لو لم تكوني،
لكان الهواءُ مجرّدَ ريحٍ تمرُّ ولا تسألُ النبضَ
لكان الصباحُ بلا طَعمِ قهوتكِ
والأملُ يتيمًا على عتبةِ الصوتِ
لو لم تكوني،
لما عرفَ القلبُ كيف يتهجّى اسمهُ
ولا اليدُ كيف تلوّحُ للغائبينَ
ولا الذاكرةُ كيف تربّي الحنينَ في حضنها كطفلٍ صغير
أراكِ،
حين يبتعدُ المعنى عن الكلماتِ
وحين يتألمُ الضوءُ في آخرِ الممرّاتِ
وحين أضيعُ…
تدلّينني
لا بكلماتٍ ولا بإشاراتٍ
بل بما لا يُقال
كنتِ تقولين:
“لا تُكْثرِ الأسئلة، فبعض الأجوبةِ وجعٌ”
“لا تنسَ اسمك، فإنك قد تحتاجهُ حين لا يبقى سواك”
أراكِ الآن،
وأنا أكتبُ هذا الغيابَ الثقيل
كأنكِ تسكنينَ بي…
لا كشجرةٍ
بل كجذرٍ لا يُرى
ويحملُني






































