النهاردة رجعت بيت بابا بعد ٢٥ سنة من جوازي، اتجوزت وسافرت مع جوزي، كنا بننزل زيارة كل سنة وبعد ما خلفت وولادي كبروا ودخلوا المدارس كنا أوقات بنغيب ٣ سنين بين كل زيارة والتانية بابا مات بعد جوازي بعشر سنين وللأسف محضرتش الجنازة بتاعته علشان الخبر جه فجأة، وبعدها ماما عاشت لوحدها في البيت بعد جواز أخويا الصغير واللي كان بحكم شغله بعيد عنها في محافظة تانية، اخويا اتحايل كتير عليها تروح تقعد معاه بس ماما كانت دايما ردها ( أنا مش هسيب بيتي واسيب ابوك وامشي) ماما فضلت عايشة بعد عشر سنين بتتعامل كأن بابا لسة موجود معاها، ماما تعبت فجأة وعرفنا ان عندها كانسر ووقتها كان لازم انزل واكون معاها، سيبت جوزي وولادي ونزلت ولادي كان عندهم حوالي ١٨ سنة وقتها كانوا في ثانوية عامة بس وجودي مع أمي كان اهم وقتها قعدت جنبها حوالي عشر شهور وبعدها ماما اتوفت وراحت لبابا وقتها على اد حزني على موت ماما بس كنت مبسوطة إني كنت جنبها، جوزي جاب الولاد ونزلوا حضروا الدفنة والجنازة، الحمدلله برغم سفري ولادي نجحوا ودخلوا الجامعة احمد حقق حلمه ودخل هندسة ومحمود درس إعلام لأن كان حلمه يبقى مذيع، بعد ايام العزا حجزتا وسافرنا، فضلت وقت طويل مش قادرة اتخطى حزني على أمي الوقت اللي قضيته معاها في مرضها قربنا من بعض اكتر وده صعب عليا فراقها اوووي، لكن الحقيقة ان ولادي كانوا دايما بيحاولوا يخرجوني من حالة الحزن اللي أنا فيهالكن اللي كنت حساه إن عبدالرحمن جوزي كان بعيد عني وعن البيت الفترة دي بس كنت دايما بحاول اديله عذره بشغله ومسؤولياته، ولادي خلصوا الجامعة واتخرجوا وبعدها فاجئوني بانهم بيحبوا وعاوزين يرتبطوا كنت أول مرة احس بالفرحة كدة بعد موت ماما، وبعدها اتقدمنا وعملنا فرح احمد ومحمود في يوم واحد وده كان أسعد يوم في حياتي بس كان ناقص وجود بابا وماما معايا، بعد جواز الولاد بدأت أحس بالفراغ والوحدة في غيابهم وعرفت ان وجودهم هو اللي كان مخليني مش مهتمه بغياب عبدالرحمن الدائم، حاولت اتكلم معاه كتير بس كانت حجته دايما الشغل والمسؤولية وخصوصا انه كان رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة هناك
كنت بحاول املا فراغي بالقراءة والأشغال اليدوية اللي بحبها لحد ما اتفاجئت بالفاجاة الكبيرة عبدالرحمن في فترة قعدتي مع ماما كان على علاقة بزميلته في الشغل ومش بس كدة ده اتجوزها وخلفوا بنت واللي سعت إني اعرف الموضوع ده كانت مراته التانية، لما واجهته أنكر في البداية لكن لما واجهته بصورة ورقة جوازهم وشهادة ميلاد بنته طبعا مأنكرش ولقيت نفسي بطلب الطلاق، لكن هو رفض، بعدها رفعت قضية واطلقت منه طبعا ولادي مكنوش عاوزين كدة لكن قصاد اصراري على الطلاق وقفوا جنبي لحد ما اطلقت رسمي وطلبوا مني بعدها اني اتنقل واعيش معاهم لكن انا رفضت مكنش ينفع اعيش بينهم في بيت كل واحد منهم شوية أنا محبش إحساس اني اكون تقيلة على حد، قولتلهم أنا هرجع مصر وهفتح بيت بابا واقعد فيه وهاخد معاش بابا واعيش منه، وفعلا نزلت مصر ويوم ما رجعت بيت بابا وانا واقفة ادام الباب وبفتحه مر قصاد عيني سنين حياتي اللي عيشتها مع جوزي واللي هو باعها بكل بساطة بحجة انت سبيتيني ورحتي قعدتي مع مامتك، كام شهر كانوا كفاية انه ينساني ويبدأ حياة جديدة، دخلت بيت بابا وانا مكررة اني مش هكون أمينة القديمة، الحقيقة أنا محستش في بيت بابا بالوحدة لأن ذكرياتي مع بابا وماما كانت دايما مونساني، قدمت على معاش بابا وصوفته هو كان كفاية إني اعيش عيشة كريمة لكن أنا قررت اني مش هستسلم واكمل حياتي كدة وقررت اني هعمل اكتر حاجه بحبها وهي الهاند ميد اشتغلت كروشيه ومكرمية وبدأت اعرض شغلي وبقى ليا براند بإسمي كروشيه ومكرمية أمينة ولما شغلي اتوسع قررت اخد جزء من شقة بابا عملتها ورشة وتعليم للبنات والستات وبقينا بنعمل معارض كمان وشغلنا بقى بيتصدر برة، وولادي منسونيش بينزلوا كل سنة اجازة هما واولادهم وزوجاتهم وبيبقى أسعد وقت بالنسبة لي وقت اجازتهم