابل النفقة ، وكأننا أمام دابة عليها أن تعمل بأكلها ، فإن حبست نفسها للخدمة والاستمتاع وجبت لها النفقة وإلا فلا .

 

-هذا ، وأنوه إلى أن إشادتي برأي من أوجبوا النفقة بالعقد ، لايعني أنني أرى أن الزوجة يجب لها بالعقد كل الحقوق وعلى رأسها النفقة ، ولا واجبات عليها تجاه هذا الزوج الذي كلف بالإنفاق عليها .

فهذا كلام لايمكن أن يستقيم فقها ولاشريعة ، إذ القاعدة التي أقيمت عليها العلاقات الإنسانية -كل العلاقات الإنسانية -في شريعتنا هي العدل والقسط والإحسان .

 

-أما الحياة الزوجية الخاصة، فالعلاقة فيها مؤسسة على تلك القاعدة المنصوص عليها نصا بقوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وقاعدة " وجعل بينكم مودة ورحمة " 

 

-وإذا كانت هذه القاعدة الأولى" ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف " تؤسس لمبدأ المساواة والتبادلية العادلة في الحقوق والواجبات ، فإن القاعدة الثانية " المودة والرحمة " تؤسس لمبدأ التسامح والتوسع غير المحدود في أن يتخلى كل طرف عن كثير من حقوقه عن حب وطواعية ، في سبيل إسعاد الطرف الآخر ، حتى لاتتحول الحياة الزوجية بينهما إلى معادلة حسابية ، قلما تستقيم أصلا في مجال العلاقات الإنسانية ، بل إنها كثيرا ماتفتح المجال للصدام والتنازع ، واتهام كل طرف للآخر بأنه يأخذ أكثر مما يعطي ، كل حسب تقديره لحقه مقابل حقوق الآخر .

 

فإعمال هذه القاعدة " المودة والرحمة " لامجال فيه مطلقا للأثرة والأنانية وحب الذات ، فضلا عن الرغبة في الاستخدام أو التملك أو نحو ذلك .

 

-كما أن من سنن الله الكونية في جميع العلاقات الإنسانية : أن كل حق مقابله واجب ، وعليه ، فلا يجب أن يوجد من يأخذ دائما ولامن يعطي دائما، وإذا حدث ووجد من هو كذلك ، اختلت قاعدة التعامل الإنساني ، وأصبحت قائمة على الظلم لاعلى العدل والقسط .

وحاشا شريعة الله العادلة ان تكون كذلك .

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
6↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑2الكاتبمدونة خالد العامري
8↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
9↑2الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑70الكاتبمدونة يوستينا الفي133
2↑41الكاتبمدونة هبة محمد204
3↑17الكاتبمدونة رهام معلا168
4↑14الكاتبمدونة آيات القاضي121
5↑13الكاتبمدونة هبة شعبان153
6↑12الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)149
7↑9الكاتبمدونة مي القاضي30
8↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد66
9↑9الكاتبمدونة رشا شمس الدين109
10↑9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود171
11↑9الكاتبمدونة طه عبد الوهاب174
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1094
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري509
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين419
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب343005
2الكاتبمدونة نهلة حمودة200298
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187536
4الكاتبمدونة زينب حمدي171411
5الكاتبمدونة اشرف الكرم136129
6الكاتبمدونة مني امين118141
7الكاتبمدونة سمير حماد 111075
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101446
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98476
10الكاتبمدونة مني العقدة97291

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
2الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
3الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
4الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
5الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
6الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
7الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
8الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
9الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
10الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28

المتواجدون حالياً

2821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع