لَم أَسقُطْ مُصادفةً…
كانَ في السُّقوطِ شيءٌ يُشبِهُ الانعتاق،
وفي الهواءِ مَتسَعٌ لِوَجعي الَّذي لم يُقلْ.
تَركتُ خلفي كلَّ الذينَ انتظروا انكساري،
وتهَيَّأتُ للَّذينَ سيَعرفونَني حينَ أختفي.
هَذا الجسدُ المعلَّقُ بينَ احتمالاتِ الرِّياح،
لا يُريدُ أَرضًا،
ولا يُحسنُ التَّعلُّقَ بالسَّماء.
هو فقط…
يَبحثُ عن يَدٍ لا تُفكِّرُ في إنقاذِه،
بل تَفهمُ لماذا اختارَ أن يُفلتَ ذاته.
قَبل أن أَبلُغَ الأرض،
جاءَني الطَّائرُ الأبيضُ
كأنَّهُ رسولُ نَهايةٍ رَحيمة.
لم أَمدَّ يَدي،
لكنَّ عينيَّ بَكَتا عنهُ طويلاً،
كأنَّني أَعلمُ أنَّه آخرُ ما سيَمنحُني العالَمُ من معنى.
لا تُوقِظوني إن رأيتُم جسدي ساكنًا،
فالخَلاصُ قد يَأتي أحيانًا
على هيئةِ سُقوطٍ لا يُريدُ النَّجاة