أَسْكَنْتَ فِي نَفْسِي ضِيَاءَكَ كُلَّهُ
حَتَّى غَدَا قَلْبِي لَهُ تَرْتِيبُ
أَرْنُو إِلَيْكَ، فَتَنْطَفِي أَيَّامُهَا
وَيَشِبُّ فِي جُرْحِي الهَوَى وَيَثُوبُ
أَنْتَ الَّذِي بَيْنَ العَدَمْ وَحَقِيقَتِي
نَفْسٌ تُصَلِّي فِي الضِّيَاعِ تُجِيبُ
إِنِّي إِذَا نَادَيْتُ نُورَكَ خَاشِعًا
سَقَطَتْ لَدَيْكَ حُجُبٌ وَقُلُوبُ
يا مَوْطِنَ الأَسْرَارِ فِيَّ، تَجَلَّ لِي
فَالعُمْرُ بَعْدَكَ لَيْلُهُ لا يَغِيبُ
يا مَوْطِنَ الأَسْرَارِ فِيَّ، تَجَلَّ لِي
فَالعُمْرُ بَعْدَكَ لَيْلُهُ لا يَغِيبُ
ماذا أُسَمِّي الوجدَ؟ إنَّكَ سِرُّهُ
وبِكَ التَّجَلِّي لِلكَوَانِ يُنِيبُ
فِي صَمْتِ نَفْسِي قَدْ سَمِعْتُ نِدَاءَكُمْ
يَسْرِي كَمَا يَسْرِي الدُّعَاءُ يُجِيبُ
سَكَنَتْ مَعَانِيكَ الحُشَاشَةَ كُلَّهَا
فَتَحَوَّلَتْ أَحْرُوفُهَا تَسْبِيحُ
ما عادَ فَصْلٌ بَيْنَ عَيْنِكَ وَالضِّيَا
فَكَأَنَّنِي فِي نُورِكَ المَسْكُوبُ
أَبْصَرْتُ فِيكَ جَمِيعَ وَجْهِي نَاشِئًا
وَغَدَوْتَ فِي سِرِّي الَّذِي لا يُتُوبُ
فَإِذَا نَهَضْتُ، نَهَضْتَ فِيَّ كَأَنَّنِي
رُوحَانِ فِي جَسَدٍ يَدُورُ وَيَذُوبُ
يا غَائِبًا أَدْنَى إِلَيَّ مِنَ الدُّجَى
مَا غَابَ عَنْ عَيْنِي، وَإِنْ تَغِيبُ
الحُبُّ دِينِي، والعِشَاقُ أُمَّتِي
وبِذِكْرِ وَجْدِكَ تَسْتَقِيمُ دُرُوبُ






































