نحن ضد أن نحفز الناس ضد بعضهم تحت مسمى : محاربة التنمر.
بشكل أوضح أقول : نحن ضد كل من يحاول أن يسخر من الآخر ، أو يستهزيء به ولو بالإشارة المفهمة ، ونقدر الكلمة الطيبة ودورها في رفع المعنويات وجبر الخواطر .
هذا كله كلام طيب…
ولكننا في الوقت نفسه ضد هذه الظاهرة التي اجتاحت حياتنا فجأة ، أعني ظاهرة التحفز ضد بعضنا ، وحمل الكلام على أسوأ محامله ، حتى بات أكثرنا يستنكر كل موقف توجيهي أو إرشادي ولو كان من الأهل أوالأقارب أوالمعلمين ، تشككا في النوايا ، وأنهم أبدا ماأرادوا التوجيه ، ولكن السخرية والهمز واللمز .
وهذا يعني أننا أصبحنا في مجتمع مريض في علاقاته الأسرية والإنسانية.
نعم حارب القرآن الكريم كل أشكال السخرية ولو بالهمز واللمز " ويل لكل همزة لمزة "
ولكن لاتجريم في شريعتنا دون قصد وباعث ، يعني : لابد من الاستيثاق من كون المتحدث لم يكن برئيا في مقصده ، حتى يمكن وصفه بالمتنمر .
وعلى كل حال، من شأن المسلم أن يكون عفيف اللسان مهذبا ، يتخير أطايب الكلام ، فالكلمة الطيبة صدقة ، وفي الوقت نفسه لابد من أن يكون المتلقي ذا نفس صافية ، يحمل الكلام على أفضل محامله ، وهذه من آيات صفاء الأنفس والقلوب.
فالقرآن الكريم الذي حارب الهمز واللمز والسخرية ، هو نفسه الذي دعانا إلى إحسان الظن بالناس ، والتماس المعذرة ، وحمل الأقوال والتصرفات على أفضل مايمكن حملها عليه " ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "