بيقولك بقى بونابرت ألقى خطبة ناريه على جيشه قبل الإبحار إلى الإسكندرية..وعدهم فيها إن كل جندى حيرجع بفلوس ودهب وياقوت ومرجان و يشترى سته أفدنة من الأرض و يصبح سيدا وكدا....
الكتاب دا عندى بنفس النسخة اللى فى الصورة...بيحكى تفاصيل ذلك القلم العنيف الذى دوى على وجه دولة غطست فى العصور الوسطى..قلم شديد أوى نزل على وشنا و عرفنا احنا أد ايه ورا الدنيا كلها..الحملة الفرنسية قتلت ٢٠٪ من سكان مصر..لكن مع نهايتها ظهرت الهوية الوطنية المصرية و اتبلورت وبدأت الحركة القومية..
كريستوفر هيرولد مؤلف الكتاب هو مؤرخ حديث نسبيا..عاش فى بدايات القرن العشرين و زار مصر مرة و روايته للأحداث طريفه نسبيا..بيحكى من خلال خطابات ضباط وجنود الحملة و المراسلات الحربية انطباعات و احداث وتفاصيل مش موجوده في كتاب تانى..وصفه لقصر المنتزة فى إسكندرية ب( كابوس من الزخارف المسرفة) بينط فى مخى كل ما اتمشى هناك
الكتاب ملىء بنقد الذات والمفارقات..بين جنود الحملة المسعورين لقمع تمرد القرويين ضدهم و القتل والعنف ضد المصريين و العقاب الجماعي للقرى المتمثل فى حرق البيوت والمحاصيل واغتصاب السيدات كعقاب لمشاركة ذويهم فى المقاومة..و بين شاعرية نفس الجنود عند رؤيه آثار الحضاره القديمه وتناوبهم الوقوف بالمظلة والمروحة على رأس فنانى وعلماء الحملة وهما بيرسموا و يسجلوا وثائقهم اللى اتجمعت بعدها وكونت ( وصف مصر) .. المفاوضات السياسية الحقيرة خلال ثورة القاهره الأولى والثانية وازاى الحكام كانوا بيبيعوا الشعب للسلطة الفرنسيه مقابل الأمان والنفوذ...الجهل المستشرى فى مصر تحت الحكم العثماني و جزمه العثمانلى التقيلة اللى فضلت خانقة رقبة مصر ومانعه عنها التنفس ومع أول طلقة مدفع من الفرنسيس..جريوا وسابوا المصريين يدافعوا عن أرضهم كأنه شأن خاص...مش جزء من الدولة العلية أخدت قصاد حمايته من خير البلد سنين من الجباية والقهر...
كتاب متعب..و مفسر بشكل رهيب...لكنه واقعى و شيق
و يحضرنى هنا قول الشاعر عبد السلام أمين فى أحد تترات المسلسلات
ما قيمة المطبعة! يجرها مدفع!!!
هو قلم ونزل على وشنا ..بس ورانا دنيا تانية..ولم يكن هناك مفر
وعلى رأى محسن محيى الدين فى ( وداعا بونابرته)..مصر حتفضل غالية عليا