نسيتك، فاعتزلتُ الكتابة، والعمل والسّعيَ خلفَ شيءٍ كنتَ أحبّهُ كثيراً، توقّفتُ عن السّيرِ في ذلك الطّريق، بدأتُ قصّةَ عشقٍ جديدةٍ مع اللّيلِ وطقوسهِ الباردة، اتّخدتُ من الحُزنِ والدّموعِ صديقاً لي، هَجَرَتني الابتساماتُ التي كانت تنبعُ من أعماقِ فؤادي، وهَجَرَني معهم المِدادُ ورائحةُ الورق، ولم تأبَه الكتُبُ أن تلمسَ يديّ التي عانقَتها لوقتٍ طويل، لم تعُد أنتَ صديقَ الدّرب، ولا شريكَ الحياة والمستقبل، أم ربّما لم يعُد هناكَ مستقبلٌ أساساً، رحلتَ وأخذتَ كلّ شيءٍ معكَ أيّها الأنانيّ، رغمَ أنّي تركتُ لكَ روحي وقلبي وجُلَّ أحلامي حتّى بعدَ رحيلي، فلم أجد منكَ كرماً إلّا القلق وقلّة الثّقة والآلام، أيُّ كَرَمٍ هذا؟
وبعد كلّ هذا، لقد نسيتك، ربّما البارِحة، أو ماقبلَ البارحة، أو لعلّني أكذِب.