كلما اختفى فنان من على الساحة الفنية أوجعني قلبي ووجدت نفسي أكتب له، لعل كلماتي تصل إليه في دار الحق.
وأجد نفسي أبتسم وأنا أتذكر شخصية إبراهيم نصرالله الله يرحمه في فيلم إكس لارج وهو يقوم بتأبين زملائه واحدا تلو الآخر، وينفعل قائلا "يا مدام كوثر يا مدام كوثر"
أحيانا لفرط الحزن نضحك وتنطلق الضحكة مختلطة بالدموع في مشهد إنساني معتاد.
وأزعم أن كل فنان له في قلبي وحياتي رصيد من الصداقة.
لطفي لبيب السفير الإسرائيلي اللزج هو نفسه لطفي لبيب المقاتل المصري الذي شارك بحرب 73 وانتصر، فيالها من مفارقة ذات مغزى عميق.
عم لطفي كان جنديا في الصفوف الاولى للجيش الثالث الميداني والتي لم تنته معركته في السادس من أكتوبر، بل استمرت حتى توقيع اتفاقية الفصل بين القوات عند الكيلو 101، بعد 130 يومًا من الحصار، حرم فيها الجنود من الطعام والماء والإمدادات.
عم لطفي كان يقول إن 90 % من زملائه استشهدوا ومازال يتذكرهم وجها وجها ولا يلقبهم إلا بالأبطال.
عاد عم لطفي من المعركة وقد ودع غالبية أصدقائه هناك وها هو يعود إليهم اليوم بعد تاريخ طويل من العطاء على الجبهة وفي الفن.
أتذكر أدواره القيمة التي جعلت للأدوار الثانوية قيمة تضاهي الادوار الاولى وتسحب البساط من تحت أقدام العمالقة.
عم لطفي لبيب بقامته ونحافته وملامحه الماكرة الطيبة .
كيف أنسى "شتراوس بالزنجبيل أحمدك يا رب" في فيلم "طير انت"
وكيف أنسى الأب عم هندي في "كده رضا" والسفارة في العمارة ووو.
عم لطفي لبيب الطيب الساخر الساحر العاشق لمصر،
أستودعك الله يا راجل يا طيب وإلى رحمات الله.